كان يحلم بتحرير فلسطين..نيلسون منديلا أيقونة الأحرار و جنوب أفريقيا
كان نيلسون مانديلا سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب أفريقيا،
انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. و ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.
ولد مانديلا عام 1918 في قبيلة الهوسا للعائلة المالكة تهمبو و درس القانون في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند،
عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري،
أشرف على الكونغرس الشعبي عام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مراراً وتكراراً لأنشطة مختلفة و في عام 1952 أسس حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرّئ فيما بعد.
كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة عام 1961، أُلقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أُدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.
حوكم نيلسون مانديلا ومكث 27 عاماً في السجن، ثم انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيساً وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية.
/cached_uploads/resize/835/558/2024/01/11/مانديلا-1705000340-jpg-1705000340.wm.jpg
التزم مانديلا منذ وصوله إلى سدة الرئاسة بالوقوف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني والرئيس الشهيد ياسر عرفات.
في تشرين الأول عام 1999، زار مانديلا قطاع غزة واستقبله المواطنون كما لو أنه بطلهم. كما حافظ مانديلا على زخم علاقته هذه مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بالرغم من كافة الضغوط الدولية التي مورست عليه.
لم يكتفِ مانديلا بتبني موقف شخصي متضامن مع الفلسطينيين بل رسخ ذلك في وعي الشعب الجنوب إفريقي، ففي نظر الجنوب إفريقيين هناك تماثل جلي بين الأوضاع المفروضة على الفلسطينيين اليوم وتلك التي عايشوها على مدار سنوات التمييز العنصري. وفي أكثر من مناسبة أظهر الجنوب إفريقيون تضامنهم مع الفلسطينيين.
" نعلم جيداً أن حريتنا منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين" هذه الكلمات قالها يوماً نيلسون مانديلا والتي تعكس تبنيه الواضح لقضية الشعب الفلسطيني
و اليوم يرفع أحفاده دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية لمحاكمتها على جرائم الإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 89 يوماً على التوالي.