في بيان ليوم البيئة العالمي
التعليم البيئي: حان الوقت لوقف "طوفان" البلاستيك
قال مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة إن الوقت قد حان لصناعي القرار في فلسطين لاعتماد آليات واتخاذا خطوات عملية تكفل وقف "طوفان" المواد البلاستيكية.
وأكد المركز في بيان صحافي لمناسبة يوم البيئة العالمي، المصادف غدًا، أن التداعيات الصحية والبيئية للتلوث البلاستيكي كبيرة جدًا، وتحتاج إلى تصويب نمط الحياة في فلسطين والعالم الذي يستسهل استعمال المواد البلاستيكية العصية على التحلل، والتي تشوه المشهد العام جراء التخلص العشوائي منها، عدا عن المضاعفات الخطيرة لعمليات حرقها.
وأوضح البيان أن اللدائن البلاستيكية في الغالب مشتقة من النفط والغاز، وكلما زاد عددها، ارتفعت الحاجة إلى الوقود الأحفوري وتضاعفت حدة أزمة المناخ، وإذا لم يتم العمل على الحد منها، فإن تلك الانبعاثات يمكن أن تصل إلى 19٪ من إجمالي المسموح به في اتفاق باريس للحد من ارتفاع الحرارة دون 1,5 درجة.
وأشار إلى أن العالم يُنتج أكثر من 400 مليون طن من اللدائن البلاستيكية سنويًا، نصفها تقريبًا مصمم للاستخدام مرة واحدة فقط، لا يُعاد تدوير سوى أقل من 10 % منها، الأمر الذي يعتبر تهديدًا للبيئة، واستنزافًا للموارد، وخطرًا داهمًا على الصحة، خاصة أن قرابة 19 - 23 مليون طن سنويًا تنتهي في البحيرات والأنهار والبحار. وهذا يعادل وزن برج إيفل 2200 ضعفًا تقريبًا، وفق التقديرات الأممية.
ووفق البيان، فإن اللدائن البلاستيكية الدقيقة، بحسب الأمم المتحدة، تهدد طعامنا وشرابنا والهواء الذي نتنفسه، في وقت تشير التقديرات إلى استهلاك كل إنسان على هذا الكوكب أكثر من 500 ألف جزيء بلاستيكي سنويًا، وربما أكثر من ذلك بكثير إذا احتسبت الجزئيات بلاستيكية في الهواء، فيما يتدفق حوالي 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا إلى المحيطات، قد يتضاعف هذا 5 مرات بحلول 2040. في وقت يتأثر أكثر من 800 نوع بحري وساحلي بهذا التلوث بابتلاع المواد البلاستيكية والتشابك بها ومخاطر أخرى.
وتبعًا للتقديرات الدولية، فإن تقليل إنتاجا لمواد البلاستيكية بنسبة 55 %؛ وتوفير 70 مليار دولار أمريكي للحكومات بحلول عام 2040؛ يقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بـ% 25 في المئة؛ وخلق 700 ألف فرصة عمل بشكل رئيس جنوبي الكرة الأرضية.
وذكّر البيان بيوم البيئة العالمي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة سنويًا في 5 حزيران 1973 كأكبر حملة دولية للتوعية البيئية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح المركز أن يوم البيئة العالمي هذا العام مخصص لدحر التلوث البلاستيكي، للإبقاء على الاحتباس الحراري دون 1,5 درجة هذا القرن، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية إلى النصف بحلول 2030، وعدم انتظار تضاعف النفايات البلاستيكية التي تتدفق إلى النظم البيئية المائية ثلاث مرات تقريبًا بحلول عام 2040، إذا لم نفعل شيئًا.
ودعا البيان إلى تبني مبادرات عملية لتقليل استهلاك البلاستيك، من خلال الانحياز لأنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامين، واعتماد مبادئ تقليل الاستهلاك، والتدوير، والإصلاح، وإعادة الاستخدام، والانحياز لخامات الورق والقماش والزجاج في حياتنا، والعودة لممارسات الأجداد الصحية.
واختتم المركز بالإشارة إلى حملاته ومبادراته خلال السنوات الأخيرة: إعتماد مجلس الوزراء 5 آذار يومًا وطنيًا للبيئة بالتنسيق مع سلطة جودة البيئة، و"فلسطين خضراء نظيفة"، و"مدارس خالية من النفايات"، و"حافظات الطعام الصحية"، و"أحب وطني نظيفًا"، و"فكر بغيرك"، التي حثت كلها على نظافة البيئة، ووقف الاستخدام المفرط للبلاستيك، والتوعية بأخطاره الصحية والبيئية.