مجسم "صانعو الجمال".. انحناءة شكر طويلة لعمال نظافة رام الله

"صانعو الجمال"، عنوان المجسّم الذي صمّمه ونفذه الفنان مازن سعادة، ودشنته بلدية رام الله، صباح أمس، في شارعها الرئيس الشهير باسم "شارع ركب"، تكريماً لعمّال النظافة فيها، وتطلق عليهم لقب "عمّال الوطن".

لفت الفنان مازن سعادة بأن الفكرة جاءت من مجلس بلدية رام الله منذ قرابة العام، وتم ذلك بالفعل بطرح مسابقة للفنانين لإنجاز هذا المجسّم، وتم اختيار ما تقدّمت به ومن ثم نفذته.

وقال في حديث لـجريدة "الأيام"، إن العمل استغرق ثلاثة أشهر متواصلة، وهو مكوّن من الحديد والنحاس، والفايبر غلاس، والباطون، ومصنوع بمواصفات ليقاوم الظروف الطبيعية من حرارة في الصيف وبرودة وأمطار وثلوج في الشتاء والهواء العاصف، وغير ذلك.

وسعادة، الذي لفت إلى أن رام الله باتت من بين مدن قليلة في العالم دشّنت مجسمّات لتكريم عمّال النظافة، أشاد بهذه المبادرة لتقدير الدور المحوري الذي يلعبونه في الحفاظ على جمال المدينة ونظافتها، خاتماً بأن أهمية هذا التمثال تمكن في المحتفى بهم، مؤكداً على أن وظيفة الفن ليس فقط تغيير المشهد العام بإضافة لمسات جمالية له، بل بتغيير نظرة المواطنين، وفي هذه الحالة المارة من كل الفئات تجاه الفن الذي يقدّم رسائل مهمة، فمجسّم "صانعو الجمال" هو تكريم لعمّال النظافة، الذين يجب على الجميع تقديرهم واحترامهم بشكل كبير.

والمجسّم، الذي أزاح عدد من "عمّال الوطن" الستارة عنه، عبارة عن تمثالين متقابلين أولهما لعامل نظافة يحمل مكنسته، والثاني لمواطن ينحي أمامه ويرفع له القبعة.

وتفاعل عمّال النظافة في بلدية رام الله مع هذا التقدير الذي سيبقى حاضراً في "شارع ركب"، أشار عامل النظافة أمين محمود أبو عميرة لـ"الأيام"، إلى أن تقدير دورهم أمر يعزز من حضورهم في الميدان، ويشعرهم بأن ثمة من يلمس أهمية دورهم في تنظيف مدينة رام الله، لتكون مثالاً ليس لأهلها، بل لزوّارها، والسيّاح الأجانب القادمين إليها، ما يعكس رقي الشعب الفلسطيني وتحضره، موجهاً شكره لبلدية رام الله، في حين أشار عامل النظافة منذر عبد القادر هارون إلى أن هذا المجسّم من شأنه أن يمدّهم بطاقة إيجابية لمواصلة عملهم في الحفاظ على رام الله نظيفة جميلة، معرباً عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم له ولزملائه، وبأن تدشين هذا المجسم يعني لهم جميعاً الكثير.

وكان رئيس بلدية رام الله عيسى قسّيس أشار في كلمته إلى أنه من 450 موظفاً في بلدية رام الله، ثمة أكثر من 120 عامل نظافة أو صانع جمال، لذا ارتأينا إطلاق اسم "صانعو الجمال" على هذا التمثال تكريماً لهؤلاء الجنود غير المجهولين، وتقديراً لعملهم الذي يصنع من رام الله المدينة النموذج على مختلف الأصعدة، وفي شتى القطاعات، ولدى كافة الفئات، هؤلاء الجنود الذين يجوبون الشوارع ليلاً نهاراً، وهذه رسالة فخر بما قدّموه ويقدمونه، لأنهم صنّاع جمال رام الله، الذي بات مثلاً، ونأمل الحفاظ عليه من خلال الحفاظ على نظافة المدينة.

ولفت قسّيس إلى أن هذا المشروع يأتي كتنفيذ لرؤية بدأها المجلس البلدي السابق، موجهاً لهم التحيّة والتقدير، واصفاً المجسّم أو التمثال بأنه ينحني للمسؤولين عن نظافة المدينة.