مركز "شمس"
استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأطباء في قطاع غزة بالقتل والاعتقال هو إمعان في الجريمة
قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن الاستهداف المتواصل والمباشر للأطباء في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالقتل والاعتقال هو إمعان في الجريمة وأسلوب آخر يتبعه جيش الاحتلال لإزهاق أرواح المرضى والجرحى والمصابين، إذ أن تلك السياسية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى ترهيب الأطباء وردعهم عن القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي في مداواة وعلاج المرضى والجرحى والمصابين نتيجة أعمال العدوان والقصف والتدمير التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ أن تلك السياسية اللاخلاقية لم ترتكب في التاريخ إلا في ظل الأنظمة الفاشية والنازية القمعية التي أمعنت في جرائم الإبادة بحق الأبرياء.
كما وأستنكر مركز "شمس" الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة والتي كان آخرها اعتقال مدير عام مستشفى الأمل الدكتور حيدر القدوة والدكتور ماهر عطا لله واقتيادهم إلى جهة مجهولة صباح هذا اليوم الاثنين الموافق 5/2/2024م، وقال المركز أن الشهادات المشفوعة بالقسم للأطباء الذين أفرج عنهم مؤخراً تشكل دليلاً عن مدى الوحشية والعنف والإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطباء الفلسطينيين أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم في مراكز الاعتقال والتوقيف والتي لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة البشرية وخاصة فيما يتعلق بالطعام والشراب وأماكن النوم، إذ أكد الطبيب موسى عبد الرحمن معروف الذي كان يعمل في المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة أن القوات الإسرائيلية كبلت يديه وساقيه وعصبت عينيه طوال فترة سجنه لنحو سبعة أسابيع، وأضاف(أن التعذيب كان شديداً جداً وأنا طبيب كان وزني 87 كيلوجرام، فقدت خلال 45 يوماً أكثر من 25 كيلوجرام من وزني، وفقدت الاتزان وفقدت التركيز وفقدت كل إحساسي، وكنا مكبلين ومعصبين العينيين على مدار 45 يوماً).
كما وندد مركز "شمس" " بهذه الجرائم التي تعبر عن مدى الوحشية والانتقام والإيغال في القتل من قبل جيش الاحتلال بحق الأطباء الفلسطينيين، وهذا يعبر عن عدم الاكتراث بقرارات الشرعية الدولية وعن سياسية إدارة الظهر للمجتمع الدولي التي لطالما استخدمتها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، وهي رسالة إلى ما يعرف بدول(العالم الحر) التي تتماهى وتشارك وتدعم هذا الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني وتمده بالمال والسلاح وتوفر له الغطاء السياسية في مجلس الأمن الدولي، وتجلي صريح لسياسة المعايير المزدوجة التي تستخدمها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية.
وشدد مركز "شمس" على أن استهدف الأطباء بالاعتقال أو القتل يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، إذ أن استهداف أفراد الطواقم الطبية المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني لاسيما اتفاقية جنيف، كما أنها جريمة تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للمادة رقم (18) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م والتي تنص على(لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات) وانتهاك للمادة رقم (24) من اتفاقية جنيف الأولى لسنة 1949م والتي نصت على (أنه يجب في جميع الأحوال احترام وحماية أفراد الخدمات الطبية المشتغلين بصفة كلية في البحث عن الجرحى والمرضى أو جمعهم أو نقلهم أو معالجتهم، أو في الوقاية من الأمراض، والموظفين المشتغلين بصفة كلية في إدارة الوحدات والمنشآت الطبية). وانتهاك للقاعدة رقم (25) من قواعد القانون الدولي الإنساني لحماية أفراد الخدمات الطبية والتي نصت على (في جميع الأحوال يجب حماية واحترام أفراد الخدمات الطبية القائمين بالمهام الطبية دون غيرها).
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للأطباء ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة العفو الدولية، والمؤسسات الحقوقية الحكومية والغير حكومية الإقليمية والدولية ، بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الجرائم التي ترتكبها بحق الأطباء في قطاع غزة ، وضرورة إجبارها على تحييد المنشآت المدنية والطواقم العاملة فيها وخاصة الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف والطوارئ عن مواقع الاشتباك والعمليات الحربية كونهم من المدنيين والذين يفرض القانون الدولي حمايتهم في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة.