لماذا يتحرك الجيش الاردني على الحدود مع فلسطين!!
أثار فيديو متداول في اليومين الماضيين بشأن إرسال الجيش الأردني تعزيزات إلى الحدود مع فلسطين تفاعلاً كبيرا من مستخدمين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر في الفيديو مشاهد لدبابات وناقلات جند وتعزيزات عسكرية أردنية في طريقها نحو الحدود، كما يُظهر الفيديو تمركز قوات الجيش الأردني في المناطق الحدودية الغربية.
وأشار الإعلامي سمير الحياري إلى أن التحركات العسكرية الأردنية على الحدود مع فلسطين "رسالة للعدو الإسرائيلي بأن الأردن جاهز للحرب إذا ما تمت خطة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية تجاه الأردن، لاسيما وأن هذه الاحتمالات بدأت بالتوسع مع تسليح المستوطنين ودعوتهم أبناء الضفة للتوجه نحو الأردن".
وتعليقا على الفيديو المتداول، قال الحياري إن "الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية لم يوضح لنا ما الأسباب الموجبة لتحركات الجيش باتجاه الحدود مع فلسطين"، ولفت إلى أن "السبب أمني أكثر مما هو إعلامي، ولا يمكن إظهاره للإعلام".
وأضاف "كثرت التساؤلات والتكهنات حول الفيديو المنشور، وبالتالي أعتقد أنه سيكون هناك توضيح رسمي، وعلى القوات المسلحة الأردنية أن تصدر بيانا لأننا نحن الصحفيين والإعلاميين نريد أن نعرف ما الأسباب الموجبة لهذه التحركات العسكرية".
ولفت الحياري إلى أن الأردن كان يستعد لإقامة مستشفى ميداني عسكري في الضفة منذ أشهر، تحديدا في مدينة جنين، "لكن نتيجة التطورات المتلاحقة في الضفة والأوضاع الأمنية المعقدة، تقرر إقامة المستشفى في نابلس لاعتقاد عمان أن الأوضاع في الضفة الغربية مرشحة لمزيد من التدهور، فجاء هذا التحرك الاستباقي من القوات المسلحة بإرسال المستشفى الميداني على غرار المستشفى الميداني في قطاع غزة".
بدوره قال نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق الفريق المتقاعد قاصد محمود، إن "حركة ناقلات جنود الجيش الأردني لا تعدّ تغييرا جوهريا"، وأضاف "واضح أن هناك تصعيدا في الموقف السياسي الأردني، وبالتالي عمان ترسل رسالة أكثر من تحذيرية للاحتلال الإسرائيلي".
وأكد محمود أن "صانع القرار في الأردن أعلن حالة الحرب بصورة رسمية وفعلية إذا تم تنفيذ عمليات تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وهذه الرسالة صدرت عن الملك عبد الله الثاني وعن وزير الخارجية أكثر من مرة".
أما الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور محمد المقابلة فقد رأى، أن التحركات العسكرية الأردنية نحو الحدود مع فلسطين تأتي في سياق إعادة توزيع القوات، وترتيب مسرح العمليات المعني بالوضعية القتالية النهائية.
وأوضح الخبير أن الانتشار يكون وفق خطة دفاعية لتوقع حدوث اعتداء ما، أو أنه مرتبط باستكمال قرار سياسي قد يتخذ، وهذا القرار قد يتطلب ردا مقابلا، وبالتالي جاءت هذه الخطوة الاستباقية من الجيش الأردني، معربا عن اعتقاده بأن يكون الموقف الأردني متعلقا بمخاطر التهجير القسري من الضفة الغربية، وأن هناك قرارا سياسيا سيخرج يتعلق بهذا الأمر، لا سيما وأن الأردن لن يسمح بالتهجير.
و في هذا السياق قالت قناة الجزيرة انها علمت من مصادر مطلعة أن مطبخ القرار في الأردن ينظر بتخوف لتصاعد الأحداث العسكرية والأمنية في الضفة الغربية، خاصةً في مخيم جنين، معتبرةً إياه بمثابة إنذار مبكر لاحتمال تصعيد عسكري لجيش الاحتلال، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى، وبالتالي تتصاعد معها التهديدات بهجرة سكانية من الضفة إلى الأردن، هذا الأمر يعني وضع الدولة الأردنية أمام احتمالات وسيناريوهات تصعيدية غير متوقعة ولا مقبولة.