إسرائيل تدرس العودة لمفاوضات الأسرى مع حماس بعرضها الخاص
كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء أمس السبت، عن توجه حكومة بنيامين نتنياهو لاستئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة جديدة مع حركة حماس لتبادل الأسرى وذلك في أعقاب مقتل ثلاثة محتجزين في غزة برصاص جنود الاحتلال، وتصاعد احتجاج عائلات المحتجزين للمطالبة بـ"عقد صفقة عاجلة" وإعادة ذويهم على قيد الحياة.
وتحدثت القناة 12 العبرية عن ما وصفته بـ"صفقة جديدة" تشمل "حزمة إنسانية كبيرة" لقطاع غزة، مقابل الإفراج عن "النساء اللاتي بقين في لدى الفصائل في غزة، بالإضافة إلى المحتجزين المرضى والجرحى وكبار السن"، مقابل تقديم إسرائيل عرض أكثر "كرما"، على حد تعبير القناة، لإطلاق سراح أسرى في سجون الاحتلال.
ولم يتضح من التقارير الإسرائيلية تفاصيل المقترح الذي قد تقدمه تل أبيب للوسطاء، فيما أشارت إلى أن ذلك سيكون محور جلسات "كابينيت الحرب" المقبلة، في حين شددت على أن الحديث عن بدء تحريك عجلة المفاوضات في عملية من المتوقع أن تكون "طويلة ومعقدة"، وسط مساع إسرائيلية للتوصل إلى عرض من شأنه "كسر حالة الجمود".
ويرى المسؤولون في تل أبيب أن "العملية الحالية ستكون طويلة ومقعدة وصعبة أكثر من الصفقة السابقة"، بحسب ما يظهر من التقديرات التي أعقبت لقاء رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سعيًا لإحياء المحادثات حول صفقة تبادل بوساطة قطرية.
وبحسب القناة 12 العبرية ، فإن الاجتماع كان مقررا قبل ما بات يعرف في الخطاب الإسرائيلي بـ"كارثة الشجاعية"، المتمثلة بقتل جيش الاحتلال ثلاثة رهائن كانوا محتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، وذلك بعد أن هربوا وهم يحملون راية بيضاء ويصرخوا باللغة العبرية "النجدة".
ونقلت القناة عن مصدر مطلع على مضمون هذا اللقاء بين رئيس الوزراء القطري ورئيس الموساد، أن آل ثاني حث الجانب الإسرائيلي على تقديم مقترح لصفقة بمبادرة الجانب الإسرائيلي، وأجابه رئيس الموساد بناء على توجيهات "كابينيت الحرب" أن في تل أبيب "جاهزون لسماع أي عرض، لكن يجب تحريك المفاوضات مجددا".
من جانبها، أعلنت حركة حماس، أنها أبلغت الوسطاء بموقفها الرافض لفتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ، "دون توقف نهائي للعدوان على الشعب الفلسطيني".
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن تل أبيب تدرس تقديم مقترح جديد لإطلاق سراح الاسرى في غزة. وقالت إن المقترح الإسرائيلي سيكون مشابها للصفقة السابقة، بما في ذلك "إطلاق سراح النساء والأطفال الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس"، مشددة كذلك على تقديرات إسرائيلية بأن المفاوضات ستكون "طويلة وصعبة".
وبحسب "كان 11"، فإن مصر وقطر عرضتا على حماس مقترحات جديدة لإتمام صفقة لإطلاق سراح الرهائن، تشمل إطلاق سراح كبار السن والمدنيين مقابل إطلاق سراح أسرى من قيادات الحركة الوطنية الأسيرة"، في إطار الجهود لإحياء المحادثات بخصوص الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، مقابل وقف إطلاق النار وتحرير أسرى في سجون الاحتلال.
وقالت "كان 11" إن أن اللقاء، الذي عقد في أوسلو، بين رئيس الموساد ورئيس الوزراء القطري، هو الأول بين مسؤولين إسرائيليين وقطريين كبار منذ انهيار هدنة إنسانية استمرت أسبوعًا مطلع الشهر الجاري، ونقلت عن مصادر مطلعة أن "هناك عقبات كثيرة، بما في ذلك الشروط التي وضعتها حماس".