لماذا يعارض مجلس الأمن القومي للاحتلال "التطبيع" مع الصومال؟
الصومال هي إحدى الدول التي يريد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إقامة علاقات معها وضمها إلى دائرة تطبيع دول عربية مع إسرائيل، إلا أنه يواجه معارضة من جانب مجلس الأمن القومي، الذي يرأسه تساحي هنغبي، وهو أحد المسؤولين الإسرائيليين الأكثر قربا من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
ونقل موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري في تقرير نشره اليوم، الجمعة، عن مصادر في مجلس الأمن القومي قولهم إنه لا توجد مصلحة ذات أهمية خاصة لإسرائيل في الصومال، كونها إحدى أكثر الدول فقرا في العالم.
وأشار التقرير إلى وجود علاقات متوترة بين كوهين وبين مجلس الأمن القومي، وأن هذا التوتر تصاعد مؤخرا في أعقاب الكشف عن لقاء كوهين مع وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، في روما قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.
ورجح التقرير أن يكون كوهين قد التقى مع جهات مقربة من الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود. ويسعى كوهين إلى وضع أسس لإقامة علاقات بين الدولتين، علما أنه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية أبدا بين الصومال وإسرائيل، كما أن الصومال لا تسمح بدخول إسرائيليين إليها.
وكان نتنياهو قد التقى سرا مع الرئيس الصومالي في العاصمة الكينية نيروبي، في تموز/يوليو عام 2016. ولم يحدث أي تطور منذئذ، باستثناء محادثات غير مباشرة بين دبلوماسيين من الجانبين بمستوى منخفض.
وبحسب التقرير، فإن "مندوبين صوماليين" حضروا سوية مع مندوبين من دول أخرى عقده "مركز القدس للشؤون العامة"، وهو مركز يميني إسرائيلي.
ويبدو أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ترى أهمية الصومال بموقعها الإستراتيجي "وبإمكانية أن تتوقف عن تصويتها التقليدي المعادي لإسرائيل" في هيئات دولية.
ويسود خلاف وعلاقات متوترة بين وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، منذ العام 2014، في أعقاب خلاف بين وزير الخارجية الإسرائيلي حينها، أفيغدور ليبرمان، ورئيس مجلس الأمن القومي، يوسي كوهين، بعد نقل صلاحيات من الوزارة إلى المجلس.
وفي أعقاب الكشف عن لقاء كوهين مع المنقوش، قال مقربون من كوهين إن جهات في مجلس الأمن القومي سربت معلومات حول اللقاء بسبب "غيرة وضيق نظر وفي محاولة لتقييد خطوات كوهين"، حسب التقرير.
في المقابل، اتهم مجلس الأمن القومي والموساد كوهين بتسريب معلومات والنشر عن اللقاء مع المنقوش. ونقل التقرير عن مصدر استخباراتي إسرائيلي وصف كوهين بأنه "وزير عديم الأهمية يبحث عن أهمية".