المالكي يشارك في أعمال المنتدى الثامن للاتحاد من أجل المتوسط
شارك وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي اليوم الاثنين الموافق ٢٧-١١-٢٠٢٣ في المنتدى الإقليمي الثامن للاتحاد من أجل المتوسط والذي عقد في مدينة برشلونة، اسبانيا، والذي كان من ضمن جدول أعماله، قبل الأحداث الأخيرة، الاحتفال بمرور ١٥ عاماً على تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط ولكن تحوّل جدول أعمال الاجتماع بشكل كامل لمناقشة الأوضاع في فلسطين بحضور لافت جداً لعدد كبير من وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي وبحضور وزراء خارجية العديد من الدول العربية الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
حيث يجمع المنتدى معالي وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط البالغ عددهم ٤٢ دولة، وبمشاركة رئيس اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المنبثقة عن قمة الرياض، وزير خارجية المملكة العربية السعودية صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود. ويعُقد تحت الرئاسة المشتركة لكل من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، السيد جوزيب بوريل، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الأردني، السيد أيمن الصفدي، في ضيافة وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، السيد خوسيه مانويل الباريس، وبحضور الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، السيد ناصر كامل.
وفي بداية كلمته أكّد الوزير المالكي على ضرورة التحرّك/العمل الدولي المشترك والعاجل لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة التي تنتهي اليوم، وصولاً إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، لمنع إراقة المزيد من دماء الفلسطينيين، وإطلاق سراح المدنيين، خوفاً من استمرار/ استئناف آلة الحرب الإسرائيلية غداً بقتل وقصف وتشريد المزيد من الفلسطينيين في غزة، حيث قال المالكي أن حصيلة عدد الشهداء في غزة ١٥٠٠٠، وعدد المفقودين تحت الأنقاض ١٠٠٠٠، وعدد الجرحى أكثر من ٤٠٠٠٠. وأكّد المالكي أنّ من يعانون وطأة الحرب بشكل أكبر هم الأطفال والنساء.
أكّد الوزير المالكي أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة يفرض على المدنيين الموت إما قصفاً أو قنصاً أو جوعاً أو عطشاً أو متأثرين بجراحهم أو بسبب قلة الدواء وتلقي العلاج المناسب.
من جانبٍ آخر، حذّر المالكي من تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث تسعى اسرائيل لتغيير تكوين ديموغرافية فلسطين عن طريق قتل وتهجير الشعب الفلسطيني، وضم الأراضي الفلسطينية والاستيلاء عليها. وممارسة العنف ضد المدنيين العزّل فبالأمس وحده استهدفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ٦ فلسطينيين، معظمهم من الأطفال. ناهيك عن هجمات المستوطنيين الشرسة حيث أنّ استراتيجة اسرائيل تتمثل في تسليح ميليشيات المستوطنين وإعطاءهم الحق في إطلاق النار وقتل الفلسطينيين.
وتطرّق د. المالكي إلى جريمة إطلاق النار البشعة التي تعرّض لها ثلاثة من الطلبة الفلسطينيين في ولاية فيرمونت الأمريكية أمس بسبب تحدثهم اللغة العربية وارتداء الكوفية الفلسطينية. هذه الأفعال/الجرائم تخلق مصطلحاً جديداً وهو ضد/كراهية/معاداة- الفلسطينية ويجب محاربته/منعه كما يجب محاربة معاداة السامية والاسلاموفوبيا.
أضاف المالكي أنّ الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة التي لا تفهم سوى لغة الحرب تحاول نزع ومحاربة الإنسانية الفلسطينية بوصف الفلسطينيين "بالحيوانات البشرية" و أطفال غزة "بأطفال الظلام" لتبرر القتل وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
أختتم المالكي كلمته بمطالبة المجتمع الدولي بتحمّل المسؤولية في التدخّل الفوري للضغط على اسرائيل لإيقاف عدوانها على قطاع غزة وهجماتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني. وضرورة إيجاد حل عادل وجذري للقضية الفلسطينية يتمثّل بتطبيق حل الدولتين وليس فقط الاكتفاء بالحديث عنه دون التطبيق، حيث أنّ الشعب الفلسطيني الآن في أمسّ الحاجة لنيل حقوقه المشروعة والمكفولة ضمن القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
من جانبٍ آخر، أكّد غالبية وزراء خارجية الدول على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، والحثّ على العمل ضمن الاتحاد من أجل المتوسط ومع الدول الشريكة لضمان حماية المدنيين، والمساهمة في فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة لقطاع غزة، والعودة إلى مسار السلام العادل الذي يتمثّل بتطبيق حل الدولتين.
وشارك في الاجتماع إلى جانب معالي الوزير، سفير دولة فلسطين لدى مملكة اسبانيا السفير حسني عبد الواحد، وسفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ السفير عبد الرحيم الفرا، ونائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السيد المعتز عبادي.