لمنع التلاعب والاستغلال
مصر تشدد إجراءات مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح
قالت مصادر رسمية مصرية، إن "مرور الأفراد من قطاع غزة إلى مصر، من خلال معبر رفح البري، أصبح يخضع لإجراءات شفافة وتدقيق مشدد، حرصاً على منع أي تلاعب أو استغلال للأشخاص الراغبين في مغادرة القطاع، والحصول على أموال منهم بشكل غير رسمي".
وأوضحت المصادر "للعربي الجديد" أنه "تقرر فرض رسوم على العابرين بشكل رسمي، تُدفع في مقابل تسليم إيصال رسمي من الجهات المصرية"، مضيفة أن "تشديد إجراءات العبور، هدفه الحد من هجرة سكان قطاع غزة، التي تهدد بتصفية القضية الفلسطينية". ولفتت إلى أنه "يُسمح للمرضى والمصابين والحالات الخاصة وحملة الجنسيات الأجنبية، بمغادرة القطاع".
ويعمل معبر رفح البري، جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، على تسهيل سفر الفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة القطاع. إلا أن السفر لا يزال مخصصاً لفئات معينة فقط، هي: المرضى والجرحى وأصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية، بالإضافة إلى من يدفعون مبالغ مالية مقابل الحصول على "تنسيق مصري" من خلال أحد الأجهزة الأمنية بمصر.
وكانت صدى نيوز قد نشرت تقريراً سابقاً لها، حول الظروف الصعبة والاستغلالية التي يمر بها أهالي قطاع غزة الذين يريدون السفر عبر معبر رفح للخروج من قطاع غزة.
وفيما يلي نص التقرير:
زاوية أخرى للحرب المستمرة على قطاع غزة، لا تظهر أمام شاشات التلفاز ولا نقرأها في المواقع الإخبارية، تجسد كارثة حقيقية أخرى يعيشها المواطن الغزاوي في ظل حرب عنيفة مستمرة لليوم الـ73 بلا توقف، بطلها "سماسرة التنسيقات"، وضحيتها أهالي غزة الهاربين من الموت.
لا تقتصر معاناة أهل غزة على القصف المتواصل وآلاف الشهداء والجرحى، وقلة الماء والطعام والدواء، والعيش بلا كهرباء أو اتصالات، بل هناك معاناة أخرى "مخفية" يواجهها هؤلاء الناس إذا قرروا إنقاذ عائلاتهم من جحيم الحرب والموت.
أحد رجال الأعمال في قطاع غزة أكد خلال حديث مع وكالة صدى نيوز أن "أسعار التنسيقات التي يفرضها السماسرة على أهالي غزة من يرغبون بالسفر إلى مصر، خيالية جداً، وتهدف بشكل واضح لاستغلال معاناة أهالي القطاع".
وتابع: "الظاهر للعالم أن هناك كشوفات بأسماء المرضى والجرحى تخرج عبر معبر رفح للوصول إلى مصر، ولكن من بين هؤلاء الأسماء هناك أسماء توضع لأشخاص دفعوا مبالغ مالية كبيرة لإنقاذ عائلاتهم من جحيم الحرب والهرب مؤقتاً إلى مصر".
وأكمل:" المشكلة أن الأسعار التي يدفعها المواطن مقابل إدراج اسمه في الكشف وعمل تنسيق له للسفر كبيرة جداً، تصل الآن إلى 7 آلاف دولار للفرد الواحد، أي ما يقارب 350 ألف جنيه مصري، ولا يستطيع على ذلك إلا المواطن المقتدر مالياً، المجبور على ذلك لحماية عائلته، أما المواطن الفقير سينتظر الموت فقط".
وأوضح: "هذه الأسعار ترتفع مع ازدياد أيام الحرب، فكلما استمرت الحرب أكثر، كلما ارتفع السعر، فمع بداية الحرب تقريباً كانت تكلفة تنسيق السفر للشخص الواحد 3 آلاف دولار ثم ارتفعت تدريجياً حتى وصلت الآن إلى 7 آلاف".
وفي هذا الصدد، تساءل مواطنون عبر صدى نيوز: "أين الجهات المصرية من كل هذا؟ وأين الجهات الفلسطينية المسؤولة أيضاً، فهل يمكن استغلال أهالي غزة بهذا الشكل في أشد وأصعب الأيام التي تواجههم؟".
واستهجن رجال أعمال فلسطينيين الصمت المصري والفلسطيني الرسميين تجاه هذه الظاهرة التي تتفاقم. وأكدوا لصدى نيوز أنهم قاموا منذ بداية الأمر بإبلاغ الجهات الرسمية في مصر لحل هذا الجانب لكن دون جدوى.
وقال أحد المواطنين الذي حاول الحصول على تنسيق لإخراج أمه المريضة: "مش عاوزين نترك غزة أبداً، بس عاوزين تنتهي الحرب ونعيش بأمان". وأردف قائلاً: "أقل عيلة بغزة مكونة من 5 أفراد، يعني المبلغ المطلوب تحويشة العمر".
وانتقد مواطن آخر التكاليف المترتبة على السفر للقاهرة قائلا: "بعد السفر ودفع مبالغ طائلة للحصول على تنسيق، مطلوب شقة مفروشة بـ600 دولار بشكل شهري، عدا عن المصروف اليومي، من أين يحضر الناس كل هذه الأموال، الموت في غزة أشرف".
وعقب مواطنون على ازدياد هذه الظاهرة بقولهم: "لدينا أطفال ونساء جرحى لا علاج لهم، وحاولنا مراراً وتكراراً الحصول على تنسيق لإدراج اسمهم في كشوفات السفر، ثم نتفاجأ أن فلان اسمه بالقائمة ومقابل ذلك أنه دفع مبالغ كبيرة جداً لإخراج عائلته من دائرة الموت، ففي كلا الحالتين يتم استغلال أهالي غزة في أبشع ظروفهم".
وعلق رجل أعمال فلسطيني من قطاع غزة بقوله: "الملايين من السودان وليبيا وسوريا دخلوا إلى مصر بعد حروب أهلية وقعت في بلادهم، دون تنسيقات أو دفع دولار واحد، أما أهالي قطاع غزة، في هذه الظروف القاهرة يتم استغلالهم أبشع صور الاستغلال".
وطالب رجال أعمال فلسطينيين في قطاع غزة، الجانب المصري بفتح تحقيق لمنع استمرار استغلال المواطنين بهذا الشكل.
المصدر: صدى نيوز