"رجعوني لغرفتي".. فتاة غزية تكتب تفاصيل قاسية عن حياة النزوح
كتبت احدى الفتيات النازحات في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في اليوم الثالث بعد المئة للعدوان الإسرائيلي، تفاصيل حياة النزوح القاسية التي عايشتها في مكان اقامتها الجديد "خيمة" والمعاناة التي تعيشها للحصول على أساسيات البقاء على قيد الحياة.
وفيما يلي ما كتبته الفتاة عبر صفحتها في موقع "فيسبوك":
عمري ما تخيلت أني أعيش هاي الحياة المختلفة 180 درجة عن حياتي الطبيعية يلي بمارسها بشكل عادي..
كنت دائمًا بدعي أكون في رحلة تخييم على جبل أو على ضفة نهر، بس ما توقعت إني أعيش حياة "بهدلة" بخيمة لأسبوعين، ولا زال جاري العد، بإسم "نازحة" بسبب الحرب الإسرائيلية ضد جزء صغير من فلسطين وهو قطاع غزة، المدينة المنفردة على الساحل!
الخيمة هون مختلفة تمامًا عن أي خيمة للرحالة أو للسفاري، الخيمة بتسعش 5 أشخاص لكنها بتستوعب 9 و10 غصب عنها!، فيها أهم وأول مسلتزمات البقاء على قيد الحياة فقط، ما فيها رفاهية ولا فيها شيء زيادة عن البقاء لأجل البقاء...
الخصوصية بكل أشكالها معدومة تمامًا، الكل بيسمع حديثك مع عائلتك، والكل بيشم ريحة أكلك وطبخك، الخيمة حارة جدًا في النهار وباردة أكثر في الليل، ضيقة وبتصنع خنقة كبيرة في الصدر وكره أكبر للحياة والحال يلي وصلناله..
التواليت للخيام عام للأطفال والكبار والشباب والنساء، ما فيكم تتخيلو كمية التلوث وعدم النظافة يلي فيها هاي الحمامات؛ لأنه عام وما في بنية تحتية لسحب المياه العادمة يلي بتنزل على الشارع والطرق وبتشكل ضرر للبيئة والنبات والحيوان والإنسان..
أكبر معاناة للخيم هي الحصول على مياه للشرب والاستخدام، بتيجي مرة كل عشر أيام، مالحة جدًا ومش مفلترة وبتعمل تلوث في المعدة..
بعرف الحياة هاي مش حياتي، ومش حياة 1.5 مليون نازح، لكن مجبورين نعيش بعيدًا عن بيوتنا وحياتنا الطبيعية، هربنا من الموت لأجل الحياة، البقاء على قيد الحياة وإن كنا ضدها.
كثير اشتقت لبيتنا ونفسي أرجعله وأكون فيه، كثير اشتقت لإني أكون قاعدة بشرب قهوة بهدوء ومدون ما ظهري يضل يجعني بسبب التعب والهم يلي نحنا فيه
رجعوني لغرفتي