الإعلان عن تأسيس الملتقى التقدمي للتضامن اليوناني الفلسطيني
قال السفير مروان طوباسي الذي شغل سابقا ولمدة ثماني سنوات مهمة سفير دولة فلسطين لدى اليونان؛ انه على اثر عدة لقاءات ومشاورات جرت في العاصمة اليونانية أثينا ، فقد أعلنت مجموعة من الناشطين السياسيين والاجتماعيين التقدميين ، فلسطينيين ويونانيين من خلال بيان صحفي تم نشره يوم امس ، عن تأسيس ملتقى عمل مشترك يحمل اسم "الملتقى التقدمي للتضامن اليوناني الفلسطيني" ، وذلك بهدف العمل المشترك للارتقاء بعلاقات الصداقة والتضامن بين الشعبين اليوناني والفلسطيني ، ودفع حكومات دول الاتحاد الاوروبي بما فيها اليونان لاتخاذ مواقف واضحة تساند الكفاح العادل للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته المستقلة وفق توصيات البرلمان اليوناني التي أتُخذت بأجماع أعضائه في ديسمبر عام ٢٠١٥ وعدد من البرلمانات الأوروبية الأخرى ما بين سنوات ٢٠١٤ و ٢٠١٦ ، كما ومطالبة حكومات دول الاتحاد الأوروبي بالابتعاد عن هيمنة محددات السياسة الخارجية الأمريكية التي تأخذ الشعوب الأوروبية إلى مزيدا من الأزمات المعيشية الاقتصادية والاجتماعية من خلال حربها بالوكالة التي ابتدعتها في وسط شرق أوروبا وارتكابها جرائم مستمرة بحق العديد من شعوب العالم . كما والعمل المتشارك على تعزيز رؤية ومفاهيم ديمقراطية تقدمية تقوم على مُثُل ومبادئ حقوق الإنسان والحرية والعدالة والمساواة وحق تقرير المصير لجميع الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي ما زال محروماً من ممارسة حقوقه السياسية التاريخية منذ جرائم التطهير العرقي وبداية تهجيره قسراً من وطنه عام 1948 على يد الحركة الصهيونية والقوى الاستعمارية المتحالفة معها والراعية لها في الغرب لإقامة المشروع الاستيطاني على حساب حقوق ومقدرات ووجود الشعب الفلسطيني الأصلاني على أرضه .
وقال مؤسسي الملتقى كوستاس أيسيخوس نائب وزير الدفاع اليوناني السابق و مروان اِميل طوباسي سفير دولة فلسطين السابق لدى اليونان ، أن مجموعة الملتقى ستعمل على مقاطعة وعزل وفضح نظام الاحتلال والاستيطان وجريمة نظام الفصل العنصري الذي فرضه الاحتلال الاستعماري الاحلالي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية ، كما والدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته والقيم الديمقراطية التقدمية الإنسانية وفقاً لمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي التي ينبغي أن تحكم مواقف الدول وعلاقاتها مع شعوبها ومع الدول الأخرى سنداً لوحدة أراضي الدول وسيادتها ، من اجل تعزيز مبادئ السلام والأمن الدوليين في مناطق العالم وتحديداً بالشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط وفي كافة بؤر التوتر الناشئة بالعالم ، وذلك من خلال عضوية هذا الملتقى التي ستشمل عدد من النشطاء السياسيين واصحاب الرأي التقدميين من الشعبين الفلسطيني واليوناني والذين سيتم الإعلان عن أسمائهم في بيان قادم ، وفي مراحل لاحقة توسيع هذا الملتقى ليشمل شخصيات سياسية تقدمية أوروبية وعربية .
وذكر البيان الصادر عن المؤسسين ، ان الهدف من هذا الملتقى هو مساندة الكفاح الوطني والاجتماعي ضد كافة أشكال الاستعمار والعنصرية والنازية الجديدة والاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية ، وضد أي شعب أخر في هذا العالم الذي يخوض نضاله من خلال اشكال المقاومة والكفاح المختلفة للشعوب التي شرعتها المواثيق الدولية لأي شعب يخضع لجريمة الاحتلال والاضطهاد العنصري والاستغلال وسياسات اليمين المتطرف الأوروبي والمجموعات الفاشية الناشئة.
