اتهام محمد جبارين وأحمد خليفة من مدينة أم الفحم بـ"التماثل والتحريض على الإرهاب"
قدمت النيابة العامة الإسرائيلية إلى المحكمة في حيفا، اليوم الإثنين، لائحة اتهام بحق الناشط محمد طاهر جبارين والمحامي أحمد خليفة من مدينة أم الفحم، وذلك بعد اعتقالهما يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي من متنزه الباطن في مدينة أم الفحم بعد اقتحام الشرطة وقمعها مسيرة رافضة للحرب على قطاع غزة.
وأرفقت النيابة بلائحة الاتهام طلبا لاعتقال الناشطين لغاية الانتهاء من الإجراءات القضائية بحقهما.
ونسبت النيابة العامة في لائحة الاتهام للناشطين "التحريض على الإرهاب" و"التماثل مع تنظيم إرهابي" في مظاهرة ادّعت أنها غير قانونية.
وقررت المحكمة تأجيل موعد الجلسة، لغاية يوم الإثنين المقبل، بناءً على طلب طاقم الدفاع، المكوّن من المحامية ميسانة موراني ود. حسن جبارين عن طاقم "عدالة"، والمحامية أفنان خليفة عن أحمد خليفة، حتى يتسنّى لهم دراسة لوائح الاتهام والأدلة. وستناقش المحكمة حينئذٍ طلب النيابة بالاعتقال حتى انتهاء الإجراءات، وإلى ذلك الحين سيبقى المتهمان قيد الاعتقال.
وهذه الجلسة هي الخامسة منذ اعتقالهما الشهر الماضي، إذ عقدت معظم الجلسات السابقة في محكمة الصلح في مدينة عكا.
وقال مركز عدالة إنه "لأول مرة منذ 25 عامًا يحدث أن يتم تمديد اعتقال متظاهر طوال هذه المدة على خلفية مظاهرة وشعارات مرفوعة فيها. إن الشعارات المنسوبة لهما هي شعارات عادية نقولها في كل عدوان على غزة ولا تشكل تحريضًا أو دعمًا للإرهاب كما هو مزعوم. لذا نحن نرى بهذه لائحه الاتهام تجريم لفحوى مظاهرات شعبنا وتجريم رفضنا للعدوان على غزة".
وقالت والدة الناشط أحمد خليفة إن "ما يحصل اعتدنا عليه منذ الصغر، إذ أننا عائلة وطنية وكذلك ملتزمين بالقانون، وهذه التهم غير منصفة وغير حقيقة، خاصةً أن المظاهرة رفضًا للحرب وقتل الأطفال والأبرياء".
وحول اقتحام منزل العائلة من قبل الشرطة، أكدت أن "الشرطة اقتحمت المنزل وادعت أن معها أمرا للتفتيش، وفي المحكمة اتضح أنه كذب ولا يوجد أية أمر للتفتيش، ما يحصل ملاحقة سياسية وتلفيق التهم للشابين".
وأضافت أن "معنويات ابني أحمد كالعادة عالية، وأطفاله أيضًا يحظون باحتضان من الجميع".
وقالت المحامية أفنان خليفة، الموكلة بالدفاع عن الناشط أحمد خليفة، لـ"عرب 48" إنه "اليوم، تم تقديم لائحة اتهام بحق شابين من مدينة أم الفحم، كما توقعنا لائحة الاتهام تتمحور حول المظاهرة التي نظمت في أم الفحم، التي تتمحور حول إيقاف الحرب وهذا طبيعي وقانوني وإنساني أيضًا، إذ أن هذه المظاهرة شجاعة خاصةً أنها أول مظاهرة كانت رفضا للحرب في المجتمع العربي".
وأضافت أن "كل لائحة الاتهام هذه تعسفية، وتتمحور حول أنّ الناشطين هتفا هتافات حسب تعبير الدولة تدعم الأرهاب، ونحن بدورنا نقول إن هذه الهتافات إنسانية مجردة ولا تدعم شيئا بالإرهاب كما تدعي النيابة".
وختمت خليفة بالقول إن "لائحة الاتهام ضعيفة، وفي الجلسة القادمة سنطلب من المحكمة تحويل الشابين للحبس المنزلي".
وقالت أم البراء جبارين، والدة المعتقل محمد طاهر جبارين، إن "ما حصل بحق جميع الشباب الذين تم اعتقالهم هو ملاحقة سياسية، إذ أنهم خرجوا بمظاهرة سلمية تطالب بوقف قتل الأطفال والأبرياء وإيقاف الحرب، وهذا المطلب الجميع يريده".
ولفتت جبارين إلى أنه "لا علاقة بين التماهي مع تنظيم إرهابي ومظاهرة تطالب بوقف قتل الأطفال وإيقاف الحرب. لا يعقل الربط بين المطالبة بوقف الحرب والتمائل مع تنظيم إرهابي. نحن فلسطينيون ولا يمكن أن ننسلخ عن هويتنا الفلسطينية".
وقال المحامي علي عدنان بركات، إن "ما حصل مع الشابين هو ملاحقة سياسية، وعندما اقتحمت الشرطة المظاهرة بحثت بالتحديد عن أحمد ومحمد، وهذا كان واضحا منذ البداية بأنها ملاحقة سياسية".
وأضاف أن "لائحة الاتهام تتمحور حول المظاهرة والفيديو الذي يوثق المظاهرة. تمديد الاعتقال غير منطقي وغير قانوني، نطالب بإطلاق سراحهما فورًا".
وختم بركات حديثه بالقول إن "الشباب طالبوا بإيقاف الحرب وعدم قتل الأطفال والنساء، والعيش بأمن وسلام وعدم القتل الأبرياء الإسرائيليين والفلسطينيين أيضًا، ولهذا فإن الاعتقال غير قانوني".
يذكر أنه خلال المسيرة التي دعت لوقف الحرب على قطاع غزة، اعتقل من مدينة أم الفحم 12 شخصًا، أطلق سراح 10 أشخاص وحتى اللحظة لا يزال قيد الاعتقال الناشطين محمد جبارين وأحمد خليفة.