في اليوم العالمي للتعليم
مركز "شمس": استهداف الاحتلال لمؤسسات التعليم يأتي في إطار سياسة التجهيل والانتقام
قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن استهداف جيش الاحتلال لمؤسسات التعليم الفلسطينية المدارس والجامعات ورياض الأطفال يندرج في إطار سياسة التجهيل والانتقام التي تنتهجها دولة الاحتلال منذ اللحظة الأولى لاحتلالها الأراضي الفلسطينية ، كما دعا المركز دول العالم للتدخل الفوري لوقف المجازر التي تتعرض لها المسيرة التعليمية والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والكوادر البشرية في قطاع التعليم في فلسطين في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على تلك المؤسسات وطلبتها وكوادرها مع تواصل العدوان ومجازر الإبادة بحق الشعب الفلسطيني على قطاع غزة ، ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للتعليم ويشارك الطلاب والمعلمون والأكاديميون في مدارسهم ومؤسساتهم بهذا الاحتفال، تتوقف المسيرة التعليمية نهائياً في قطاع غزة وتدمر المدارس والجامعات والمؤسسات الأكاديمية بشكل ممنهج من آلة الحرب الإسرائيلية وتُشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني بأكمله في قطاع غزة في ظل صمت دولي على تلك الجرائم ، يأتي هذا اليوم العالمي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون 24 كانون ثاني من كل عام يوماً عالمياً للتعليم بالقرار رقم (73/25) والمؤرخ في 3/12/2018م وذلك تأكيداً من المجتمع الدولي على الدور الأساسي للتعليم في بناء المجتمعات وتحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة، ودعا القرار الدول والأعضاء في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية في العالم لحشد كافة جهودها لتطوير عملية التنمية في قطاع التعليم في العالم لتحقيق التنمية والرفاه لكافة الشعوب والمجتمعات.
وندد مركز شمس بما تتعرض له المسيرة التعليمية والأكاديمية والكوادر التعليمية والطلبة من جرائم واعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والتي أدت إلى حرمان حوالي (625) ألف من طلبة المدارس من الحق في التعليم من بينهم (305) آلاف يدرسون في المدارس الحكومية و(300) يدرسون في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا و(21) ألف يدرسون في مدارس خاصة، وتم حرمان حوالي (80) ألف من طلبة الجامعات والكليات من الدراسة، وأما في الضفة الغربية فقد تحول التعليم إلى تعليم مزدوج يجمع بين الوجاهي والإلكتروني، كما وأدت سياسة الاستهداف المنظم للطلبة والكوادر التعليمية والمؤسسات منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7/10/2023م إلى استشهاد حوالي (47) شهيد في الضفة الغربية من الطلبة و (4510) في قطاع غزة من الطلبة، و(282) جريح من الطلبة في الضفة و(7911) جريح من الطلبة في قطاع غزة، والمعتقلين (85) طالباً من الضفة، وأما المعلمين فقد بلغ عدد الشهداء منهم في قطاع غزة (231) شهيد، و(94) محاضر جامعي منهم (17) يحملون درجة بروفيسور و(59) يحملون درجة الدكتوراه و (18) يحملون درجة الماجستير، والجرحى في قطاع غزة (756) جريح ، والجرحى في الضفة (6) جريح والمعتقلين في الضفة الغربية (71) معتقل من الكوادر التعليمية، وأما المدارس والجامعات فقد تعرضت (390) مدرسة وجامعة في قطاع غزة للاستهداف/ من بينها المدارس الحكومية، فقد تعرضت (7) مدارس للتدمير الكامل و(83) مدرسة لأضرار بالغة و(281) مدرسة لقصف وتخريب، وتعرضت (65) مدرسة تابعة لوكالة الغوث إلى قصف وتخريب وأضرار بالغة، وتم استخدام (133) مدرسة كمراكز إيواء وقد توقفت العملية التعليمية والمسيرة الأكاديمية في قطاع غزة بأكملها.
كما وأكد مركز "شمس" على أن استهداف الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات التعليمية والأكاديمية وطلبتها وكوادرها تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، فقد أكدت اتفاقية لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة1907 م على ضرورة توفير حماية خاصة للمؤسسات التعليمية، فقد جاء في المادة رقم (27) من الاتفاقية ( أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية) وفي المادة رقم (56) من نفس الاتفاقية أنه (يجب معاملة ممتلكات البلديات وممتلكات المؤسسات المخصصة للأعمال الخيرية والتربوية، والمؤسسات الفنية والعلمية، كممتلكات خاصة، حتى عندما تكون ملكاً للدولة، ويحظر كل حجز أو تدمير أو إتلاف عمدي لمثل هذه المؤسسات، والآثار التاريخية والفنية والعلمية، وتتخذ الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه الأعمال)، وانتهاكاً لاتفاقية روما لسنة 1998م وخاصة للمادة رقم (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي نصت على أن (تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب)، وانتهاك للاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية في النزاع المسلح لسنة 1954م، وقد نصت المادة رقم (4) من الاتفاقية على أن (تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية)، ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/147 بتاريخ 16/ ديسمبر /1981 فقرة (6) والذي أكد على أن الاعتداء على الأماكن التاريخية والثقافية هي من قبيل جرائم الحرب، وهو مصادرة للحق في التعليم المكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
كما وحيّا مركز "شمس" في اليوم العالمي للتعليم الكوادر التعليمية من معلمين وأكاديميين ورؤساء مؤسسات تعليمية وأكاديمية لجهودهم وعملهم لإنجاح مسيرة العلم والتعليم وتفانيهم في خدمة الوطن أولئك الجنود المجهولين ومخرجي الأجيال وصانعي المستقبل الذين خرجوا الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم والصيدلي والممرض والطيار والنجار والصناعي والمربي والمعلم، فإلى تلك الشموع التي احترقت لتضيء الدرب الطويل لأبناء شعبنا الفلسطيني بجهودهم الدؤوبة والمستمرة في بناء مسيرة العلم والعطاء، إذ يتميز الشعب الفلسطيني بأنه من أكثر الشعوب تعليماً في منطقة الشرق الأوسط ولطالما مثلت الشهادة العلمية للفلسطيني السلاح الحي الذي يستطيع العيش من خلاله وخاصة بعد النكبات والنكسات التي تعرض لها بسبب الاحتلال وتآمر العالم على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وطالب مركز "شمس" الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق بالتعليم ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، وسفراء وقناصل الدول المعتمدين لدى دولة فلسطين بضرورة التحرك العاجل والضغط واستخدام كافة السبل والوسائل لإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها ضد المؤسسات والكوادر التعليمية والثقافية الفلسطينية.