صحيفة هآرتس العبرية:حماس لم تقطع رؤوس أطفال و نتنياهو كذب على واشنطن و العالم
فنّدت صحيفة هآرتس العبرية ما روّجته تل أبيب عن مزاعم قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم في هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدةً أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع.
وجاء في التحقيق أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو روّج لهذه الأكاذيب في لقاءاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.
وتناول تحقيق الصحيفة الروايات التي روجتها مؤسسات حكومية ومسؤولون كبار في إسرائيل منذ 7 أكتوبر. وقالت إن ما جرى في ذلك اليوم أدى إلى انتشار قصص رعب لم يحدث أي منها على أرض الواقع.
واستندت إسرائيل إلى حد كبير في تبرير حربها المدمرة على قطاع غزة إلى هذه المزاعم التي كشف التحقيق الاستقصائي عدم صحتها.
وقالت الصحيفة إن عناصر المقاومة "قتلوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين و أسروا نحو 240 مدنيا وجنديا، بينهم بالغون وأطفال ونساء"، على حد تعبيرها.
لكنها فندت شائعات روّجتها الحكومة الإسرائيلية عن العثور على عشرات من جثث الأطفال مقطوعة الرأس.
وأشارت هآرتس إلى أن مثل هذا الوصف ظهر في تقرير لشبكة إسرائيل 24 "حيث تقول إحدى المراسلات إن أحد القادة الميدانيين أخبرها أن ما لا يقل عن 40 طفلاً قتلوا، وأن المقاومين قطعوا رؤوس بعضهم"، وفق مزاعم التقرير.
وأضافت "أفادت إسرائيل 24 بأن تقارير الفظائع وتقدير الأعداد استندت إلى شهادات الضباط الذين نقلوا الجثث في المستوطنات المحيطة بغزة، وتم جمعها خلال جولة للصحفيين الأجانب أجراها متحدث جيش الإحتلال بعد 4 أيام من اندلاع الحرب على القطاع.
وتابعت "كما تكررت أرقام مماثلة في شهادات أعضاء فرق الإنقاذ الإسرائيلية (زكا)، وقد نُقل هذا الوصف لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي".
الصحيفة العبرية أشارت أيضا إلى أنه في بعض الأحيان يتم تغيير القصة إلى جثث الأطفال المحروقين أو جثث الأطفال المعلقين على الحبل.
وقالت "على سبيل المثال، نشرت القناة الرسمية لوزارة الخارجية الاسرائيلية شهادة جولان فاش من قيادة الجبهة الداخلية، والتي جاء فيها أنه عثر على جثث 8 أطفال محترقة في أحد المنازل".
وأضافت "كما أشار الحساب التابع لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي على منصة إكس إلى مقتل أطفال رضع، عندما نشر صورا شديدة الخطورة وكتب: هذه صور مرعبة لأطفال قتلوا وأحرقوا على يد وحوش حماس، كما جاء في التغريدة أن بنيامين نتنياهو عرض الصور على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن".
لكن هآرتس خلصت إلى أن هذه الأوصاف غير صحيحة في الواقع.
وأوضحت في هذا السياق أن أرقام القتلى من مؤسسة التأمين الوطني والمعلومات التي تم جمعها من مسرح القتل، من قادة المستوطنات والشرطة، تظهر عمليات قتل مختلفة.
وأكدت الصحيفة أنه "حتى يومنا هذا، لا يوجد مشهد معروف تم فيه اكتشاف أطفال من عدة عائلات قتلوا معًا. وهذا يدل على أن وصف نتنياهو في حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن بأن مقاتلي حماس أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، لا يطابق تماما الصورة الواقعية".
وأضافت "تم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يصور جريمة قتل امرأة حامل، بينما الحقيقة أنه لم يتم تصويره في إسرائيل على الإطلاق".
ويرجع العديد من الشائعات المرعبة إلى معلومات أعلنت عنها منظمة زاكا، وبعد التحقق من زيف هذه المعلومات، ردت بأن متطوعيها ليسوا خبراء وليست لديهم أدوات مهنية للتعرف على القتيل وعمره، أو طريقة قتله. وقالت المنظمة إنها اعتمدت على معلومات من شهود عيان.