الصين تزرع "قنبلة موقوتة"في البنية التحتية الأمريكية.. فما القصة؟
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تعتقد أن بكين قامت بزرع برمجيات خبيثة داخل شبكات الكهرباء والاتصالات الأمريكية الرئيسية، وهي "قنبلة موقوتة" قادرة على إعاقة الجيش في حالة وجود صراع.
وأضافت "الصحيفة" نقلاً عن مسؤولين عسكريين ومخابرات وأمنيين أمريكيين، أن البرامج الضارة قد تمنح الجيش الصيني القدرة على تعطيل العمليات العسكرية الأمريكية، إذا تحركت الصين ضد تايوان في أي وقت.
الأجهزة المتضررة
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن الأجهزة المتضررة بفعل البرامج قد تسمح لبكين بقطع الكهرباء والاتصالات عن المنازل والشركات في كافة أنحاء أمريكا، علاوة على القواعد العسكرية الأمريكية.
ومع العثور على البرامج الضارة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، استغرق الأمر مجموعة من الاجتماعات في غرفة الطوارئ بالبيت الأبيض، والتي ضمت مسؤولين رفيعي المستوى في الجيش والاستخبارات والأمن القومي، لتعقب مصدر الشفرة والتخلص منها.
ونقلت "نيويورك تايمز"، عن مسؤول في الكونجرس قوله إن عملية إدخال البرمجيات الخبيثة هي "قنبلة موقوتة".
تعطيل البنية التحتية الحيوية
ومن جهته، أكد آدم هودج، المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي، إن الإدارة الأمريكية تعمل بلا كلل لحماية الولايات المتحدة من أي تعطيل للبنية التحتية الحيوية من خلال تنسيق الجهود المشتركة بين الوكالات لحماية أنظمة المياه، وخطوط الأنابيب، والسكك الحديدية، وأنظمة الطائرات، وغير ذلك.
وأشار هودج إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها "بايدن" بممارسات صارمة للأمن المعلوماتي، بعد شهرين من تحذير مايكروسوفت من أن قراصنة ترعاهم الصينيين قد تسللوا إلى شبكات البنية التحتية الأمريكية الحساسة.
كشفت شركة "مايكروسوفت"، إن هجوماً سرياً نُفذ في منتصف عام 2021،كان على الأرجح يهدف إلى تعطيل أمريكا إذا وقع أي صراع إقليمي، ويشار إلى أن التقارير عن عملية البرامج الخبيثة، جاءت في مرحلة متوترة في ظل العلاقات الأمريكية الصينية، وتأكيد الصين بشكل صارم على أن تايوان أرض تابعة لها.
حملة تجسس صينية
والجدير بالإشارة أصدرت شركة "مانديانت" الأمريكية، تابعة لشبكة "جوجل"، تقرير يوم الخميس الموافق 15 يوليو الجاري، عن حملة تجسس معلوماتية ضخمة تستهدف الوكالات الحكومية في العديد من البلدان التي تمثل المصالح الاستراتيجية لبكين، مؤكدة أن من قاموا بهذه الحملة هم مجموعة مهاجمين سيبرانيّين مرتبطون بشكل واضح بالدولة الصينيّة.
حملة صينية خبيثة
وفي هذا الإطار، أوضح المدير التقني في شركة "مانديانت" المتخصّصة في الأمن السيبراني، "تشارلز كارماكال"، في بيان له، إنّ "هذه أكبر حملة تجسّس إلكترونيّة معروفة أطلقتها جهة خبيثة مرتبطة بالصين منذ الاستغلال الهائل أوائل عام 2021 لمايكروسوفت إكستشينج".
وأضاف "كارماكال": "سُرقت رسائل البريد الإلكتروني لبعض الضحايا لموظفين مهمين يعملون في ملفات تهم الحكومة الصينية".
وبحسب ما جاء في التقرير المنشور على الإنترنت، تعتقد الشركة "بدرجة عالية من اليقين" أن المجموعة المسؤولة عن هجوم البريد الإلكتروني "نفذت التجسس لدعم الصين".
هجوم يستهدف القطاع العام والخاص
وأشارت "الشركة" إلى أنّ المخترقين "استهدفوا بيانات معينة بقوة بهدف تسريبها"، موضحة أنّ الضحايا "موجودون في 16 دولة مختلفة على الأقلّ".
وأضافت "الشركة"، إن الهجوم "يستهدف منظمات في القطاعين العام والخاص حول العالم".
تفاصيل الأزمة
و"حوالي ثلث" عدد الضحايا من جهات حكومية، وهذا ما يؤكد الفرضية القائلة بأن هذا الهجوم تم "لأغراض التجسس".
يرتبط اختيار الأهداف ارتباطًا مباشرًا بـ "القضايا ذات الأولوية القصوى للصين، لاسيما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك تايوان"، وفقًا للشركة، وهي شركة تابعة لـ "Google Cloud".