واشار البيان ، أن الملتقى التقدمي للتضامن بين الشعبين اليوناني والفلسطيني يؤكد رفضه لسياسات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي التي تقود العالم إلى واقع من الحروب والكوارث الدائمة والى مستقبل مظلم في إطار النظام الدولي أحادي القطب وسياساته اليمينية النيوليبرالية المتوحشة ، الذي يتهاوى الآن أمام تسارع مجريات الأحداث نحو نظام متعدد الأقطاب الذي يتوجب أن يكون أكثر عدالة في خدمة قضايا الشعوب وتقدمها .
كما وأعرب الملتقى في بيانه عن معارضته المطلقة وإدانته لسياسات نظام دولة إسرائيل المارقة وجرائمها وتوسعها الاستيطاني الاستعماري وسلوكها غير الإنسانية واستمرار جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة الأخرى، بدعم من الإدارة الأمريكية والصمت المنافق والمذنب للاتحاد الأوروبي الذي يستهدف تاريخ وتقدم ورخاء وكرامة الشعب اليوناني وتطلعاته أيضا .
وأكد كل من كوستاس إيسيخوس ومروان طوباسي أن الملتقى يرفض ادعاء دولة الاحتلال الإسرائيلي حول "ديمقراطية نظامها" وفي "حق الدفاع عن نفسها"، حيث لا ديمقراطية في ظل ممارسة الاحتلال ووجود نظام اثنوقراطي توسعي يقوم على أساس ادعاءات دينية وهوية قومية مزعومة ، وأن مثل هذا الادعاء يساوي بين الضحية والجلاد ، حيث أن ما تقوم به إسرائيل هو ارهاباً منظماً يهدف الى الدفاع عن استدامة احتلالها الاستيطاني وتوسعه وقمعها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل بقائه على أرضه والتمتع بحقوقه الكاملة وفق ما أقرته له الأمم المتحدة والقوانين الدولية ، والمتلخص في إنهاء الاحتلال الاستعماري ونظام الفصل العنصري ، والوصول الى حريته واستقلاله الوطني في دولة مستقلة وديمقراطية ذات سيادة على كافة الأراضي الفلسطينية التي أحتلت في الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها عاصمتها القدس الشرقية كجزء من وطنه التاريخي ، وعودة اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194، وإطلاق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين من سجون الاحتلال الذين يعانون ابشع انواع القهر على يد الجلاد ، كما وحقوق المساواة الكاملة القومية والاجتماعية لمن بقي من أبناء الشعب الفلسطيني المتمسك بارض وطنه من مواطني دولة إسرائيل ، واسقاط قانون القومية اليهودي العنصري والقوانين والقرارات الأخرى ذات الصلة لحكومات إسرائيل التي ترسخ عنصريتها وفوقيتها اليهودية وانحدارها نحو الفاشية الدينية الصهيونية .
كما عبر طوباسي وأسيخوس عن موقف الملتقى من ضرورة أن تقوم اية مفاوضات لاحقة لمسار سياسي ممكن برعاية دولية بعيداً مسار الحلول الأمنية والاقتصادية فقط وعن دور الاحتكار الأمريكي المنحاز الذي لم يخدم سوى استدامة الاحتلال ومنع محاسبة إسرائيل وعقابها بالمحافل والمحاكم الدولية عبر العقود الماضية بل وإعطاء الغطاء الدولي لبشاعة الاحتلال ، حتى يكون من الممكن التوصل إلى سلام دائم وشامل عندما يكون هنالك شريكا واضحا للسلام يدرك ضرورة انهاء الاحتلال ، ويضمن الحرية والمساواة والعدالة وتحقيق الاستقرار لجميع شعوبك المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري أولاً وفق ضمانات دولية واَليات وجدول زمني واضح .