معهد تكنولوجيا المعلومات يساهم في تعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر
تتكاتف مؤسسات مصر الحكومية والخاصة في تعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية باعتبارها واحدة من الصناعات الحديثة القوية التي تعزز من إجمالي الناتج المحلي، توفر فرص العمل وتقوية الاقتصاد. يتضح ذلك من خلال مبادرة معهد تكنولوجيا المعلومات الذي أطلق منحة للشباب في مجال برمجة الألعاب من أجل إعداد كوادر بشرية قادرة على قيادة مستقبل الوطن في هذه الصناعة.
منحة التسعة أشهر في معهد التكنولوجيا
أحد المبادرات الهامة التي أطلقها معهد تكنولوجيا المعلومات هي فتح باب التسجيل في أكاديمية تطوير الألعاب الإلكترونية من خلال برنامج "منحة التسعة أشهر" والتي تشمل مسارين هامين في صناعة الألعاب الإلكترونية وهما مسار برمجة الألعاب، ومسار الوسائط التفاعلية وفنون الألعاب.
برنامج المنحة يستمر لمدة 9 أشهر، ويتم تقديم دورات تأسيسية في المهارات الشخصية والتقنية في بداية البرنامج. بعدها، يقدم البرنامج دورات متقدمة لدراسة تصميم الألعاب بشكل نظري وصولًا للتطبيق العملي وتقديم برنامج التخرج.
تمتلك مصر عدد كبير من المبدعين الشباب سواء في برمجة الألعاب الإلكترونية أو في استخدامها. من جانب عدد اللاعبين، تشير بعض الإحصائيات التي أطلقها موقع statista إلى أن عدد مستخدمي الألعاب في مصر سيصل إلى 44.83 مليون مستخدم بحلول عام 2027، وهو رقم كبير يقارب من ثلث عدد سكان مصر في هذا التوقيت.
أشار التقرير إلى أن حجم إيرادات الصناعة سيصل إلى 965.2 مليون دولار أمريكي مع نهاية عام 2023، مما يجعل منها صناعة قوية تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد المصري، كما أن الصناعة تنعم بمعدل نمو يصل إلى 8.86% بشكل سنوي.
يفضل اللاعبين في مصر والوطن العربي بصفة عامة الوصول للألعاب الإلكترونية عبر أكثر من طريقة منها أجهزة الكمبيوتر المكتبية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة، الهواتف الذكية وأجهزة البلايستيشن. من بينها، يمثل مستخدمي الألعاب الإلكترونية على الهاتف الجوال النسبة الأكبر من العدد الإجمالي للاعبين.
تجذب منصات الألعاب الإلكترونية العديد من المستخدمين، وذلك لما تقدمه من خدمات مميزة. فهي توفر ألعاب فورية بدون تحميل مقابل اشتراك مجاني. يجد المستخدم مئات من الألعاب المختلفة التي تتناسب مع ذوقهم الخاص في اللعب، كما أنها لا تتطلب الكثير من المهارة مثل الروليت والبوكر والبلاك جاك وغيرها.
الفوز في أي لعبة معناه حصول اللاعب على جوائز نقدية حقيقية، ويمكن للاعبين التعرف على افضل ارقام الروليت التي تساعدهم على الفوز في هذه اللعبة أو الألعاب الأخرى. تقدم منصات الألعاب الإلكترونية أيضًا مكافآت نقدية مجانية، خدمات دعم فني والعديد من الخدمات الأخرى.
من ناحية أخرى، تعتبر مصر من الدول المستهلكة للألعاب الإلكترونية، ولا تساهم في صناعة الألعاب إلا بنسبة بسيطة جدًا مقارنة بمعدل الاستهلاك. لذا، تكثف الدول جهودها من أجل تعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية من خلال أكثر من محور كان منها منحة معهد تكنولوجيا المعلومات.
دعم صناعة الألعاب الإلكترونية
الهدف الأساسي من منحة التسعة أشهر التي أطلقها معهد تكنولوجيا المعلومات المصري هو إعداد كوادر بشرية قادرة على الإنتاج بفعالية في صناعة ألعاب الفيديو. فهي تمنح الشباب الفرصة على التدريب المكثف لمدة تسعة أشهر في هذا المجال، وبالتالي إعدادهم لشغل أهم وأكبر الوظائف في شركات البرمجيات التي تتخصص في الصناعة إلى جانب تدريبهم على صناعة الألعاب بشكل فردي.
تتكون مبادرة معهد تكنولوجيا المعلومات من مسارين كما ذكرنا من قبل. المسار الأول هو برمجة الألعاب وهو الذي يركز على إعداد المشتركين وإكسابهم المهارات والخبرات اللازمة التي تساعدهم على بناء تطبيقات الألعاب بشكل احترافي.
المسار الثاني يركز على الوسائط التفاعلية وفنون الألعاب والذي يتمحور حول دراسة فن الألعاب بشكل مكثف متضمنًا بيئة الألعاب، كيفية بناء شخصيات ومحركات الألعاب.
يكتسب الشباب الخريجين من برنامج معهد تكنولوجيا المعلومات المهارات التي تساعدهم في العمل في تخصصات مختلفة لشغل وظائف متنوعة منها مصمم نماذج ثلاثية الأبعاد، مطور ألعاب فيديو، متخصص الرسوم المتحركة الثنائية والثلاثية الأبعاد، فني مؤثرات بصرية، فني شخصيات الألعاب وغير ذلك من المسميات الوظيفية.
يقبل البرنامج الشباب الذين يعملون في مجال صناعة الألعاب بالفعل، وهو شرط أساسي للقبول في المنحة التدريبية حيث يجب على المشترك أن يكون لديه تصميم للعبة إلكترونية أو منتج يتعلق بهذه الصناعة بحيث يستطيع المتدرب تطوير اللعبة الخاصة به بنفسه.
بالفعل، نجح برنامج المعهد في تأهيل بعض الشباب الخريجين من العمل في مجموعة من أكبر شركات التكنولوجيا مثل شركة جيم لوفت، شركة يوبي سوفت وشركة ريفيو للترفيه، وتمكن بعض الخريجين من تأسيس شركات صغيرة خاصة بهم حققت نجاحًا كبيرًا.