مركز "شمس" طريقة اغتيال الشبان تعبر عن مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي لدولة الاحتلال

أستنكر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بأشد العبارات وأقواها ما أقدمت عليه القوات الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء الموافق 30/1/2024م  من اقتحام لمستشفى ابن سينا في مدينة جنين، من خلال وحدة المستعربين المتخفين بملابس الأطباء والممرضين والنساء ، واغتيالهم ثلاثة شبان داخل المستشفى بأسلحة كاتمة للصوت، وهم الشقيقان (محمد وباسل غزاوي، والشاب محمد جلامنة) حيث أن أحدهم جريح ويعالج في المستشفى منذ فترة ،وقال المركز أن طريقة اغتيال جيش الاحتلال للشبان الثلاثة داخل مستشفى أبن سينا هو تعبر عن مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي لدولة الاحتلال، وشدد المركز على أن هذا الاقتحام هو عمل جبان ولا أخلاقي ويمثل وصمة عار على جبين الاحتلال ، وقال المركز أن هذا العمل هو شكل من أشكال أعمال المافيا والعصابات وليس من أعمال الجيوش النظامية التي تحترم الشارة العسكرية والشرف العسكري وتقاتل وفق أسس القانون العسكري والمواجهة وجهاً لوجه في ميدان المعركة.

وشدد مركز "شمس" على أن هذه الجريمة النكراء تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما للمادة رقم (18) من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م والتي تنص على( لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات) وانتهاك للمادة رقم (24)  من اتفاقية جنيف الأولى لسنة 1949م  والتي نصت على ( أنه يجب في جميع الأحوال احترام وحماية أفراد الخدمات الطبية المشتغلين بصفة كلية في البحث عن الجرحى والمرضى أو جمعهم أو نقلهم أو معالجتهم، أو في الوقاية من الأمراض، والموظفين المشتغلين بصفة كلية في إدارة الوحدات والمنشآت الطبية). وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم (2675) لسنة 1970م على ضرورة تحييد المستشفيات عن الأعمال العدائية في حالات الحرب والنزاع المسلح، إذ أن (منطقة المستشفى أو أي ملجأ مماثل لا ينبغي أن تكون هدفاً للعمليات العسكرية). ويعتبر استهداف المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية جريمة حرب في القانون الدولي، وهذا ما أكدته المادة رقم (8) من اتفاقية روما لسنة 1998م والتي تشكل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي نصت على (أن تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب).

وحذر مركز "شمس" من أن جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة تشكل خطراً كبيراً ومؤشراً على مخططات الاحتلال العدوانية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية قضيته من خلال الجرائم المستمرة في الضفة الغربية والمتمثلة في عمليات الاعتقالات التعسفية وعمليات القتل المنظمة ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، واستهداف المزارعين وطلاب المدارس وتدمير البينة التحية ومنع الحركة وفرض الحصار والإغلاق  وإقامة الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية على مداخل المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية، في ظل صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم، بل تقوم بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدعم العسكري والسياسي للاحتلال في تنفيذ جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني.

وطالب مركز "شمس" في بيانه الصحفي الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التحرك العاجل والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ووقف عمليات القتل والتدمير وتجنب استهداف الجرحى في المستشفيات الفلسطينية كونهم من الأشخاص المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني.