الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

معمر عرابي: اغتيال العاروري سيشكل تغيير دراماتيكي بالعدوان وسيعقد الأمور بكل الأهداف التي أعلنها الاحتلال

 اغتيال العاروري جاء ضمن سعيه في البحث عن صورة نصر بعد فشله في غزة وعدم تحقيقه أي من أهدافه المعلنة

نتنياهو له مصلحة في توسيع رقعة الحرب ضمن حساباته الشخصية لأنه يعلم أن انتهاء الحرب هو انتهاء مصيره وفشله السياسي

أمريكا هي من تدير العدوان على غزة والخلافات مع إسرائيل على التفاصيل فقط وليس على الجوهر

أمريكا تدرك بأن كل ما يتم الحديث عنه بشأن "اليوم التالي" هي سيناريوهات خيالية غير قابلة للتحقيق

7 أكتوبر هزيمة استراتيجية لإسرائيل وعلينا كفلسطينيين تحقيق ذلك الانتصار سياسيا

على السلطة الفلسطينية أن تدرك بأنها جزء من المعركة التي يشنها الاحتلال على غزة والضفة
 


شكل اغتيال الاحتلال لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، تغيرا دراماتيكيا في مسار العدوان على غزة، من شأنه خلق تداعيات لن تقتصر على فلسطين بل ستطال الأقليم.

وقال الزميل معمر عرابي في تعقيبه على تداعيات اغتيال العاروري على قناة الميادين، إن العاروري كان على رأس قائمة الاغتيال الإسرائيلية منذ نحو عشر سنوات (2014) لما يدركه الاحتلال حول ما تمثله شخصية العاروري من ضغط استراتيجي على مشروع الكيان الصهيوني، موضحا أن العاروري بالنسبة للاحتلال هو مؤسس كتائب القسام، ومن يشعل الضفة الغربية بخلايا المقاومة، وهو من بدأ وجسد فكرة وحدة الساحات.

وأشار عرابي الى أن الاحتلال أعلن بشكل واضح أن العاروري على قائمة الاستهداف وذلك عندما ظهر في العام الماضي بالزي العسكري مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عبر وسائل الاعلام، في ذلك الوقت قال الاحتلال بشكل واضح ان العاروري على قائمة الاستهداف، ولذلك ربما تأخر اغتياله بالنسبة للاحتلال، لكنه جاء الآن ضمن هذا السياق لذلك فان اغتيال العاروري سيشكل تغيير دراماتيكي في عدوان الاحتلال على غزة وسيعقد الأهداف التي أعلنها الاحتلال.

وبين عرابي أن الاحتلال لم يحقق أي من أهدافه المعلنة على غزة سواء بإنهاء حكم حماس والمقاومة وتحرير المحتجزين، بل انه فشل فشلا ذريعا استخباراتيا وعملاتيا في عدوانه على غزة، موضحا أن إقدام الاحتلال على اغتيال العاروري يأتي ضمن سعيه في البحث عن صورة نصر في الوصول الى أحد رؤوس المقاومة.

ولفت عرابي الى أن الاحتلال يريد ان يسوق اغتيال العاروري كنصر للمجتمع الإسرائيلي الداخلي، لكنه يعلم بأنه سيكون في ورطة أكبر حول ما سيقوله نتنياهو لجمهوره في مسألة تحرير الأسرى المختطفين، خاصة ان عملية الاغتيال جاءت في وقت يتم الحديث فيه عن ترتيبات لعقد صفقة تبادل أسرى.

واستبعد عرابي انتهاء العدوان على قطاع غزة، موضحا "أن الفكر والمشروع الصهيوني قائم على التخريب والتدمير والاجتثاث"، وان نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب لمصالح شخصية، مضيفا "أن إسرائيل لا تستطيع الان الخروج من غزة الا للبحث عن صورة نصر ولو كانت كاذبة، واغتيال العاروري سيكون إحدى التجليات، ولكن السؤال الان هي ما هي ردة الفعل على اغتيال العاروري".

وأشار عرابي الى أن الاحتلال يدرك بانه ستكون هناك ردة فعل ليست بالسهلة على قام به، ولذلك هو اليوم في حالة ارباك وانتظار لما سيكون عليه شكل الرد خاصة على الحدود الشمالية (لبنان والعراق وسوريا واليمن) وليس فقط على غزة.

