الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عصابة سرية” “تسيطر” على “BBC” وتشن حملة ضدها بسبب غزة

نشرت مجلة “بروسبيكت” اليمينية البريطانية، مقالا لمحررها ألان راسبريدجر، كشف فيه عن “لوبي” أو عصابة يمينية سرية  تدعى(كابال) تقوم بحملة شرسة ضد المبادئ التي جعلت البث الإذاعي والتلفزيوني العام “عظيما ونافعا” في بريطانيا، ودعا إلى وقف هذه العصابة.

وعمل راسبريدجر رئيسا لكلية في جامعة أوكسفورد، بعد توليه رئاسة تحرير “الغارديان” ما بين 1995- 2015 حيث أشار في البداية للحملة التي يقودها محرر الصحيفة اليهودية “جويش كرونيكل” جاك واليس سيمونز الذي لم يكن أبدا مغرما بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وعُيّن محررا للصحيفة في 2021، بعد معركة شرسة حول ملكية الصحيفة اليهودية الأقدم لدى الجالية في بريطانيا.

ويعتقد واليس سيمونز أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تخلت عن الحيادية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وقدم رؤية حول مواقف الصحيفة اليهودية في مقال نشره بموقع مجلة “سبايكد” وبعنوان “كراهية إسرائيل (إسرائيلوفوبيا) في “بي بي سي” خارجة عن السيطرة وعدم ثقتها بالدولة اليهودية تصل إلى حد المرض”.

هناك الكثير من النقد للصحافة في “بي بي سي” لأنها ترددت في استخدام مصطلح “إرهابي” لوصف حماس

وهو ليس وحيدا في نقده، فهناك الكثير من النقد للصحافة في “بي بي سي” لأنها ترددت في استخدام مصطلح “إرهابي” لوصف حماس. وهناك الكثير من الشكاوى كهذه تنتهي باللجان الفرعية داخل مجلس إدارتها، وأكثرها تأثيرا لجنة المبادئ التوجيهية والمعايير التحريرية.

وفي هذه اللجنة يكمن تاريخ “بي بي سي” الحديث والإشكالي، وتصبح طريقة إدارتها غامضة. واثنان من أعضائها لا علاقة لهما أبدا بالإعلام وهما تيم ديفي، المدير العام، والمدير السابق لغاليري تيت، نيكولاس سيروتا. وهناك امرأة أخرى ديبورا تيرنس، مديرة تحرير الأخبار، والتي يراها الذين ينتقدون “بي بي سي” سببا في انحراف الهيئة عن الطريق، مما يترك شخصا واحدا في مجلس الإدارة المكون من أربعة، لديه خبرة في الصحافة وهو سير روبي غيب، المدير غير التنفيذي لـ”بي بي سي” منذ 2021، والصوت الأكثر تأثيرا في المجلس، ومالك جويش كرونيكل.

ورغم ما يدعيه سير روبي من الحيادية، إلا أن سياسته مثيرة للفضول، فقد ظل حتى 2019 المتحدث الرسمي باسم دوانينغ ستريت وحكومة تريزا ماي المحافظة، ثم عيّنه لاحقا بوريس جونسون في “بي بي سي” بناء على طلب صديق لا أحد يعرفه. ثم هناك قصة امتلاكه لجويش كرونيكل الناقدة لـ”بي بي سي”.

وبحسب سجل الشركات، فـ”سير روبي” هو المالك الوحيد والمدير لجويش كرونيكل منذ نيسان/ أبريل 2022، وهي التي قادت حملة لدفع تحقيق برلماني في تغطية “بي بي سي” لليهود وإسرائيل، وانتهت بـ”النصر” في 2022.

وتساءلت الصحيفة المنافسة لها “جويش نيوز” عن شرعية التحقيق الذي لم ينشر تقريرا عنه، وما قاله خبراء قانونيون من أن هدف التحقيق هو وضع المجتمع اليهودي ضد “بي بي سي”. ولا أحد يعرف تمويل الصحيفة.

