خاص.. ارتفاع جنوني على أسعار السجائر في غزة

مراسل راية - رفح

طرأ ارتفاع جنوني على أسعار السجائر في قطاع غزة خلال الساعات والأيام الماضية، في إطار الغلاء غير المسبوق الذي طال كل شئ بلا استثناء، منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين أول للعام 2023.

وذكر مراسل "رايــة" في رفح جنوب قطاع غزة أن أسعار جميع أصناف السجائر التي لا تزال متوفرة بالأسواق، تضاعفت بنحو خمسة مرات عن سعرها الأصلي قبل الحرب، الذي كان مرتفعا أصلا.

وأجرى مراسلنا جولة في السوق الرئيسي بمدينة رفح، إذ تفاجأ من حجم الارتفاع على أسعار السجائر في غضون ساعات قليلة خلال اليوم "كأنه في بورصة أو مزاد".

على سبيل المثال، وصل سعر صندوق السجائر (20 سيجارة) من نوع "رويال" وهو من الأصناف الأكثر شيوعا بين المدخنين، إلى 100 شيكل، بعدما كان لا يتجاوز الـ20 شيكلا قبل الحرب والـ30 خلال أول شهرين بالعدوان، علما بأنه كان يباع قبل أقل من 24 ساعة مقابل 55 شيكلا، وبـ38 شيكلا منذ نحو أسبوعين.

وبحسب مراسلنا، فقد سادت حالة من التذمر والغضب في صفوف الآلاف من المدخنين الذين تواجدوا في السوق خلال الساعات الماضية؛ نتيجة هذا الغلاء الذي وصفوه بأنه غير معقول.

فيما ترى شريحة من المدخنين أن هذا الغلاء فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين إلى الأبد أو على الأقل التخفيف منه وصولا إلى قطعه نهائيا.

ونقل مراسلنا عن أحد المدخنين قوله: "كل شيء ارتفع ثمنه أضعافا كثيرة (..) أخشى أن استيقظ غدا وأجد سعر السيجارة وصل إلى عشرة شواكل".

ومنذ بدء الحرب تضاعفت أسعار معظم المنتجات والسلع وحتى المياه في جميع محافظات غزة بأكثر من خمسة أضعاف، إذ اضطرت عائلات، بحسب تقارير دولية، إلى بيع ممتلكات لها من أجل تأمين الغذاء اليومي.

ويعود هذا الغلاء، وفق مصادر فلسطينية، إلى ضعف حركة دخول البضائع والمساعدات إلى قطاع غزة عبر المنافذ كافة، على رأسها معبر رفح البري الحدودي مع مصر، والذي تتكدس فيه من الجانب المصري، المساعدات القادمة من الدول كافة للقطاع، وذلك بسبب سياسة الاحتلال، إلى جانب الاستغلال من بعض التجار، في ظل الطلب الكبير جدا مقارنة بالكميات القليلة المعروضة.

ويعيش الفلسطينيون في مدينة غزة وشمال القطاع في كارثة إنسانية مجاعة حقيقية، حيث يمنع الاحتلال عنهم إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والإمدادات المختلفة، ومازالت المجاعة مستمرة دون أن يحرك هذا العالم الظالم أي شيء. بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

ووفقا للمكتب، فقد نزح (2) مليون مواطن فلسطيني في محافظات قطاع غزة، هؤلاء يعيشون حياة غاية في المأساوية، لا يجدون الغذاء ولا الماء ولا الدواء، وأصبح (400,000) مصابٍ منهم بالأمراض المعدية نتيجة النزوح وظروفه التي لا تخطر على قلب بشر. علما أن غالبية النازحين في مدينة رفح التي تستوعب حاليا أكثر من نصف سكان القطاع.