الرجوب: نثق في القيادة السعودية وموقفها الاستراتيجي مصدر طمأنينة لنا
أكد امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ان الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال لم ولن تجني من هذا التطبيع أية مصلحة لا على المستوى القطري ولا على المستوى الإقليمي لصالح مشروع إقامة الدولة الفلسطينية الذي يعد مشروع كل العرب.
وقال الرجوب في مقابلة مع صحيفة "اندبندنت باللغة التركية"، إن الدول العربية التي طبّعت خرجت عن الإجماع العربي وفقا لمفهومنا لاختراقها الاجماع العربي في المبادرة العربية.
وأشار الرجوب إلى أن مقياس العلاقات العربية الفلسطينية يحدده ما حصل في عام 2002 والمتمثل بالتحول الاستراتيجي في المبادرة العربية التي أصبحت هي أداة القياس، لافتا الى وجود مسألتين كأداة قياس لهذه العلاقات: "الأولى: هي الموقف من الهوية الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ومن إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، والثانية: حقنا في اختيار قادتنا وقرارنا الوطني الفلسطيني المستقل، وأننا حديقة ولديها سور وبوابة وعنوان، هذه هي الخطوط الحمراء التي تشكل مقياس علاقاتنا مع الدول العربية.
وتطرق الرجوب حول ما يجري من تطورات في تطبيع السعودية مع الاحتلال مؤكدا "أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحركة فتح تثق في الموقف الاستراتيجي للملكة العربية السعودية، وأن حل الصراع بإقامة الدولة الفلسطينية هو عنصر ثابت في سياسة الدولة السعودية حتى تاريخه، ودعم وإسناد القضية الفلسطينية سياسيا وماليا لم يكن مشروطا على مدار عمر الصراع بأي موقف سياسي من جانب القيادة السعودية تجاه القيادة الفلسطينية، وهذا كان وما زال مصدر طمأنينة بالنسبة لنا".
وتابع الرجوب "لا زلنا نثق بالموقف الثابت للمملكة باتجاه حل الصراع وفق المبادرة العربية، والآن هناك قلة من الدول العربية التي على مدار سنوات الصراع كان لديها ثبات في موقفها واخرين كان لديهم ضعف في جوانب لأسبابهم أو مصالحهم أو بسبب تجاذبات، لكن نحن غير قلقين من أن يكون هناك انهيار عربي رسمي لصالح التطبيع على حساب القضية الفلسطينية والدولة الفلسطينية".
وأضاف الرجوب "نحن لدينا تنسيق مع المملكة العربية السعودية، والرئيس عباس زار المملكة قبل القمة وشارك بالقمة، وسيكون هناك وفد فلسطيني لمناقشة تطوير رؤى استراتيجية في ظل الحراك الذي تقوده أميركا باتجاه بناء أو خلق بيئة في منطقتنا مع قناعة أميركية بأن أي تحول لا ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإقامة الدولة لن يحقق لا استقرار ولا سلام ولا دمج لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ونحن ثقتنا بثبات الموقف السعودي مطلقة".
وتطرق الى قرار السعودية تعيين سفير غير مقيم لدى فلسطين قائلا ان: "تعيين سفير غير مقيم وقنصل عام دائم في القدس أحد تجليات السياسة السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وهذه رسالة فيها دلالات لإسرائيل في موضوع القدس وموضوع الدولة، وهي رسالة إيجابية وعظيمة للشعب الفلسطيني".
وعن الملف الداخلي وانهاء الانقسام، قال الرجوب "نتطلع إلى تشكيل حكومة وطنية فلسطينية تكون مظلة لكل الفلسطينيين وتنهي مظاهر الانقسام وتحقق وحدة مؤسسات الفعل الوطني الفلسطيني وتحقق رعاية لكل الفلسطينيين في كل الأراضي الفلسطينية من رفح إلى جنين، حكومة تنهي مظاهر التوتر والتحريض في المجتمع الفلسطيني وتساعد في تهيئة الظروف باتجاه خطوات ميدانية على الأرض تنهي الانقسام، وإذا أردنا تغيير الحكومة يجب أن نتفق على مهمة الحكومة ومن يمكنه القيام بهذه المهمة، ورأينا أن الثابت وجود حكومة وحدة وطنية فلسطينية كخطوة أولى باتجاه إجراء انتخابات لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة، حيث أن تغيير وزير لا يشكل تحول استراتيجي لا في دور الحكومة ولا في نظرتنا لمهمة الحكومة في هذه المرحلة ولا على المدى البعيد".
وتطرق الرجوب إلى المؤتمر الثامن موضحا أنه استحقاق دستوري: "المؤتمر العام في هذه المرحلة ضرورة ومصلحة لحماية مشروعنا الوطني في ظل استمرار الانقسام وتصعيد وتيرة العدوان الإسرائيلي الأحادي الجانب على الأراضي الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى مقدساتنا وتاريخنا في محاولة لحسم الصراع على حساب مشروع الدولة، وضد رغبة المجتمع الدولي، ورفضا للإجماع العربي والإسلامي في أن الدولة الفلسطينية المستقلة هي المدخل لإنهاء الصراع، وفي ظل هذه الحالة وهذا التطور سواء كان في السلوك الإسرائيلي أو في الظروف الإقليمية والدولية التي أصبح إدراكها وفهمها لمخاطر السياسة الإسرائيلية التي تشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي والسلم العالمي.
وحول جرائم الاحتلال التي تحظى بغطاء من الولايات المتحدة قال الرجوب ان "امريكا شريكة إسرائيل في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وهي الحامي والضامن لحماية العدوان الإسرائيلي الأحادي الجانب على شعبنا وعلى العرب والمسلمين على مدار 75 عاما من عمر هذا الاحتلال العنصري الفاشي، ونحن خياراتنا مفتوحة، والرئيس عباس التقى مع الرئيس الصيني في قمة الخليج في السعودية وقام بزيارة دولة للصين وتم تطوير العلاقة إلى شراكة استراتيجية، ونحن رحبنا ونرحب بالجهد الصيني و المبادرة الصينية بما في ذلك فيما يخص وضعنا الداخلي ومعالجة موضوع الانقسام، ونحن لسنا ربيبة لدى الأميركيين وليس لهم فيتو على قرارنا ولا على ارادتنا، وعلاقتنا منفتحة مع الروس ومع الصينيين، ومع كل الأطراف الإقليمية والدولية التي تعترف بحقنا في إقامة دولتنا على أرضنا وفق قرارات الشرعية الدولية، وهذا موجود لدى الروس والصينين بخلاف الأميركيين".