خاص: ما أهمية رأس المال الاجتماعي في ظل العدوان على غزة؟
سلط برنامج "قضايا في المواطنة" الذي يبث عبر أثير "رايـــة" الضوء على أهمية رأس المال الاجتماعي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتحدث خلال البرنامج حول الموضوع، عضو المجلس الوطني الفلسطيني تيسير نصرا الله، الأكاديمي الباحث في مجال التنمية الاجتماعية د. نضال أبو ناعسة، الأخصائي الاجتماعي عائد حوشية.
وذكر حوشية أن رأس المال الاجتماعي يعني بالمعنى السياسي الثقافي العام كل ما راكمه المجتمع من إنجازات ثقافية وعلمية واجتماعية، وكذلك ما أنتجه من تماسك وقيم ومُثل ارتقت به إلى حد توصيف الشعب بأن لديه رأس مال اجتماعي وجبهة داخلية متماسكة بما يتضمن القيم الوطنية والدينية والمواطنة والتعليم والمثل وصولا لحالة التماسك والترابط والتآلف المجتمعي بشكل عام.
كما تطرق حوشية في سياق حديثه إلى كيفية استثمار ذلك لينعكس على المجتمع ليصبح أداة حيوية في الحرب، موضحا أن ذلك جهد جماعي ينعكس على الأفراد.
بدوره، تحدث نصرالله حول كيف يصبح رأس المال الاجتماعي عنصرا حيويا في تعزيز المجتمعات فترة الحرب.
وأشار إلى أن شعبنا يتعرض لحرب إبادة، حيث يحاول الاحتلال استنساخ المجازر التي ارتكبها خلال النكبة عام 1948، وأدت إلى تفتيت الشعب الفلسطيني، وذلك رغم أن التهجير حتى الآن يتم داخل الوطن.
وبحسب نصرالله، فإن النسيج الاجتماعي ورأس المال الاجتماعي أهم من المال، إذ يتمثل في العلاقات الاجتماعية وكيفية الحفاظ عليها في ظل الحرب.
وشدد على أهمية تعزيز الاعتبار للتسامح وقيم الأخوة والتضامن والتكافل واحتضان بعضنا البعض ونبذ كل ما يتعلق بمفهوم الخلافات الداخلية حتى سياسيا.
وبين أن شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة يتعالى على جراحه الداخلية ويشعر بقيمة الجار والاخ والقريب وابن القرية والمدينة وغيرها، لافتاً إلى أن هذه الأمور تبرز الآن في ظل العدوان المستمر الذي يواجهه شعبنا.
وأكد أهمية التماسك في ظل الظروف الراهنة، إذ يحاول الاحتلال تفتيت شعبنا من جديد، موضحا أن المشكلة التي يسببها الاحتلال حاليا على الصعيد النفسي والاجتماعي تحتاج إلى سنوات طويلة من أجل ترميمها.
من جانبه، تطرق د. أبو ناعسة إلى أهمية رأس المال الاجتماعي وكيف يلعب دورا حاسما في تحدياتنا اليوم وتعزيز المجتمع الفلسطيني خلال العدوان.
وقال إن هذا المفهوم (رأس المال الاجتماعي) مصطلح جديد في العلوم الاجتماعية (الاجتماع والسياسة)، حيث بدأ استخدامه من الباحثين في أواخر الستينات وتم التعامل معه بجدية في الثمانينات، ووفق هذا المفهوم فإن الفعل جماعي ينعكس على الأفراد.
وبحسب د. أبو ناعسة، فإنه إذا كان رأس المال الاجتماعي متوفرا في المجتمع الفلسطيني ويملك خواصه، وإذا كان لدينا قطاع أهلي وقطاع خاص لديه استراتيجية ومؤثر بشكل إيجابي ومؤسسة حكومية حقيقية، المطلوب، إحداث تنمية اجتماعية في القطاعات المتضررة بالضفة الغربية وقطاع غزة خصوصا التي تعرضت للتدمير والضرر.
وأشار إلى أن رأس المال الاجتماعي مهمته في غزة مختلف عن الضفة، ففي القطاع مهمته إغاثية أولا ثم الدعم المعنوي للسكان عبر الوقوف معهم، أما بالصفة فهناك قطاعات دمرت بشكل حقيقي مثل قطاع العمال، ولا بد من التخفيف عنهم من الحكومة والقطاع الأهلي.
وقال: "نحن بحاجة أن يكون لدينا رأس مال اجتماعي يعي دوره في المجتمع والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتدخل في السياسات الحكومية التي يعاني منها".
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة رايـــة الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمة المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: