خاص
إبادة المنازل.. إحدى جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة
أكد مختصان أن إبادة المنازل تعد إحدى جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال عدوانه الوحشي المتواصل منذ نحو أربعة أشهر.
جاء ذلك خلال حديثهما لبرنامج "قضايا في المواطنة" عبر أثير "رايــة" والذي سلط الضوء على جريمة إبادة منازل غزة من قبل جيش الاحتلال خلال حربه المستمرة على القطاع.
د. أحمد الأشقر محامي وقاضي سابق، تحدث عن توفر الوضع القانوني لجريمة إبادة المنازل في قطاع غزة بشكل ممنهج من قبل الاحتلال، وقال: "هناك تجريم للمساس بالأعيان المدنية مثل السكن والمؤسسات الخدمية للمدنيين"، موضحا أن هذه الجريمة تندرج في إطار مخالفة اتفاقيات جنيف ذات الصلة وميثاق روما المنشيء للمحكمة الجنائية الدولية كونها متصلة بالنقل القسري للسكان.
وبين الأشقر أن التدمير الممنهج لبيوت المدنيين يستهدف في جوهره إجبار السكان على الانتقال من حياة لحياة أخرى قسريا، مستطردا: "هذا لا يشكل جريمة حرب أو إبادة بشكل واضح لكنها إحدى الأفعال التي تشكل الركن المادي لجريمة الإبادة الجماعية وفق اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها عام 1948، وتدخل في نطاق التجريم؛ كونها تؤدي لتحقق الإبادة الجماعية وتدخل في إطار تحقيق نتيجة جريمة النقل القسري للسكان من مناطق سكنهم".
وذكر أن الاحتلال يهدف من وراء للهدم، النقل القسري للسكان وتجويعهم وهذا يدخل في إطار التجريم".
وأضاف: "هناك أفعال مادية خطيرة تدخل في إطار جرائم الحرب وضد الإنسانية منها مسألة هدم المنازل".
ولفت د. الأشقر إلى أن الاحتلال يعمل حاليا على هدم منازل الفلسطينيين لإنشاء منطقة عازلة بين قطاع غزة ومنطقة غلاف غزة، متابعا: "هذا مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، فالمنطقة العازلة لا تكون بالمناطق المأهولة".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب يوميا جرائم حرب في هذا المعنى ومن الجيد أنه تسليط الضوء على هذه المسالة.
بدوره، تطرق الوزير عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية، إلى تأثير إبادة المنازل على المواطنين من الناحية الاجتماعية والنفسية.
وقال قراقع إن هذا الإجرام الفظيع الذي يجري بغزة على يد الاحتلال وتدمير أكثر من 800 ألف منزل وتشريد السكان ووضعهم في أوضاع كارثية وتجويعهم بدون ملجأ ومأوى وأية إغاثة إنسانية "إبادة للحياة وتدمير لها".
وأوضح أن أهالي غزة يعيشون في العراء وتحت القصف والموت والإبادة المستمرة، مبينا أن الاحتلال يعمل بشكل ممنهج على تهجير السكان وقلب كل معاني الحياة الإنسانية وهدمها لأهلنا في غزة.
وأضاف قراقع أن الاحتلال إلى جانب قيامه بهدم المنازل بالصواريخ والجرافات، أباد الكثير من العائلات الفلسطينية ومُسحت من السجل المدني بالكامل، ما يعني شطب الناس من العيش والحياة كما يصرح بذلك المتطرفان بن غفير ومسوتريتش أنهم "يريدون تحويل غزة لمكان لا يصلح للعيش" وهذا بالفعل ما يحدث.
وبحسب قراقع، فإن الاحتلال يتعامل مع سكان القطاع على أنهم ليسوا بشرا من خلال القتل والتدمير.
وتابع: "الناس في قطاع غزة تشتتت وضاعت تحت الخوف والرعب المتواصل، وفقدت الكثير من احبائها وتمزقت الحياة الإنسانية والاجتماعية"، مشيرا إلى أن الاحتلال يريد محو غزة من الوجود.
وحذر قراقع من أن ذلك يترك صدمات وآثار صحية ونفسية واجتماعية على السكان الذين بقوا أحياء، عندما يخرجون من منازلهم خاصة أنهم يغادرونها تاركين خلفهم كل شيء.
ووفق قراقع، فإن الاحتلال يعمل على تدمير الأماكن التراثية والتاريخية والمكتبات والقضاء على الكتاب والأدباء والعلماء والموروث الثقافي وكل شيء بالقطاع.
تجدر الإشارة إلى أن "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايـــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: