تطورات خطيرة جديدة في محاربة المحتوى الفلسطيني
متابعةً لبياننا السابق، فإن صدى سوشال ما زال يتابع تطورات خطيرة ما زالت تحدث ضد الرواية الفلسطينية في الفضاء الرقمي، وجهود واضحة من منصات التواصل الاجتماعي والحكومات لمحاربة لطمس فلسطين من الذاكرة الرقمية للشعوب.
كما أن إجراءات محاربة الرواية الفلسطينية مأخوذة بقرار سياسي واضح من الحكومات وتنفذه منصات التواصل الاجتماعي انسياقًا مع الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني:
نجمل لكم التطورات التي حصلت منذ بداية حالة الحرب في فلسطين، في 7 أكتوبر 2023:
1- وضعت منصات شركة ميتا وتيك توك مصطلح "من البحر إلى النهر" و “from sea to river” كجملة واحدة في بند الحظر، تحت معيار "معاداة السامية"، وهو ما يشكل محاولة خطيرة لطمس الحق الفلسطيني والرواية الفلسطيني، والانحياز العلني للرواية الصهيونية، وما يشكله الزّج بفكرة "معاداة السامية" لمحاولة التغطية على الأصوات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري كمنحى خطير لملاحقة مؤيدي فلسطين حول العالم.
2- حجبت منصات شركة ميتا روابط القنوات الإعلامية على تلغرام والتابعة للمؤسسات الإعلامية، وجاء الحظر على منصات ميتا (فيسبوك، انستغرام، ماسنجر، ثريدز)، ومنعت المستخدمين من نشر الروابط الإخبارية حتى على محادثتهم الخاصة في تطبيق ماسنجر، كما عادت بأثر رجعي لحظر صفحات المؤسسات الإعلامية التي نشرت روابط قنواتها على تلغرام، حتى لو كانت المنشورات قبل الحرب.
3- يوم الخميس، 13 أكتوبر 2023، أعلنت منصة ميتا أنها حذفت 795 ألف منشورًا على منصاتها المختلفة في الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، وأعلنت أنها حظرت عددًا من الأوسمة (الهاشتاج) على منصة انستغرام، ووفق متابعة صدى سوشال، كان هاشتاج #طوفان_الأقصى من ضمن هذه الأوسمة المحظورة.
4- يوم الخميس، 13 أكتوبر 2023، أعلنت منصة ميتا، أن إزالتها للمنشورات لا تقتصر على الحرب الحالية في فلسطين، بل أيضًا إنها تقوم بمراجعة الحسابات منذ عام 2021، وإزالة المنشورات التي تعتقد أنها مرتبطة بحركة حماس، وانها تقوم بحذف حسابات فلسطينية تم إعادة إنشاءها من جديد بعد 2021.
5- أكثر من 4800 إجراء تقييدي وانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني مارستها منصات التواصل الاجتماعي وفق رصد صدى سوشال، وتمثلت الإجراءات بالحظر والتقييد والحجب وحذف الحساب والصفحات بشكلٍ كامل، مع ضرورة تنويه صدى سوشال إلى أن أرقام الانتهاكات أكثر بكثير، خاصة مع إعلان ميتا حذف 795 ألف محتوى.
6- أكثر من 8000 منشور تحريضي عبري وبلغات أجنبية، على منصات التواصل الاجتماعي للتحريض ضد الفلسطينيين، والدعوة إلى قتلهم وإبادتهم، وتشديد الحصار وقطع الماء والكهرباء والدواء عن قطاع غزة، كما رصد صدى سوشال مجموعات خطيرة للمستوطنين عبر تطبيق تلغرام للتحريض على الفلسطينيين في الضفة المحتلة، وقد أسفر عن ذلك قتل 6 فلسطينيين برصاص المستوطنين في بلدة قصرة قضاء مدينة نابلس، واعتداء المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين.
7- أكثر من 138 رسالة تهديد عبرية وصلت في رسائل الخاصة مستخدمين فلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، تهدد بالقتل المباشر والملاحقة.
8- أكثر من 150 محتوى كاذب ومزيف، سمحت منصات (فيسبوك، وإكس، وانستغرام، وتيك توك) دون أي إجراءات واضحة بحق محاربة هذا المحتوى والتحقق منه، والذي أسهم بشكلٍ كبير في إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لقتل المدنيين في قطاع غزة.
9- ألغت منصة ميتا خيار الاعتراض على التقييد، أي أنها لن تقوم بمراجعة المحتوى الذي حذفته أو الحساب والصفحة العامة التي حذفتها، وبالتالي حجب حق الاعتراض لمجلس الإشراف المستقل عن ميتا، ما يشكل إمعانًا في حجب الرواية الفلسطينية عن سبق الإصرار والترصد.
10- حظرت منصة واتساب أكثر من 12 مكالمة عبر تطبيقها، وحذفت أكثر من 35 رقمًا بدعوى مخالفتهم معايير المجتمع، بعض هذه الأرقام هي لصحفيين ومستخدمين من قطاع غزة، ما يجعلهم في خطر مباشر لعدم قدرتهم على التواصل خلال العدوان الإسرائيلي، بالتزامن مع قطع الاحتلال شبكات الاتصالات عن القطاع.
11- حددت منصتا انستغرام وفيسبوك من وصول المستخدمين للمحتوى الفلسطيني المنشور عبر القصص (Story) أو في المنشورات العامة، وهو ما تزامن مع طرح منصة انستغرام تحديثًا لتطبيقها في وقت التصعيد، أوضحت على تغيير في خصوصية الوصول، وإطلاق يد المنصات لملاحقة المحتوى الفلسطيني.
12- اشتكى عدد من المستخدمين عن قيام منصة فيسبوك وانستغرام بحذف المحتوى دون أي إشعار للمستخدم بالحذف أو توضيح التقييد الحاصل، فقط الحذف بصمتٍ خاصة للحسابات التي تحظى بمتابعات للمؤثرين.
تؤكد صدى سوشال أن هذه الإجراءات، تعمل على طمس الرواية الفلسطينية والذاكرة الرقمية للشعوب، وإن هذه الإجراءات، تمثل عائقًا كبيرة في الوصول إلى الحقيقة، وانتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تعتبر الحروب بيئة خصبة لانتشارها، كما أنها تفرد المساحة لـ "إسرائيل" لرواية مسار الأحداث من وجهة نظرها، فيما تمنع على الفلسطيني ذلك، وتمنع نشر جرائم العدوان ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
إن إسكات المنصات الإعلامية التي يمكن الوصول إليها لأولئك الذين يعانون من ظروف صعبة وهجمات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة هو مصدر قلق كبير، حيث يعتمد المواطنون في غزة على المنصات الاعلامية لمعرفة الاماكن والطرق الامنة وأي إرشادات سلامة، وإن حجب الوصول للمعلومات رقميًا، وحظر نشر المحتوى لطرف يقع تحت الحرب لا يقل خطورة عن الفعل العسكري الميداني.
ومع رصد صدى سوشال انتشار خطاب التحريض على قتل الفلسطينيين بشكلٍ واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فإنها تدعو للتبليغ الفوري عن المنشورات التحريضية للعمل على إزالتها، كما تذكر بضرورة التبليغ عن أي انتهاك للمحتوى الفلسطيني في اتخاذ منصات التواصل الاجتماعي إجراءات تقييدية بحق الحسابات الفلسطينية.