الفدائي يستهل مشاركته الثالثة في كأس آسيا بمواجهة إيران
كل الأنظار تتجه صوب الفدائي، والفدائيون يسيرون في كل صوب، حاملين للعالم رسالة شعب لا ينحني للمآسي والجراحات، متشبث بأمل الحرية من الظلم، ومصرٌّ على انتزاع الحياة من فم الموت.
ساعات قليلة، تفصل منتخبنا الوطني عن افتتاح مشواره الثالث تاريخياً في كأس آسيا قطر 2023، بمواجهة ستجمعه، الأحد، بنظيره الإيراني على استاد المدينة التعليمية، عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت العاصمة القدس.
مشاركة في ظل الظروف القاسية
منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان على شعبنا، عمد الاحتلال إلى تدمير كل مظاهر الحياة في قطاع غزة، وإلى اقتحام وإغلاق المدن والمحافظات والطرق الواصلة بينها في الضفة الغربية، وهو ما دفع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لتعليق كافة الأنشطة الكروية في فلسطين، منذ السابع من أكتوبر 2023، ومنها الدوري الفلسطيني للمحترفين، الرافد الأكبر لمنتخبنا.
الفدائي يجوب البلاد... استعداداً للاستحقاق
هذا الواقع، خلق تحدياً صعباً أمام منتخبنا، الذي كان مقبلاً على عديد الاستحقاقات، وأهمها كأس آسيا قطر 2023، أبرز حدث كروي قاري.
طواقم اتحاد الكرة والجهازين الفني والإداري، عملوا بكل إمكاناتهم لضمان الجاهزية والاستعداد للحدث، ومحاولة الظهور بأفضل صورة ممكنة، فتقرر السفر صوب الجزائر لإقامة معسكر تحضيري في ولاية عنابة، تبعه معسكر مغلق في مدينة أبها السعودية، وصولاً إلى قطر.
التحضير الأخير كان بإقامة مواجهتين وديتين في قطر، الأولى جمعت الفدائي بنظيره الأوزبكي، والتي انتهت بخسارة بهدف دون مقابل وسط أداء كبير لكتيبة مكرم دبوب، أما الثانية فكانت أمام السعودية انتهت على وقع التعادل السلبي.
تأهل بالعلامة الكاملة
فعل منتخبنا الوطني كل شيء لضمان الوصول والتأهل إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه توالياً، وقدم أداءً استثنائياً لافتاً خلال مشوار التصفيات، ليتصدر الترتيب العام لمجموعته بالعلامة الكاملة، والتي ضمت منتخبات الفلبين ومنغوليا واليمن.
لتأتي القرعة بعدها، وتضع كتيبة المدير الفني مكرم دبوب في المجموعة الثالثة، إلى جانب منتخبات إيران والإمارات وهونغ كونغ.
بداية المشوار
الفدائي يستهل المشوار بمقابلة المنتخب الإيراني، أحد أبرز منتخبات القارة، ويدخل البطولة بعد مستويات جيدة نسبياً قدمها خلال المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، رغم حصوله على نقطة من مواجهتين خاضهما أمام لبنان والتي انتهت بنتيجة التعادل السلبي، والخسارة من أستراليا بهدف دون رد.
ويحتل منتخبنا المركز التاسع والتسعين عالمياً حسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للمنتخبات الوطنية، وفي المركز السابع عشر على مستوى المنتخبات الآسيوية، وخلال المشاركتين السابقتين في كأس آسيا، لم يحقق أي انتصار، وتمكن من إحراز هدف واحد في ست مباريات خاضها في نسختي 2015 و2019.
عن "أسود فارس"
المنتخب الإيراني، المتوّج بكأس آسيا ثلاث مرات في نسخ 1968 و1972 و1976، يعتبر ثاني أكثر من حمل اللقب إلى جانب السعودية التي تمتلك نفس العدد من الكؤوس، وخلف اليابان المنفردة بصدارة القائمة بأربعة تتويجات، ويحتل المركز الحادي والعشرين في التصنيف العالمي، كما يعد ثاني أقوى منتخبات القارة حالياً حسب ذات التصنيف، خلف اليابان.
ويقدم المنتخب الإيراني مستويات لافتة ومميزة على الصعيدين القاري والعالمي، حيث وصل إلى نهائيات كأس العالم ست مرات، كانت آخرها مشاركته في كأس العالم قطر 2022، والتي وقع خلالها في مجموعة صعبة ضمت إنجلترا وويلز والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه تمكن من الحصول على 3 نقاط، بعد تغلبه على المنتخب الويلزي بهدفين نظيفين.
آسيوياً، تقدم كتيبة المدرب الإيراني أمير قالينوي أداءً جيداً ضمن المرحلة الأولى من التصفيات الآسيوية المزدوجة، ليتصدر مجموعته إلى الآن برصيد 4 نقاط، حصدها من انتصار على هونغ كونغ برباعية نظيفة، وتعادل مع أوزبكستان بهدفين لكل منهما.
أبرز نجوم المنتخبين
تضم تشكيلة الفدائي مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين والمحترفين، أبرزهم عدي الدباغ المحترف في الدوري البلجيكي رفقة فريق تشارليروا، وتامر صيام المحترف في براشواب التايلندي، وعطاء جابر المحترف في نيفتشي باكو الأذري، وغيرهم من المحترفين واللاعبين المحليين مثل زيد القنبر ومحمود أبو وردة وقائد المنتخب مصعب البطاط.
على الجانب الآخر، يعج المنتخب الإيراني بالمحترفين في أوروبا وكندا وآسيا، ويأتي على رأسهم مهدي طارمي هداف فريق بورتو البرتغالي، واللاعب سردار أزمون لاعب روما الإيطالي، وسامان جودوس لاعب برنتفورد الإنجليزي، وعلي رضا جاهان لاعب فاينورد روتردام الهولندي، وغيرهم من المحترفين.
فلسطين تطغى على فعاليات الافتتاح
من ملعب لوسيل أعلن عن انطلاق البطولة، بأجواء جماهيرية وفعاليات حملت في طياتها إرث القارة والمنطقة العربية، ولم تغب فلسطين عن المشهد، حيث قام قائد المنتخب القطري حسن الهيدوس بإهداء شرف أداء قسم البطولة لقائد منتخبنا مصعب البطاط، لتعتبر سابقة في تاريخ البطولة، ولفتة طيبة من قطر ومنتخبها.
حفل الانطلاق أيضاً، حمل في طياته رسائل كبيرة دعماً ومساندة لفلسطين وشعبها، عبر إبراز التراث الفلسطيني، بأداء بالترويدة الفلسطينية والأغاني التراثية والوطنية، والتي تم تأديتها بالثوب الفلسطيني التقليدي.
دعم جماهيري وتركيز إعلامي
لم تغب فلسطين يوماً عن المحافل الرياضية التي تحتضنها المنطقة العربية، وهو ما شهده العالم خلال فعاليات كأس العالم قطر 2022، رغم عدم مشاركة فلسطين بشكل رسمي في البطولة، واليوم باتت مظاهر الدعم والتضامن أكبر من أي وقت مضى، وبات هذا المحفل القاري بمثابة منبر يعلن فيه العرب وغيرهم من الأحرار عن حبهم وتضامنهم، مستغلين تواجد المنتخب الفلسطيني.
دائرة الإعلام بالاتحاد