بمشاركة 49 إذاعة بينها تونسية وجزائرية
فلسطين تنتصر للشهداء المختطفة جثامينهم بموجة مفتوحة
نظمت وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، موجة مفتوحة عبر 49 محطة خاصة والإذاعات الوطنية للشقيقتين تونس والجزائر.
وانطلقت الموجة لمناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، الذي أقره مجلس الوزراء صيف 2008، لاعتبار 27 آب كل عام يوماً وطنياً لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين يختطفهم الاحتلال الإسرائيلي.
وتكحل الأثير لساعتين بعبق 398 شهيدًا يحتجزهم الاحتلال في ثلاجات تصل حرارتها إلى 40 تحت الصفر، وفي مقابر الأرقام السرية، التي تعد مناطق عسكرية مغلقة، معظمها في غور الأردن وقرب الحدود اللبنانية والسورية.
وتضمنت الموجة سلسلة تقارير وإحصاءات لاحقت اختطاف الاحتلال للجثامين منذ عام 1948، وتتبعت الشروط القاسية على تسليم جثامين حملة الهوية المقدسية، كالدفن الفوري، وتسليم الجثمان بعد منتصف الليل، وحضور عدد قليل جداً من الأقارب، ودفع كفالة تصل إلى 6 آلاف دولار.
وأكدت أن اختطاف الجثامين يعد امتهانًا لكرامة الشهداء في حياتهم ومماتهم، وحالةً تستصرخ الموقف الوطني والدولي للمطالبة باستعادتهم، ولتمكين ذويهم من إعادة دفنهم بما يليق بكرامة الإنسان.
وجاء في افتتاحية الموجة: "أنت فلسطيني، إنك الشهيد المؤجل، الذي يستفيق من خلوده لإخبار سيدة روحه كل صباح وفي أطراف النهار وحين الغروب ووقت السحر وكل حين، بأن الرصاصة التي اخترقت قلبه، وسجلته في قائمة الشرف العظيم تختطفه الآن في ثلاجة صممها المحتل لإطالة أمد القهر. ستوحي لها بأنك في رمال مقبرة أرقام بلا شواهد، وأنك تشعر بالبرد والحر الشديد معً.، وستكتب لعائلتك بأن درجات التجمد هنا غير قادرة على إطفاء لهيب الألم المشتعلة في القلوب، وستبث لهم أقاصيص شوقك، وتنقل تحيات 397 اسمًا ووجعًا لإخوتك ورفاقك الذين يتقاسمون معك القهر، ويشتاقون لعناق حار مع ثرى مسقط الرأس".
بدوره، حيّا وكيل الوزارة، يوسف المحمود الإذاعات المشاركة في الوقوف عند يوم وطني يقطر حزنًا ووفاءً لشهداء الحرية المختطفين، وشكر الإذاعتين الوطنيين في الجمهوريتين التونسية والجزائرية على تماثلهما مع القهر والألم الفلسطيني، معتبرًا مشاركتهما دليل راسخ على عمق العلاقات التاريخية بين فلسطين والبلدين الشقيقين.
وقال إن وحدة الأثير جزء من جهود حشد رأي عام وطني وإقليمي ودولي ضاغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ للالتزام بالقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، خاصة المادة السابعة عشرة من الاتفاقية الأولى، التي تلزم الدول باحترام جثامين ضحايا الحرب من الإقليم المحتل، وتمكين ذويهم من دفنهم وفقا لتقاليدهم الدينية والوطنية.