ايهاب ابو ذياب: غزة الغارقة في الظلام
يضطر الكثيرون من أهالي قطاع غزة للخروج في ساعة مبكرة من صباح كل يوم بحثاً عن أماكن يشحنون فيها هواتفهم وبطاريات الإضاءة في ظل عدم توفر الكهرباء بمساكنهم.
غزة الغارقة في الظلام لم يرى سكانها الكهرباء في مأويهم منذ الايام الإولى للحرب المستمرة منذ 96 يوماً لذلك كانوا مجبرين على البحث عن بدائل سريعة من تلقاء أنفسهم، وعثر الأهالي على بدائل محدودة لشحن أجهزتهم لكنها تتطلب الإنتظار لساعات طويلة وغير متاحة للجميع.
لعل أبرز هذه بدائل الشحن في بعض المستشفيات والمراكز الطبية أو داخل مدارس الإيواء أو عند المحلات التجارية والبيوت التي يتوفر لديها مولد كهرباء أو طاقة شمسية، وفي العادة باتت العائلات تسند مهمة الشحن يومياً إلى أحد أفرادها والذي يقضي يومه كاملاً في سبيل ذلك حتى تتمكن من التواصل والإطمئنان على الأهل عبر الهاتف من جهة والنوم ليلاً على ضوء البطارية الخافت من جهة اخرى.
سكان غزة كانوا يعانون اصلاً قبل هذه الحرب من أزمة كهرباء خانقة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 17 عاماً وما تخلل هذه الأعوام من حروب واعتداءات إسرائيلية أدت إلى تدمير وتعطل مصادر الطاقة أكثر من مرة، وقبل هذه الحرب كانت الكهرباء تصل منازل المواطنين في غزة لمدة 8 ساعات يومياً فقط وذلك من مصدريين رئيسيين توقفا عن العمل بفعل تواصل العدوان.
المصدر الاول هو الخطوط الإسرائيلية وهي المغذي الرئيس للقطاع اما الثاني هو محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وهي موجودة في المحافظة الوسطى وتم إيقافها عن العمل منذ بدء العدوان بسبب منع الاحتلال ادخال الوقود اللازم لتدخيلها من جهة وتضررها بفعل القصف المتواصل الذي طال كل شيء من جهة اخرى.