خالدة جرار.. مناضلة حرمها الأسر من وداع ابنتها ووالدها
تعتبر المناضلة والأسيرة المحررة خالدة جرار أحد أبرز الرموز السياسية والمجتمعية الفلسطينية، عرفت باهتمامها بالقضايا السياسية والاجتماعية والدفاع عن قضايا المرأة الفلسطينية والأسرى.
المناضلة جرار قالت في حديث لبرنامج "ضيف الرايــة" عبر أثير "رايـــة" إنها امتداد الماضي الذي لا يزال مستمراً للمستقبل، حيث إنها مرت بمجموعة من المتغيرات، موضحة أن فترة أواخر السبعينيات كانت تعيش في شعور دائم من الظلام والاضطهاد والغضب، أولاً بسبب الاحتلال وممارساته، وثانياً من بعض الممارسات المجتمعية التي تحط من دور المرأة.
وأوضحت جرار أنها شقت هذا الطريق رغم صعوبته بسبب الظروف التي عايشتها، مشيرة إلى أنها ولدت في بيئة فقيرة، واصفة أنها فتحت عينها على هدم البيوت من قبل الاحتلال وعلى ابعاد السكان، حيث إنها لم تكن تعلم بعد ماذا يعني إبعاد.
وأضافت أنها في تلك الفترة التقت بمجموعة متطورة فكرياً، قائلة: "في إطار هذه الصدفة اكتشفت أنه في هذا الشيء الواحد ممكن أن يشق طريقه بهذا الاتجاه الذي هو الاتجاه اليساري التقدمي الذي يتبني قناعات كثيرة مثل تحرر النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية المبدئية".
وحول فترة اعتقالها، أشارت جرار إلى أنها مرت بتجربة مؤلمة جداً خاصة بسبب فقدانها لابنتها وحرمانها من رؤيتها وحضور جنازتها، إذ كان صدمة كبيرة غير متوقعة لها، وقالت إنها قبل هذا الاعتقال فقدت والدها بعد أن كان يعاني من ظروف صحية صعبة.
وأوضحت جرار أن الأسيرات يعانين من مرحلة صعبة جداً في المعبر؛ وهو المكان الأول الذي يتم وضع الأسيرات فيه عند اعتقالهم قبل السجن، وهو نوع من محاولة فرض مزيد من الإجراءات القاسية على الأسيرات.
وتابعت أن المطلب الأول للأسيرات في محاولة لتحسين ظروفهم هو إلغاء المعبر الذي يحاول من خلاله عزلهم عن العالم الخارجي، وبينت أن الحشرات تكون منتشرة بكثرة، وهن بحاجة إلى إسناد حقيقي، وتقدير مطالبهم وتحقيق على الأقل جزء أساسي منها.
وعن المؤسسة التعليمية داخل السجن، قالت جرار إنهم في عام 2015 خاطبوا هيئة شؤون الأسرى ووزارة التربية والتعليم العالي لتعليم الأسيرات داخل السجن، وبالفعل بدأوا الطالبات في التسجيل وبدأنا بالتوجيهي وأكملنا على مراحل عملية التدريس.
وأكدت أن هناك الكثير من الأسيرات في تلك الفترة كانوا على مقاعد الدراسة ومحكومين أحكام عالية واستطعن الحصول على شهادة الثانوية بالرغم من الشروط الأكاديمية المعقدة.