في المانيا:ملاحقة المجالس الاسلامية و زيادة الضغط عليها
على الرغم أن غالبية المجالس والمراكز الإسلامية الألمانية تؤكد رفضها الإرهاب و"معاداة السامية" ووقوفها ضد كل أنواع الكراهية الا ان ذلك لم يجنبها حملات كبيرة من الاتهامات من جهات ألمانية سياسية وإعلامية.
ويقف عدد من هذه الجهات عند كل كلمة تصدر في بيانات المراكز الإسلامية أو من قادتها للبحث عن ثغرات معينة يمكن من خلالها التشكيك في نيات هذه المؤسسات، وهو ما ظهر في العدوان الحالي على غزة.
و توجهت الأنظار بشكل كبير إلى المجلس الأعلى للمسلمين ورئيسه أيمن مزيك الذي يعد مخاطبا رئيسيا للسلطات الألمانية في ما يتعلق بالحوار مع المسلمين.
ورغم أن المجلس الأعلى أدان في بيان له "هجوم طوفان الاقصى على المدنيين" فإن دعوته "جميع الأطراف إلى التوقف عن القتال بشكل فوري لمنع وقوع خسائر بين المدنيين" خلقت غضبا كبيرا في أوساط ألمانية إعلامية وسياسية، لدرجة أن منها من طالب الحكومة الفدرالية بعدم استضافة المجلس مجددا.
وتوحدت الأصوات المنتقدة لبيان المجلس بين يسار الوسط كالحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، وكذلك الأحزاب اليمينية، سواء المصنفة في الوسط أو اليمين الشعبوي.
وتفننت صحف موالية لإسرائيل في انتقاد المجلس، إضافة إلى أصوات شخصيات محسوبة على الإسلام الليبرالي، وهو تيار يروج لإسلام "منفتح" يتماهى مع توجهات السياسة الألمانية.
وطالت الانتقادات كذلك الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب) الفاعل في ألمانيا، وهو الذي أدان "إطلاق حماس الصواريخ، والعنف ضد المدنيين" وناشد كل الأطراف وقف "العنف"، لكن ذلك لم يشفع له أمام الانتقادات التي لم تتوقف رغم وقوع آلاف الضحايا المدنيين في غزة.
ويشير المجلس الأعلى للمسلمين الى ان هناك "أصواتا تحاول الضغط عليه ووضعه في خانة التطرف تارة، وأحيانا في خانة معاداة السامية، وذلك لأسباب لها علاقة بالدرجة الأولى بكراهية الإسلام والمسلمين والعداء لهم داخل المجتمع الألماني".
و تاتي هذه الضغوط كذلك من هيئات رسمية أُسست لحماية المواطن الألماني، لكنها باتت تشكل خطرا عليه باتهامات مجانية للمسلمين ومؤسساتهم في البلاد، لافتا إلى وجود دوائر في ألمانيا "تشتغل لتشويه صورة المسلمين بدافع العداء للإسلام، لكنها تغطي ذلك بنقد مزعوم لعمل المؤسسات الإسلامية".
وبعد عملية طوفان الاقصى كتب وزير الزراعة والغذاء الألماني جيم أوزديمير "صمت مدوٍ من الجمعيات الإسلامية بشأن الإرهاب ضد إسرائيل أو حتى كتابة كلمات ذات طابع نسبي"، مضيفا "يجب إنهاء السذاجة في التعامل مع الجمعيات الإسلامية".
واستغل الوزير الظرف لتصفية حسابات مع الهيئات الإسلامية رغم انتمائه إلى حزب الخضر الذي ينادي بالتعايش، وهو ما رد عليه الأمين العام للمنظمة الإسلامية التركية "الرؤية الوطنية" علي ميتة بالقول "كمجتمع إسلامي نقول إن الجرائم يجب العقاب عليها أيا كان من يرتكبها".
وأضاف ميتة "من الخطأ اتهام المسلمين في ألمانيا بالتورط في الجرائم التي تحدث في إسرائيل وفلسطين".
ويركز الإعلام الألماني على موضوعي "معاداة السامية" والتنديد بحماس في استضافة شخصيات إسلامية
ويؤكد مسؤولون ألمان كثر -منهم المستشارة السابقة أنجيلا ميركل– أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا التي يعتنق حوالي 6.7% من سكانها الإسلام، لكن ذلك لم ينعكس إيجابيا على أحوالهم، وسط ضعف تمثيلهم في الأحزاب والمؤسسات الألمانية، ثم ما أكده تقرير رسمي أشرفت عليه وزارة الداخلية الألمانية كون نصف الألمان يعادون المسلمين.