السفير طوباسي يشارك في أحياء الذكرى ٨٠ لضحايا أكبر المذابح النازية باليونان ويدعو الشعوب الأوروبية لاستمرار الضغط لوقف المذابح بحق شعبنا
شارك سفير دولة فلسطين السابق لدى اليونان مروان طوباسي في أحياء الذكرى ٨٠ لإحدى أكبر مذابح ومحارق النازية التي جرت باليونان وذلك في مدينة كالافريتا الواقعة وسط غرب اليونان .
وقد وضع السفير طوباسي برفقة عدد من اعضاء الملتقى التقدمي للتضامن اليوناني الفلسطيني الورود والكوفية الفلسطينية على النصب التذكاري بالمقبرة الخاصة بضحايا مجزرة كالافريتا وشاركوا بالقداس الكنسي الاستذكاري في مدينة فيتينا والتقوا عدد من النشطاء هنالك.
وافاد السفير طوباسي في تصريحه الأعلامي لوكالتنا ، "انه وفي مثل هذا اليوم قبل ٨٠ عاما قام المحتلين النازيين الألمان بارتكاب مجزرة بشعة بقتل كل الذكور من أبناء مدينة كالافريتا اليونانين الأرثوذكس بالإضافة إلى عدد من النساء وأطفال بالرشاشات الثقيلة في نفس الموقع الذي كانت نَفذت فيه المقاومة الوطنية اليونانية عملية فدائية بقتل عدد من الجنود الألمان . وقد قدر عدد الضحايا اليونان بأكثر من "١٣٠٠" أنسان في تلك الليلة من تاريخ ١٣ كانون الاول من عام ١٩٤٣.
وفي لقائه مع عدد من المشاركين ، أكد مروان طوباسي على التاريخ المشترك للشعبين اليوناني والفلسطيني الذين جمعتهم وما زالت تقاليد الكفاح ضد الغزو والأحتلال الأجنبي لبلادهم ، بحيث ارتكبت بحق كل من الشعبين المجازر البشعه من النازيين الألمان ومن العصابات الصهيونية والتي ما زالت ترتكبها قوات الأحتلال إلاسرائيلي اليَوم بشكل فاق كل فظائع وجرائم العصر الحديث في غزة . حيث تجاوزت اعداد من قتلوا من ابناء الشعب الفلسطيني في غزة من بداية الغزو البربري قبل شهرين بأكثر من ١٨,٠٠٠ مواطن فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء إضافة إلى اكثر من ٢٥٠ شهيدا بالضفة الغربية بما فيها القدس في نفس الفترة، وما زالت جرائم الابادة مستمرة بمزيد من الوحشية . وذَكَر السفير طوباسي بالمجازر الصهيونية ضد ابناء الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٣٧ مرورا بمجازر سنوات النكبة عام ١٩٤٨ ومجازر عمواس ونعلين ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا ومجزرة الخليل عام ١٩٩٤ والمجازر المرتكبة ضد شعبنا في القدس ونابلس وجنين وغزة وغيرها من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المستمرة بفظائعها حتى تاريخ اليوم والتي تشكل بمجملها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستدعي المحاكمات الجنائية الدولية كما فعلت اوروبا عندما اقامت محاكم نورمبرغ الخاصة لمحاكمة قوات الوحش النازي بعد دحره بالحرب العالمية الثانية . واكد على ضرورة وقف العدوان البربري الجاري فورا والمحاسبة الدولية لمجرمي حرب هذا الزمن كما جرائم ومحارق النازيين باليونان وفي كل أوروبا التي يدينها شعبنا والتي استهدفت كافة الأعراق والطوائف الدينية من ضمنهم المسيحين وعدد من اليهود في أوروبا . ودعى اليونانين الأصدقاء والشعوب الأوروبية المناصرة إلى ضرورة تصعيد أشكال تضامنهم لوقف العدوان الآن، والى ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيلين عند زياراتهم لأوروبا وطلب محاكمتهم بالمحاكم الوطنية والأوروبية من خلال محاولات استصدار مذكرات توقيف أوروبية بحقهم.
وفي كلمته لأستذكار ضحايا تلك المجزرة النازية وتاريخ المقاومة الوطنية اليونانية البطولي التي فَقدَ الشعب اليوناني خلالها ما يقارب من النصف مليون شهيد ، حذر السفير طوباسي من محاولات التأثر والوقوع في فخ الرواية الصهيونية واليمين الديني القومي في كل من اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في ربط معاداة سياسات وجرائم إسرائيل ومفاهيم الصهيونية بمعاداة السامية ، مؤكدا ان ذلك الربط لا يشكل استهداف لمناصري القضية الفلسطينية فقط وإنما لمبادئ حريات التعبير عن الرأي وكل مناصري المفاهيم الديمقراطية وحق الشعوب بالتخلص من الاستعمار وتقرير مصيرها ، كما أيضا لمبادئ نشؤ الاتحاد الأوروبي نفسه وتقاليد شعوبه التي تقف اليوم تضامنا مع شعبنا الفلسطيني بخروجها بالمظاهرات المليونية وإقامة فعاليات التضامن والضغط على حكومات دول الاتحاد الأوروبي للابتعاد عن سياسات ازدواجية المعايير والتبرير لدولة الاحتلال بما تقوم به . وقال ان هذا التضامن الرائع قد أدى إلى تصويت معظم دول الاتحاد الأوروبي بما فيها اليونان يوم أمس إلى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للوقف الفوري لأطلاق النار الذي رفضته اسرائيل ولم تلتزم به منذ صدوره أمس وتضرب به عرض الحائط كما بكل القرارات الدولية والقانون الدولي والإنساني .
وتمنى طوباسي للشعب اليوناني الصديق دوام الأزهار والاستقرار والتقدم ولشهداء معاركه وكفاحه الوطني المجد والخلود كما لشهداء الشعب الفلسطيني الذي ما زال يخوض كفاحه نحو الحرية والاستقلال الوطني والعدالة حتى هذه اللحظات في ظل الحرب الاسرائيلية المفتوحه بحقه في كل ارجاء فلسطين . كما وشكر الشعب اليوناني على تضامنه التاريخي مع شعبنا الفلسطيني وخاصة خلال فترة الشهرين السابقين والمستمر حتى اليوم في أثينا وكل المدن اليونانية بدعوة من الأحزاب اليسارية والتقدمية ونقابات العمال واتحادات المرأة والطلبة وبالتعاون مع الجاليات الفلسطينية المنتشرة بالمدن اليونانية المختلفة ، كما وذَكرَ بتضامن الشعب اليوناني مع قضايا الحرية والديمقراطية وعدالة الشعوب بالعالم وبأن شعبنا الفلسطيني يقف ايضا دائما مع مسار حريات شعوب العالم وعدالة قضايا والى الجانب المضيئ من تاريخ البشرية جمعاء .