إدراج مستشفى ابن سينا التخصصي بجنين للتداول في بورصة فلسطين
أدرجت شركة مستشفى ابن سينا التخصصي وبدأ تداول أسهمها في بورصة فلسطين، اعتبارا من اليوم الثلاثاء، لتكون أول شركة مساهمة عامة مقرها في محافظة جنين تدرج في السوق المالية.
ووقّع اتفاقية الإدراج رئيس مجلس إدارة الشركة سالم أبو خيزران، ورئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين سمير حليله، في احتفالية نظمت في مقر مستشفى أبن سينا، بحضور محافظ جنين أكرم الرجوب، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار محمد مصطفى، أحد المساهمين الرئيسيين في الشركة، ومدير عام هيئة سوق رأس المال برّاق النابلسي، وعدد من المساهمين ورجال الأعمال من المحافظة ومن خارجها.
واعتبر مصطفى، مستشفى ابن سينا إنجازا مهما لأهالي محافظة جنين، ورمزا لقدراتهم وتصميمهم على تحسين ظروف الحياة لأبناء المحافظة.
وقال: مستشفى ابن سينا مشروع متميز ويصب في صلب البرنامج الوطني للاستقلال والتحرر، مؤكدا أهمية الاستثمار في قطاع الصحة، ومشيرا إلى الدور الذي باتت المستشفيات الفلسطينية الخاصة تلعبه في تعزيز الأمن الصحي للشعب الفلسطيني، وتوطين الخدمات الطبية.
وأشاد مصطفى بالقطاع الخاص، في جنين خاصة وفي فلسطين بشكل عام، "الذي يثبت مرة تلو أخرى استعداده لتحمل المخاطر وتعزيز الاعتماد على الذات".
كما أشاد مصطفى ببورصة فلسطين، باعتبارها "مؤسسة وطنية نشأت مع قيام السلطة، وأثبتت نجاحها".
وأوضح أن إدراج الشركات في بورصة فلسطين وسيلة لزيادة السيولة لدى هذه الشركات، والتوسع في الاستثمار.
ووعد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار بأن لا يكون المشروع الأخير للصندوق في جنين.
من جهته، اعتبر الرجوب مستشفى ابن سينا "خطوة إلى الأمام في القطاع الصحي، وإدراجه في البورصة يعكس نجاح القائمين عليه في عدة اتجاهات، بما فيها سوق رأس المال".
وقال إن محافظة جنين تواجه ظروفا مختلفة، في إشارة للاقتحامات والاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال على المدينة والمحافظة، والتي كان آخرها اقتحام مخيم جنين ومحاصرة أحد منازله على بعد عشرات الأمتار فقط من المستشفى خلال حفل الإدراج. وأضاف: مع ذلك، فإن محافظة جنين تحدت كل الظروف.
بدوره، وصف النابلسي إدراج أول شركة مقرها جنين بأنه "حدث مهم"، وأعرب عن أمله في إدراج المزيد من الشركات في المحافظة، مؤكدا أن عملية الإدراج تمت بسلاسة ووفق الأصول.
وأشاد النابلسي بالقائمين على الشركة، "الذين ضخوا هذا الحجم من الاستثمار رغم الظروف المحيطة".
ولفت النابلسي إلى التطورات التي شهدتها سوق رأس المال في فلسطين، سواء في قطاع الأوراق المالية حيث تبلغ القيمة السوقية لبورصة فلسطين حوالي 5 مليارات دولار، فيما تجاوز إجمالي أقساط التأمين العام الماضي 400 مليون دولار، وعقود التأجير التمويلي حوالي 140 مليون دولار.
من جانبه، اعتبر حليله إدراج شركة مستشفى ابن سينا "خطوة إيجابية ونقلة نوعية في مسيرة الشركة"، مؤكداً ضرورة المضي قدما في استقطاب كافة الشركات المؤهلة لتكون واحدة من ضمن هذه المنظومة المتكاملة لتداول الأوراق المالية في فلسطين، في ظل بيئة تشريعية وقانونية وإلكترونية تضاهي أفضل أسواق المال على مستوى الإقليم والعالم.
وأضاف أن إدراج "ابن سينا التخصصي" يشكل إضافة نوعية الى قطاع الأوراق المالية، حيث يعتبر الاستثمار الأكبر في القطاع الصحي الفلسطيني برأسمال يبلغ 50 مليون دولار، والأهم من ذلك كله جودة الخدمات المقدمة للجمهور والأهداف السامية التي وضعتها الشركة نصب عينيها.
ولفت حليله إلى أن شركة مستشفى ابن سينا التخصصي هي ثالث شركة في القطاع الصحي أسهمها متداولة في البورصة، و11 في قائمة الشركات المدرجة في قطاع الخدمات، من أصل 48 شركة مدرجة في كافة القطاعات.
وأكد أن البورصة تعمل على إعادة توجيه البوصلة الاستثمارية في فلسطين، وإعطاء قطاع الأوراق المالية نصيبه الذي يتناسب مع قدرته على دفع عجلة التنمية والنهوض بالواقع الاقتصادي، في ظل ضعف التوجهات العامة لجمهور المستثمرين الفلسطينيين بالاستثمار في قطاع الأوراق المالية، مقارنة مع استثماراتهم في القطاعات الأخرى.
ولفت حليله إلى تسجيل الشركات المدرجة أرباحا قياسية في العامين 2021 و2022، بمقدار 374 مليون دولار و407 ملايين دولار على الترتيب، فيما تشير النتائج الأولى للشركات في الربع الأول من العام الحالي، إلى أنها تتجه لتسجيل نمو إضافي في أرباحها.
وقال إن البورصة تبذل جهودا مكثفة لإدراج شركات مساهمة جديدة، وتسعى لزيادة عمق السوق ورفده بأدوات مالية جديدة، وزيادة السيولة، الأمر الذي من شأنه تعزيز حضور البورصة في الاقتصاد ورفع أرباحها.
بدوره، قال أبو خيزران إن إدراج شركة مستشفى ابن سينا تتويج لمرحلة جديدة في مسيرة المستشفى الأحدث والأكثر تكاملا، والاستثمار الأكبر في المجال الطبي في شمال فلسطين، كما يأتي تتويجا للثقة العالية والإيمان الراسخ بجدوى الاستثمار على المدى المتوسط والطويل في فلسطين، وتحديدا في القطاع الطبي.
وأضاف أن إدراج المستشفى للتداول في البورصة يشكل أيضا تجسيدا لمركزه المالي، ومستقبله الواعد، حيث بلغت قيمة الاستثمار فيه 50 مليون دولار بقاعدة مساهمين تبلغ حوالي 500 مساهم، كما أن الإدراج يتيح للشركة تنويع مصادر التمويل ويكسب السهم مصداقية أعلى تحت مظلة إشراف ورقابة تضمن الإفصاح والشفافية للمستثمرين الحاليين والمحتملين.
وتابع: ما يعزز هذه الثقة، وجود هذا الصرح الطبي ضمن مجموعة مستشفيات العربي، التي لها الباع الأطول في الاستثمار بقدرات وكفاءات بشرية وتقنية ومالية، والمساحة التي تغطيها، حيث ستصل قريبا إلى الخليل عبر استثمار مشترك مع المجتمع المحلي.