نادي الأسير: الاحتلال صعّد من اعتقال النساء واحتجازهنّ كرهائن

نادي الأسير: استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، النّساء إلى جانب كافة شرائح المجتمع الفلسطينيّ، بشكل متصاعد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم وذلك في ضوء العدوان الشامل على شعبنا، ووصلت عدد حالات الاعتقال التي وثقت إلى أكثر من 60، غالبيتهنّ جرى الإفراج عنهن لاحقًا، بعد اعتقالهنّ كرهائن، أو الإفراج عنهنّ بشروط كما جرى تحديدًا في القدس، والأراضي المحتلة عام 1948، فيما يواصل اعتقال أخريات على تهم تتعلق بالتحريض، إضافة إلى إصدار أوامر اعتقال إداريّ.

واستخدمت قوات الاحتلال جملة من الجرائم والسّياسات التّنكيلية بحقّ النّساء، من خلال اقتحام منازلهنّ بطريقة وحشية مستخدمة كافة أنواع الأسلحة، بما فيها الكلاب البوليسية، إلى جانب تهديدهنّ بقتل أبنائهنّ، واستخدام ألفاظ نابية بحقّهنّ؛ وتنفيذ عمليات تخريب وتدمير واسعة لمنازلهنّ، وكان من بين من تم اعتقالهنّ أسيرات سابقات، وأمهات لأسرى، وطالبات جامعيات، ونساء مسنّات، وطفلات.

وقال نادي الأسير، إنّ إحدى أبرز السّياسات التي استخدمت بحقّهنّ، جرمية اعتقالهنّ كرهائن، وذلك للضغط على أزوجهنّ أو أبنائهنّ المستهدفين من قبل الاحتلال، لتسليم أنفسهم، ووثقت المؤسسات المختصة العديد من هذه الحالات في عدة مناطق في الضّفة، حيث تركزت هذه السياسة في محافظة الخليل التي شهدت أعلى نسبة في عمليات الاعتقال.

ويستعرض نادي الأسير عدة حالات، لنساء تعرضنّ للاعتقال بعد السابع من أكتوبر، منهنّ المواطنة سهير البرغوثي (64 عامًا) من بلدة كوبر/ رام الله، وهي أم الشّهيد صالح البرغوثي، والأسير عاصم البرغوثي المحكوم بالسّجن مدى الحياة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزلها في 26/10/2023، وتعرض منزلها لعمليات تخريب واسعة، وقاموا بتمزيق كافة الصور المتعلقة بنجلها الشهيد، ونجلها الأسير عاصم، وكذلك صور زوجها المناضل المرحوم عمر البرغوثي (أبو عاصف)، ولم تكتف بذلك بل قاموا بتجميع كافة المعتقلين من البلدة في هذه الليلة في منزلها، وهددوها بتصفيتهم أمامها إن صدر عنها أي كلمة، كما ورفضوا السماح لها بأخذ أدويتها، ولاحقًا جرى تحويلها إلى الاعتقال الإداريّ لمدة 6 شهور، علمًا أنّ البرغوثي تعرضت للعديد من التهديدات خلال عمليات اقتحام منزلها المتكرر، وذلك على مدار سنوات طويلة (للمزيد عن المعتقلة سهير البرغوثي).

وكان من بين النساء اللواتي استهدفنّ الكاتبة لمى خاطر(47 عامًا) من محافظة الخليل، وهي أسيرة سابقة، أعاد الاحتلال اعتقالها في 26/10/2023، بعد اقتحام منزلها، وخلال عملية اعتقالها تعرضت لمى وعائلتها لتهديدات وصلت إلى حد التهديد بقتل أبنائها، عدا عن الشتائم والكلمات النابية التي واجهتها لمى وعائلاتها خلال الاعتقال، ومصادرة هاتفها وعدة هواتف من المنزل، ثم جرى تقييدها واعتقالها أمام أبنائها، وبعد مرور أسبوع على اعتقالها، أعاد الاحتلال اقتحام منزلها للمرة الثانية بحثًا عن هاتفها الذي تم مصادرته يوم اعتقالها، ونفّذوا عمليات تدمير وتخريب واسعة للمنزل، كما وتم مصادرة أموال بقيمة 5000 شيقل، إلى جانب التنكيل بزوجها وتقييده طوال فترة اقتحام المنزل في المرة الثانية، وجرى تمديد اعتقالها يوم الخميس الماضي، على خلفية التحريض، ومن المفترض أن تعقد لها جلسة محكمة يوم غد الثلاثاء 7/11/2023، علمًا أنها أم لخمسة من الأبناء، أصغرهم يبلغ من العمر 7 سنوات.

كما وثق نادي الأسير، عملية اعتقال المسنّة عائشة سليمان أبو جحيشة (68 عامًا)، من الخليل، والتي اعتقلت في 31/10/2023، كرهينة للضغط على أبنائها لتسليم أنفسهم، حيث قامت قوات الاحتلال بقتيادها من منزلها فجرًا الساعة الثالثة، وضعوها في (الجيب العسكري) بعد تقييدها، ووضع العصبة على عينيها، ثم جرى نقلها إلى معسكر قريب، تم نقلها إلى معتقل (عتصيون)، وخلال فترة احتجازها، تعرضت لاستجواب حول أبنائها، وهددوها في حال لم يسلموا أنفسهم، سيقومون بقتلهم، وطوال فترة احتجازها التي استمرت حتى السّاعة العاشرة والنصف ليلا، سمحوا لها فقط بشرب الماء مرة واحدة، وذلك على الرغم من أنها تعاني من السكري والضغط، يشار إلى أنّ الاحتلال اعتقل مؤخرًا خمسة من أبنائها، وصادوا سيارتين للعائلة، وخربوا سيارة ثالثة، إلى جانب عمليات التخريب التي طالت منزلها ومنازل أبنائها جرّاء عمليات الاقتحام المتكررة.

وفي الخامس من 5/11/2023، استدعت مخابرات الاحتلال الصحفية سمية جوابرة ( 30 عامًا) من نابلس، وزوجها لمقابلة في (شرطة) أرئيل، وبعد تعرضها للاستجواب، أبلغتها مخابرات الاحتلال أنها رهن الاعتقال، ولاحقًا أبلغ الاحتلال محاميها أن سمية معتقلة على خلفية التحريض، وقد حددت لها جلسة محكمة يوم الخميس القادم، علمًا أن جوابرة أم لثلاثة أطفال، وهي حامل في الشهر السابع، وتحتاج إلى رعاية صحيّة خاصّة.

في هذا الإطار يؤكّد نادي الأسير، أنّ الشهادات التي ترد من المعتقلين وعائلاتهم، ومن بينهم عائلات المعتقلات، تعكس تصاعد غير مسبوق في التهديدات والجرائم الممنهجة التي تنفذ بحقّهم، وذلك في ضوء حملات الاعتقال الواسعة التي طالت حتى اليوم إلى أكثر من (2150) حالة اعتقال، وشملت كافة شرائح المجتمع الفلسطينيّ. علمًا أن جزءًا كبيرًا ممن جرى اعتقالهم، تم إصدار أوامر اعتقال إداريّ بحقّهم.