من مأساة الحرب في غزة إلى شهادة الطب في السويد
تخرّج الشقيقان داليا وكمال عسلية في جامعة أوميو حاملين شهادات الطب بعد أن كانا يوماً طفلين في غزة يهربان بكتبهما من مكان لآخر لتجنب صواريخ الحرب التي لا تميز بين كبير وصغير .
هاجرت داليا وكمال بصحبة عائلتهما من غزة في العام 2012 إثر الحرب فيها ليصلا إلى مدينة يونشوبينغ في السويد، بحثاً عن الأمان.
تخرجت داليا في كلية طب الأسنان في جامعة أوميو أمس بعد اجتهاد لتحقيق حلمها في أن تنجز شيئاً على الصعيد الشخصي وتغتنم الفرصة التي حصلت عليها في السويد، متذكرة في الوقت نفسه أن هناك أطفالاً كثيرين لا يستطيعون الدراسة بسبب الحرب.
تقول داليا للكومبس “فرحتي بنجاحي ليست كاملة فالحزن أخذ حيزاً كبيراً منها مع كل ما تعيشه غزة من ألم”. وتضيف “أتذكر كيف كنت تلك الطفلة التي عاشت أهوال الحرب مع عائلتها وأكثر شيء انطبع في ذاكرتي هو قفزي وعائلتي من جدار لجدار لنصل لمكان آمن إثر القنبلة التي انفجرت في مدخل البناء وبقي صوتها في ذاكرتي لأعوام طويلة حتى بعد هجرتي لدرجة أنني كنت أخاف المفرقعات النارية التي كانت تعبّر عن الفرح في رأس السنة، حيث كانت بالنسبة لي أصوات تشبه صوت القنبلة”.
تخرّج كمال في كلية الطب البشري بجامعة أوميو، محققاً بذلك حلمه. يقول كمال “لم يكن الفصل الدراسي الأخير كأي فصل آخر بل الأصعب في حياتي. كانت الدراسة مرافقة لألم كبير وتفكير في ما يعانيه الناس في غزة وهم يعيشون أسوأ أيام حياتهم نتيجة الإبادة التي يتعرضون لها. ومازاد ألمي استشهاد جدتي وخالي وزوجته وجنينها في غزة. كان أصعب امتحان أقدمه في حياتي”.
ويضيف كمال “حصلت على فرصة للحياة عندما أخرجتني عائلتي من الحرب العام 2012 لذلك كان عليّ استغلالها بأفضل طريقة وخصوصاً أن حياتي كلها بقيت مرتبطة بالمشاهد الأخيرة التي خرجت فيها من غزة. كانت البيوت مهدمة على جانبي الطريق نتيجة القصف الإسرائيلي لذلك كان أقل واجب أستطيع القيام به هو إيصال قضية الشعب الفلسطيني من خلال نجاحي”.
ويهدي كل من داليا وكمال نجاحهما لوالديها اللذين كانا داعمين لهما في كل مراحل حياتهما، ولأرواح الضحايا في غزة ولكل طفل في القطاع حلم يوماً أن يكبر ويتخرج ومنعته الحرب من ذلك.