وحول امكانية توسيع رقعة العدوان ليطال جبهات أخرى، قال عرابي "أن نتنياهو له مصلحة في توسيع رقعة الحرب ضمن حساباته الشخصية الفئوية الضيقة لأنه يعلم أن انتهاء الحرب هو انتهاء مصيره وفشله السياسي العام، وهناك شريحة كبيرة في إسرائيل تدرك الآن خطورة استمرار وتوسع الحرب خاصة أن هناك ثمن باهظ وكبير ليس فقط على المستوى العسكري والاقتصادي وانما ايضا على المستوى الاستراتيجي حيث أن هناك هزيمة استراتيجية لهذا المشروع الامني القومي، لذلك هم يشعرون الان بمدى الخطر الوجودي ويعلمون أن استمرار الحرب وتوسعها بهذا الشكل لا يخدم مصالح اسرائيل في المنطقة ولا يخدم ترميم صورتها".

وحول تأثير الخلافات داخل الاحتلال على مسار العدوان لفت عرابي الى أن المعارضة في دولة الاحتلال تقول إن هذه حكومة مجانين تقودنا الى القتل والنهاية، لذلك يجب ألا نسمح لنتنياهو وفريقه بذلك" وعليه يجب أن نحدد أن هناك فرقاء في اسرائيل وان كان يبدو أن هناك مجلس حرب يقود العدوان، ولكن يوما بعد يوم يظهر أن هناك خلاف كبير داخل هذا المجلس وانقسام حاد داخل جمهور الاحتلال وليس فقط مع الولايات المتحدة.

وتطرق عرابي الى تداعيات عملية الاغتيال والموقف الأمريكي منها، مؤكدا ان تأجيل زيارة وزير الخارجية بلينكن للمنطقة بعد أن كانت مقررة الجمعة المقبلة يأتي في سياق اغتيال الاحتلال للعاروري، مشددا على أن الموقف الأمريكي متمادي ومتماهي مع الاحتلال، بل أن الأمريكي هو من يدير المعركة في غزة ضد الفلسطينيين والاحتلال هو عبارة عن أداة بيده.

وأضاف عرابي أن زيارة الوزير الامريكي تأتي لتسويق فكرة الهدن الانسانية وتحرير الرهائن وهو يدرك كما الاحتلال أن اغتيال العاروري سيعقد المسألة خاصة بموضوع الرهائن، لذلك هو لا يستطيع أن يقول شيئا أو يقدم شيئا في الوقت الراهن، وقد يحاول بعد أيام مع الأطراف اعادة طرح هذا الموضوع وامتصاص الغضب الشعبي والرسمي، وعليه فإن تأجيل الزيارة أمر طبيعي لأنه يدرك أن ما فعله الاحتلال عبارة عن حريق كبير في المنطقة وله تداعياته التي ينتظرها الكل ومن ثم سيأتي الأمريكي بعد أيام ليعلن أنه يرحب ويطالب بعدم توسيع رقعة الصراع.

وذكر عرابي أن الجانب الأمريكي يناور ويعطي رسائل متعارضة بالمعنى التكتيكي، ولكن بالمعنى الاستراتيجي الكل يعلم بان اسرائيل هي ربيبة أمريكا في النزاع وانهزام إسرائيل هو هزيمة للصورة الأمريكية.

وقلل عرابي من الخلاف (الأمريكي-الإسرائيلي) موضحا ان هذا الخلاف على التفاصيل حول كيفية القتل بطريقة أكثر ذكاء وكيفية ترميم صورة أمريكا في العالم، مشددا على أن الخلاف على التفاصيل وليس على الجوهر، لافتا أن من يدير المعركة ويقتل الأطفال في غزة هي أمريكا وعليه لا نستطيع استثناءها من العدوان المباشر على الشعب الفلسطيني.

وعن أسباب الخلاف الأمريكي الإسرائيلي قال عرابي "أن الخلاف الأمريكي مع الاحتلال هو على إدارة الازمة ما بعد الحرب وما سيفعلون في اليوم التالي لها"، منوها أن أول من تحدث عن اليوم التالي للحرب هي الإدارة الأمريكية حيث عبر الرئيس الأمريكي عن ذلك في مقالة له على واشنطن بوست عندما تحدث عن اليوم التالي.

