جامعة بيرزيت تختتم احتفالاتها بتخريج 2627 من طلبة الفوج 48
اختتمت جامعة بيرزيت اليوم الإثنين 31 تموز 2023 احتفالاتها بتخريج الفوج الـ 48 من طلبتها، بتخريج طلبة كليات العلوم، والآداب، والتربية، وذلك بحضور رئيس الجامعة د. بشارة دوماني، وأعضاء مجلس الجامعة والهيئة التدريسية، وعدد من الشخصيات الفلسطينية، بالإضافة للطلبة الخريجين وأهاليهم.
وكانت الجامعة أقامت حفل التخرج السنوي على مدار 4 أيام، لتحتفل بتخريج 2627طالباً وطالبة، لينضموا إلى أكثر من 48 ألفاً ممن تخرجوا بشهادة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراة من الجامعة.
وهنأ د. دوماني الطلبة بتخرجهم، قائلاً: " في الوقت الذي أهنئكم وأهنئ ذويكم بوقوفكم اليوم على هذه المنصة، فإنني أتمنى لكم التوفيق في حياتكم العملية، وتذكروا دومًا أنكم تمثلون جامعة بيرزيت، التي تفخر بكم وتتوقع منكم الكثير، وسنقف دائما لجانبكم".
وأضاف: " لم تكن السنة المنصرمة عاديةً، فالتحديات تتصارع على بوابات الجامعة وفي داخلها. وهذا يعكس الارتباط الوثيق بين جامعة بيرزيت والوضع الفلسطيني بشكل عام ويؤشر على حيوية مكونات الجامعة بشكل خاص. ولقد نجحنا في تحويل كل تحدي إلى فرصة لتطوير رسالة الجامعة من تميز أكاديمي والتزام وطني وتشبيك مع المجتمع وأيضا تطوير العقد الاجتماعي الفريد من نوعه بين مكونات الجامعة من مجلس أمناء وإدارة وعاملين وطلبة. متكئين على إرثٍ عظيم، وعلى حرص اسرة الجامعة على استمرار هذه المؤسسة في تقديم رسالتها، استطعنا معًا، لنواصل المسيرة، كي يسلم كل جيل الجيل الذي يليه راية جامعة بيرزيت التي ستكمل العام القادم مئة سنة من نشر المعرفة والعلم وتخريج عدد كبير من المُلهِمين والمُلهِمات. وستظل جامعة بيرزيت واحة للديمقراطية والتعددية، وستحافظ على إجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس طلبتها ونقابة العاملين فيها، بما يضمن تمثيلاً يضمن حقوق كل أفرادها، تحت مظلة القوانين والأنظمة المعمول بها في الجامعة".
وتحدث د. دوماني عن رئاسته للجامعة قائلاً: " خلال أيام، أكون قد أنهيت خدمتي في جامعة بيرزيت، بعد عامين من رئاستها. لديّ الكثير لأقوله حول هذه التجربة الغنية، ورغمِ قِصَرِها، فهي أعادتني إلى فلسطين التي أحب، وإلى بيرزيت تحديدًا، التي بدأت مسيرتي الأكاديمية بالعمل فيها. ورغم الكمّ الهائل من المعيقات والعراقيل، بسبب الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها وطننا، إلا أننا نمضي قدماً في مأسسة مستقبل زاهر للجامعة، والتي سيكملها من سيحمل الراية بعدي، وهو الصديق والزميل الدكتور طلال شهوان".
واختتم د. دوماني كلمته قائلاً: " بيرزيت أكثر من جامعة، هي وطن بكل مكوناته، نغادرها ولا تغادرنا. فبدوري سأبقى دوماً تحت تصرف هذه الجامعة العريقة، وسأخدمها أينما أكون، وقتما تحتاج. فللجامعة التي أحب، كل التوفيق والنجاح والمزيد من الإبداع والإنجاز".
وأعلنت الجامعة فوز الطالبة ايناس اسعد ارميليه، تخصص الإعلام/ كلية الآداب بجائزة "شيرين أبو عاقلة للتميّز الإعلامي" المخصصة للطلبة، والتي أطلقتها الجامعة بعد استشهاد شيرين تخليداً لذكراها وتحفيزاً للإبداع والعمل الإعلامي النوعي الذي يتناول قصة فلسطين. وذلك بدعمٍ كريم من السيّد مارتن روجان من أستراليا، وذلك لتمي ارميلية في العمل التطوعي في عدة مؤسسات ومبادرات مجتمعية في عدد من المؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
وفي كلمة الخريجين، التي قدمها الطالب سري دار يوسف من تخصص اللغة العربية، أعرب عن اعتزازه بجامعة بيرزيت وأساتذتها وتميز الجامعة أكاديمياً ووطنياً واجتماعيا. وخاطب الخريجين والخريجات قائلاً: " أيها الأصدقاء الأعزاء، تعلّموا حمل القرطاسِ والقلم، قبل حمل البندقية، فالحرّيةُ من دونِ وعيٍ شكلٌ من أشكالِ الفوضى".
وأضاف: " جامعةُ بيرزيت، أقربُ الجامعات إلى قريتي، ولكنّي ركبتُ الطائرة لأصل إليها. تنقلُني الذكرى في هذه اللحظة الحاسمة، إلى يومِ إعلانِ نتائج الثانوية، وقد كنت من المتفوقين في الفرع العلميّ، فركبتُ الجوّ لدراسة الطبّ في بلادٍ بعيدة. ثمّ إني بعد عامٍ واحد، تركتُ تلك البلاد وتبِعتُ شغفي، وأعادني طائر الشوق إلى هذه الجامعة، لدراسة اللغة العربية وآدابها. كان قراراً جريئاً، ولم ألقَ ترحيباً من أحدٍ حينَ عودتي، فالأحبّةُ منقسمون ما بين مُشفِقٍ ومُعاتِب. وهأنذا أُنهي دراستي في سنواتٍ ثلاث، وبدرجاتٍ عالية، وذلك من فضل الله ونعمتِه. كانت هذه السنوات من أجملِ أيام العمر. نظرتي للحياة تغيرت، وفلسفتي في العيش انقلبت قلباً. تعلمتُ ألا أحتقر علماً من العلوم، وألا أقلّل من شأن أحد، وعلمتُ أن نهضة الأمة لا تكون إلا على أساسٍ متينٍ من المعرفة، ولا تموتُ الأمة التي ترعى لغَتَها، وتتمسّك بتاريخها".
وتخللت الحفل فقرة فنية قدمتها فرقة سنابل للعزف والغناء-فرقة جامعة بيرزيت، وفي نهايته، تم توزيع الشهادات على الخريجين، وذلك بعد موافقتهم على الالتزام بعهد الخريجين الذي قرأه رئيس الجامعة.