وبحسب مصدر مقرب من جويش كرونيكل، فقد قال لـ”التايمز”: “أيا كان الذين اشتروها، فقد قادوا انقلابا، واشتروا صحيفة تأثيربدون الكشف عن أنفسهم”، وقال آخر: “قام أحد بوضع 3 ملايين جنيه استرليني، بما فيها أموال لتغطية خسائر هذا العام، ويديرها أشخاص لا علاقة لهم بالمجتمع”.

لم يخفِ سير روبي موقفه الدائم من أن جماعات “اليقظة” أو اليسار تهيمن على “بي بي سي”، وكان هذا موقفه قبل أن تتم تهيئته لمنصبه في الهيئة.

وكان مدير التحرير السابق، ألان جاكوبس، صريحا في  حديثه عمن اشتروا الصحيفة، ورفضهم الكشف عن مصادرهم المالية وخططهم لصحيفة مهمة لليهود البريطانيين.

ويقول راسبريدجر إن قصة السير روبي هي صورة عن التقاطع بين السياسة البريطانية والإعلام، وتدخّل في حيثياتها عدد من الرموز الذي أرادوا السيطرة وإلغاء ومحو دور “بي بي سي” في الحياة العامة. ويقول الكاتب إن رحلة الاكتشاف تقود للنظر خلسة إلى اللاعبين والتوصل لنتيجة أن السير روبي الذي كان حتى 2017، مجرد مدير متوسط الرتبة بالتلفزيون، ربما أصبح أهم صحافي في “بي بي سي” وبالتالي في بريطانيا.

ويقول الكاتب إن شريان الحياة للصحافة هو التأكد والتحقق من المعلومات وتدقيقها والتفريق بين الصواب والخطأ، لكن ماذا يحدث عندما يتم عكس المرآة على بي بي سي وطرح الأسئلة عليها؟ وعادة ما تكون الهيئة صريحة وشفافة لدرجة الخطأ.

وهناك دائما حدود، فلم ترد الهيئة مثلا على أسئلة الكاتب في تشرين الثاني/ نوفمبر حول ما ورد في كتاب وزيرة الثقافة السابقة، نادين دوريز: “المؤامرة”، والذي زعمت فيه أن السير روبي وآخرين في مقر الحكومة، حاولوا منع اختيارها لرئاسة “أوفكوم” (مكتب الاتصالات)، وهي هيئة لضبط عمل الإعلام في بريطانيا. ولم يرد عليه أيضا السير روبي ولا مدراء في “بي بي سي” أو الحكومة البريطانية، وما واجهه هو جدار الصمت، بشكل أثار فضوله.

وبحسب التجربة الصحافية، فعندما تتهم شخصا بعمل غير مناسب، يحاول أو العاملون معه النفي بأي طريقة، لكن حالة سير روبي، تكشف أنه فعل ما وصفه نائب “خطأ” وما حدث هو تستر، والسؤال لماذا؟

ولم يخفِ سير روبي موقفه الدائم من أن جماعات “اليقظة” أو اليسار تهيمن على “بي بي سي”، وكان هذا موقفه قبل أن تتم تهيئته لمنصبه في الهيئة.

ويرى الكاتب أن الحملة ضد “بي بي سي” قديمة. ففي 2004، ظهرت مدونة تابعة لمركز أبحاث لم يعش طويلا اسمه “نيو فرونتيرز فاونديشن” (مؤسسة الجبهات الجديدة) وشنّت حملة استهدفت “بي بي سي” وطالبت بخلق هيئة منافسة لها. ودعت الحملة إلى تقويض سمعة “بي بي سي” وخلق قناة مثل فوكس نيوز، وإنهاء الحظر على الدعايات التجارية.

وأدار المركز دومينيك كومينغز، ووصف بي بي سي “بالعدو الأبدي” لحزب المحافظين. وبعد 15 عاما، نُصّب كومينغز في داونينغ ستريت كمستشار لبوريس جونسون.

