تحقيق| بـ 10 آلاف دولار.. ابتزاز لفلسطينيين يرغبون بمغادرة غزة لمصر
كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، الأسبوع الماضي، عن ابتزاز تقوم به شبكات في مصر لإخراج فلسطينيين من قطاع غزة مقابل مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف دولار.
وبحسب التحقيق، أصبح المرور عبر معبر رفح -وهو المخرج الوحيد من قطاع غزة الذي أضحى أرضا محروقة بفعل الحرب الإسرائيلية منذ قرابة 4 شهور- تجارة مربحة للمستفيدين من الحرب.
فمقابل عدة آلاف من الدولارات، عرض وسطاء مستقلون ووكالات سفر على سكان غزة تصريحا للعبور إلى مصر، عبر معبر رفح.
وبينما يُحكم جيش الاحتلال الإسرائيلي قبضته على جنوب القطاع، بعد أكثر من 110 أيام من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، فإن المزيد من الناس بدأوا في جمع مبالغ باهظة لمغادرة غزة.
ووفقا للتحقيق الذي أجراه مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) والموقع المصري المستقل لتقصي الحقائق "صحيح مصر"، يبيع الوسطاء هذا التصريح الثمين بأسعار تتراوح بين 4500 دولار إلى 10000 دولار للفلسطينيين.
بينما يُحكم جيش الاحتلال الإسرائيلي قبضته على جنوب القطاع، بعد أكثر من 110 أيام من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، فإن المزيد من الناس بدأوا في جمع مبالغ باهظة لمغادرة غزة.
بينما يبلغ سعر التصريح 650 دولارا إلى 1200 دولارا للمصريين؛ فيما يبلغ 3000 دولار لحملة الجنسيات الأجنبية، وهي أسعار لكل فرد.
إحدى الشركات المقدمة للخدمات التي ينصح بهم سكان غزة في أغلب الأحيان، هي وكالة السفر المصرية هلا للاستشارات والسياحة، التي أسسها إبراهيم الأرجاني، وهو رجل أعمال من منطقة سيناء له صلات بأجهزة المخابرات المصرية.
وتحدث محققو مشروع OCCRP وصحيح مصر إلى 15 فلسطينيا ومصريا لجأوا إلى هؤلاء الوسطاء. ولم يتمكن سوى اثنين منهم من مغادرة قطاع غزة، ودفع كل منهما 4500 دولار.
رشا إبراهيم كانت واحدة من الذين يبحثون عن مخرج من قطاع غزة، إذ طلب منها وسيط، دفع مبلغ يزيد عن 40 ألف دولار لإخراجها هي وزوجها وأطفالهما الثلاثة من قطاع غزة.
وتعرض ثلاثة آخرون للاحتيال من قبل وسطاء وفقدوا أموالهم؛ فيما كان آخرون يحاولون جمع المبلغ المطلوب عن طريق بيع ذهبهم أو أغراضهم الشخصية، أو الاقتراض من العائلة والأصدقاء، أو من خلال التمويل الجماعي عبر الإنترنت.
رشا إبراهيم كانت واحدة من الذين يبحثون عن مخرج من قطاع غزة، إذ طلب منها وسيط، دفع مبلغ يزيد عن 40 ألف دولار لإخراجها هي وزوجها وأطفالهما الثلاثة من قطاع غزة.
وقالت امرأة مصرية تبلغ من العمر 31 عاماً، والتي لجأت إلى خيمة في وسط القطاع منذ أن دمر القصف الإسرائيلي منزلها بالقرب من مدينة غزة: "لا نستطيع تحمل تكاليف ذلك".
ظنت المواطنة المصرية، أن جواز سفرها المصري سيفتح أبواب رفح، ليس لها فقط، بل لزوجها وأولادها أيضاً، وهم فلسطينيو الجنسية.
ولم تتلق حتى الآن أية أخبار عن طلب إعادتها إلى وطنها مصر، والذي تقدمت به عبر البوابة الإلكترونية التي فتحتها السلطات المصرية في أوائل ديسمبر 2023.