وقال عرابي، "أمريكا تعلمت كثيرا مما جرى معها في العراق وأفغانستان لذلك لن تستطيع ان تكون مغامرة في غزة بعد الحرب، لذلك فان كل ما تم الحديث عنه عن اليوم التالي يعبر عن عدم نضج إسرائيلي، فعندما يقول نتنياهو نريد أن نحتل غزة وأن نبقى في غزة، ويعلن سموتريتش إنه يريد أن يستوطن في غزة ويُهجر أهلها، الا أن الولايات المتحدة تدرك أن قضية انهاء المقاومة وحكم حماس هو غير منطقي وغير معقول وأن حالة الفوضى والفراغ الذي سيترك في غزة، سيخلق طوفان جديد على الصورة والموقع الاستراتيجي لما تلعبه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

ورأى عرابي أن أمريكا تدرك بأن كل ما يتم الحديث عنه بشأن "اليوم التالي" هي سيناريوهات خيالية غير قابلة للتحقيق ومن يحدد اليوم التالي في غزة هو اليوم الأخير من العدوان، لافتا أن الولايات المتحدة واسرائيل تدركان ان كل ما رفعه الاحتلال من أهداف معلنة لم تتحقق بعد 90 يوما من العدوان.

وعن المطلوب اليوم في مواجهة الاحتلال في ظل عدوانه قال عرابي "إن الكل يدرك أن ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبلها، وما حدث في 7 اكتوبر له تداعياته والاحتلال يدرك أنه ما جرى ألحق هزيمة استراتيجية كبرى له، لافتا ان الأهم هو كيفية تعامل الفلسطينيين مع تداعيات وتبعات العدوان، مشددا على   ضرورة أخذ العبرة والاستفادة من الماضي، من خلال القدرة على حصد نتائج سياسية لانتصار أكتوبر.

وتابع عرابي "ذاكرتنا مليئة بالانتصارات التي حققتها المقاومة الا أن النتائج بعد ذلك كانت عكسية كما حصل مع الانتفاضة الأولى التي جاءت بأوسلو والانتفاضة الثانية التي جاءت بجدار الفصل العنصري، مسترجعا ان الشهيد ياسر عرفات جاء لبناء دولة فلسطينية، لكننا اكتشفنا 5 سنوات أنه ليس هناك مشروع لدولة حقيقية، واليوم بعد 30 عاما من أوسلو نتساءل ما هو دور السلطة، وهل نستحق أن نراجع الدور الوظيفي لسلطة؟

وقال عرابي "نحن نريد وحدة وطنية تعبر عن الروح المعنوية ومشروع التحرر الوطني للشعب الفلسطيني لان الاحتلال أصبح واضحا أنه يريد أن تصبح السلطة ضعيفة، وهو لا يفرق بين حماس والسلطة في رام الله، وسيكون واهما من يقول بان نتنياهو سيتعامل مع السلطة وإنها ستعود الى غزة، فالاحتلال لا يريد أي وحدة سياسية وجغرافية بين الضفة وغزة، وحرب الاحتلال هي على الشعب الفلسطيني كافة وليس على حماس فقط، وعلى السلطة الفلسطينية أن تدرك بأنها جزء أصيل من المعركة التي يشنها الاحتلال على غزة والضفة"، لافتا ونوه أن العاروري عبر عن الحالة الوطنية للشعب الفلسطيني، خاصة أن خطابه وحدويا وعليه فان كافة أطياف الشعب الفلسطيني الفكرية والاجتماعية انتفضت وخرجت للشوارع للإضراب وتعبر عن حزنها لاغتياله.

وحول التحديات اتي خلقها اغتيال العاروري قال عرابي "أن التحدي الأكبر فيما يتعلق باغتيال العاروري يدور حول رد فعل حزب الله، خاصة بعد بيانه بالأمس الذي كان واضحا فيه، بان بعد اغتيال العاروري لن يكون كما قبله، وانه سيكون هناك شكل جديد للمواجهة، وذلك استنادا لموقف واضح من الحزب ومن أمينه العام حسن نصر الله بان أي عملية اغتيال على الارض اللبنانية لأي شخصية فلسطينية أو لبنانية أو عربية سيغير قواعد الاشتباك وعليه حزب الله اليوم يقف أمام تحد كبير أمام جمهوره، مع إدراكنا للحسابات الدقيقة التي يقوم بها حزب الله منذ بداية العدوان على غزة والتي لا تقل صعوبة على الاحتلال، رغم الظروف الخاصة بالجبهة الداخلية اللبنانية والعربية، معربا عن اسفه لعدم صدور اي إدانة عربية ورسمية على اغتيال العاروري".

وأشار عرابي الى أن حزب الله اليوم أمام موقف صعب أمام جبهته الداخلية وجمهوره العربي الواسع، ولذلك فإن الساعات والأيام القادمة ستحدد شكل المسار الذي سيتخذه حزب الله لأنه سيكون مضطر ولو بالحد الادنى أن يغير في قواعد الاشتباك ولو ضمنيا في أساليب الحرب المندلعة منذ 3 شهور ماضية.

الأوسمة
Loading...