الرسالة الاخيرة
"نحنا بخير.. ديروا بالكم على حالكم"، الرسالة الأخيرة التي وصلت إلى رامي من شقيقته فاتن..
انقطع الاتصال بين الشقيقين، وبعد يوم كامل وصلت لرامي أنباءٌ أنّ حيّ القصاصيب في جباليا والذي تقطنه فاتن قُصف بالكامل.. تحرك رامي فوراً لمحاولة الوصول الى هناك، لكن القصف العنيف و انعدام وسائل المواصلات منعته من ذلك.. و في تلك اللحظة مرّ شريط حياة رامي و شقيقته أمام عينيه، ذكرياتٌ و أحلامٌ يخطط أن يحققها معها و يتمنى ان تكون بخير...
في هذه الأثناء تملكته شجاعةٌ و دفعته للخروج و لم ييأس رامي من محاولة الوصول لمعرفة مصير فاتن.. و بعد محاولاتٍ وصل رامي الى هناك، وإذ بهم يخبروه أن رفيقة أيامه استشهدت.. صاروخٌ غادرٌ ضرب المبنى الذي كانت تسكنه، وحوّله إلى ركامٍ وحوّل من فيه إلى أشلاءٍ اختلطت ببعضها..
رحلت فاتن في العشرين من أكتوبر، وبعد استشهادها جاءت عائلتها وأقاربها للمكوث بالقرب من المنزل الذي قُصفت به، فليس لهم مكان سواه، ساعاتٌ قليلة حالت بينها وبين الموت الذي سرق أحلام ١٧ فردًا لحقوا بها وساروا خلفها إلى السماء !
يقول رامي: "فارقتني رفيقة أيامي وطفولتي دون أن أتمكن من رؤيتها منذ اندلاع الحرب علينا، فرّقتنا الحرب عند الحياة وعند الممات، و حتى عند استشهادها لم أتمكن من توديعها.. لم أستطع التعرف عليها فأشلائها تناثرت وجُمعت مع بقية الأشلاء"
في غزة.. يعتاد الأحباء على فراق بعضهم، يصبح الموت أسهل من نيل رشفة مياهٍ وكسرة خبز.. !
بقلم:عائشة الطويل