مخيمات الضفة تحولَت لـ"مكبات قمامة بعد 100 يوم على إضراب عاملي الأونروا

الزائر إلى أيِ من مخيمات الضفة المحتلة، يلحظ أكوام القمامة المتناثرة في كل مكان بالرغم من الحملات الشعبية لإزالتها إلا أن إضراب موظفي الخدمات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في 19 مخيماً بالضفة المحتلة، حول هذه المخيمات إلى مكرهة صحية.

ليس فقط الخدمات العامة، فكل المؤسسات التي تُديرها الوكالة متوقفة بالكامل منذ 100 يوم، لا خدمات تعليمية ولا صحية ولا رعاية وذلك بسبب إضراب العاملين الذي أعلنه الاتحاد العاملين في الوكالة احتجاجاً على عدم إمكانية استجابة الاتحاد لمطالبهم.

وأعلن الاتحاد في بيانات متلاحقة له، عن عدد من المطالب على رأسها علاوة غلاء المعيشة التي يطالب الاتحاد بها لموظفي الضفة الغربية المحتلة، منذ أكثر من عشر سنوات، دون استجابة.

عدم استجابة المفوض العام للوكالة لمطالب العاملين، خلق حالة من الغضب والرفض من قبل الأهالي الذين طالبوا بالتحرك العاجل والفوري لحل أزمتهم، وعودة الحياة إلى المخيم، فالإضراب تسبب بخسارة الطلبة خلال الفصل الدراسي، ويخشى كثير منهم وعائلاتهم من ضياع العام الدراسي بالكامل.

وفي محاولة منهم للضغط على إدارة الوكالة للاستجابة لمطالب العاملين لعودتهم إلى مدارسهم، احتشد المئات من الطلبة أمام مدرسة المخيم الرئيسية في مخيم الجلزون القريب من رام الله، للمطالبة بحقهم بالعودة إلى مدارسهم وقاموا بإغلاق الشارع الرئيسي لدقائق في رسالة منهم بخطورة استمرار إغلاق المدارس على مستقبلهم التعليمي.

أيهم حجير أحد هؤلاء الطلبة، في الصف الخامس، والذي يخشى أن لا يتمكن من تجاوزه في ظل استمرار الإضراب:" أنا لم أعد لدي تركيز بالدراسة أقضي وقتي كله في الشارع ألعب من أصحابي".

بالنسبة لأيهم الذي يحلم بدراسة الصحافة والإعلام، فإن على الوكالة الاستجابة لمطالب المعلمين كي يتمكن المعلمون من أداء واجبهم بشكل جيد، وهو أيضاً ما يتفق عليه جميع الطلبة وأهاليهم في المخيمات، خاصةً في ظل التقليصات التي تقوم بها الوكالة على الخدمات المقدمة لهم منذ العام 2004 وحتى الآن.

و بالأرقام فإن الإضراب يشمل 4000 موظفاً في جميع قطاعات عمل "الأونروا"  يعملون على تقديم الخدمات في قرابة  100 مدرسة ومؤسسة تعليمية يدرس فيها حوالي 46 ألف طالب وطالبة، إلى جانب 30 عيادة صحية إلى جانب مستشفى الوكالة المركزي في مدينة قلقيلية والذي يقدم خدماته لكل لاجئي الضفة.

أحد أولياء الأمور في المخيم، محمد أبو عنان، يقول:"إن ما يؤلم اللاجئون اليوم هو وصول الإضراب إلى 100 يوم دون أي تحرك من المؤسسة الأممية لإيجاد الحلول، دون أي أهتمام إلى حال اللاجئين المرضى الذين توقفت كل الخدمات المقدمة لهم، ولا للأطفال الذي بات مستقبلهم على المحك.

وتابع:" نحن نعيش اليوم في مكب للنفايات، لا أحد يهتم لأمرنا وكأن هناك مؤامرة دولية لإنهاء قضية اللاجئين بالكامل، وتذويبها".

وبحسب أبو عنان فإن الوكالة قلصت كل الخدمات المقدمة للاجئين منذ سنوات، لم يبقَ من عملها سوى التعليم والصحة، وهاي هي اليوم كل هذه الخدمات توقفت.

من جهته، حمل الاتحاد العام للعاملين مسؤولية استمرار تعطيل العمل في جميع هذه القطاعات لإدارة "الأونروا" والمفوض العام لها، المتعنت في التعاطي مع أي حلول ممكنة، رفض تدخلات جهات محايدة.

وبحسب صلاح رشيد، الذي يقوم بتسيير الاتحاد العاملين، وأحد المضربين عن الطعام ل28 يوما في مقر الوكالة في الشيخ جراح،  فإن مفاوضات جرت برعاية وزارة العمل ودائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية في المخيمات وكان هناك موافقة من قبل إدارة الوكالة إلا أنها تراجعت فيما بعد عن كل هذه التفاهمات.

المصدر: PNN