وفي 2004، كانت معظم المقترحات خيالية وغير واقعية، ولكنها أصبحت مع وصول جونسون ومستشاره إلى السلطة جزءا من الخطاب الرسمي، بضرورة تغيير طابع “بي بي سي”. وبدأت جهود حكومة المحافظين بإعلان وزير الثقافة أوليفر دودين عن لجنة استشارية للنظر في النماذج المستقبلية للبث العام، وشملت اللجنة على سير روبي، صديق دودين والذي كان يقدم استشاراته لجي بي نيوز التي يترأسها صديقه القديم أندرو نيل، وتعامل معها البعض بأنها فوكس نيوز البريطانية التي تخيلها كومينغز. كما اختار دودين مايكل غريد، المنتج التلفزيوني المستقل، وسمير شاه، حيث تولى كلاهما مناصب إعلامية مهمة لاحقا.

أما التطور الثاني، فهو تسريب “صاندي تايمز” خطط جونسون لتعيين مدير “بي بي سي” و”أوفكوم”، حيث كان جونسون يفضل شخصين من فليت ستريت يُعرفان بمعاداتهما لـ”بي بي سي”. الأول هو مدير تحرير “تلغراف” السابق تشارلز مور، ليدير “بي بي سي”. ومحرر “ديلي ميل” السابق، بول دكاري لـ”أوفكوم”. ولم يخفِ دكاري مقته الشديد لسياسة “بي بي سي”.

يلعب سير روبي، دورا مهما في تشكيل سياسات “بي بي سي” وأصبحت الهيئة، وبجهود روبي وعصبته، أداة بيد الحكومة ولم تعد مستقلة

وفي النهاية، انسحب مور ولم يكن دكاري مناسبا. وتم اقتراح ريتشارد شارب الذي تبرع بمبلغ  400 ألف جنيه  لحزب المحافظين، وارتبط بقرض بقيمة 800 ألف جنيه لجونسون كمرشح ورفض لاحقا. ولم يتم تعيين مدير لأوفكوم إلا بعد عامين.

وأشار الكاتب إلى الشخص في مقر الحكومة البريطانية الذي أوكلت له مهمة اختيار الشخصيات للمناصب العامة، وهو دوغي سميث، الصديق القديم لسير روبي، وأوليفر دودين. وتعود الصداقة إلى سنوات “فدرالية الطلاب المحافظين” التي أغلقها نورمان تيبت في 1986.

وعمل سميث في التسعينات كمؤسس لـ”فيفر” وهي شركة خدمات جنسية تخصصت بتنظيم حفلات إباحية لمن هم تحت الأربعين عاما في بيوت بلندن. لكن هذا لم يمنع من صعوده في السلطة. ووصفت “صاندي تايمز” سميث وزوجته منيرا ميرزا، مسؤولة وحدة السياسات في 10 داونينغ ستريت بأنهما “القوة وراء الحرب على اليقظة”، أو جماعات الصحوة.

ويشير الكاتب إلى دور سميث في تغيير توصيات وزيرة الثقافة في حينه لجونسون بشأن تعيين مدير لـ”أوفكوم”. وفي النهاية، ذهبت الوظيفة لمرشح السير روبي، وهو لورد ستيفن غيلبرت. وعادة ما رفع سير روبي شعار أن “أي شخص يدخل بي بي سي، عليه التخلي عن سياساته على عتبتها، مع أن سياساته ظلت مع اليمين”، وقال: “أنا محافظ قديم ولست اعتذاريا ككريس باتن، بل محافظ تاتشري” وهو داعية للخروج من أوروبا، حسب وصف تلغراف له. وقال إنه بحاجة إلى اتخاذ خطوات لمعالجة ما أسماه تحيز “بي بي سي” الليبرالي.

وقد تعرجت مسيرة السير روبي بين السياسة والإعلام، فقد عمل باحثا سياسيا في “بي بي سي”، قبل أن يتبع مسيرة شقيقه النائب نيك غيب السياسية، وعمل في مقرات حزب المحافظين ودعم محاولة مايكل بورتيلو لزعامة الحزب عام 2001، قبل العودة إلى “بي بي سي”، حيث تولى مهام عدة في الهيئة، بما فيها المساهمة في برنامج ديلي شو مع أندرو نيل.

وفي المحصلة، يلعب سير روبي، دورا مهما في تشكيل سياسات “بي بي سي” وأصبحت الهيئة، وبجهود روبي وعصبته، أداة بيد الحكومة ولم تعد مستقلة، وفق ما يقول الكاتب.

Loading...