انعقاد مؤتمر القدس الشبابي ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة
عقد المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، وتحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الخميس، مؤتمر القدس الشبابي، في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.
وحضر المؤتمر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفريق جبريل الرجوب، ورئيس المنتدى طه إيهان، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وعدد من الوزراء، والشخصيات الدينية، ومئات من أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية بمختلف مكوناتها.
وشدد الرجوب، في كلمته، على أهمية مدينة القدس، ومعاناتها وأوجه صمودها والتحديات التي تواجه أهلها، وما تشكله من أيقونة وطنية فلسطينية جامعة، وأنها بوصلة لكل الأحرار حول العالم، إضافة إلى ما تمثله من مكانة وجدانية لفلسطين وشعبها وقضيتها.
ولفت إلى أن الشهر الجاري يحفل بالعديد من الأنشطة والفعاليات ضمن برنامج إحياء الذكرى الـ75 للنكبة، والذي يأتي هذا المؤتمر ضمنها، التي أطلقتها المنظومة الرياضية الفلسطينية، بمكوناتها: المجلس الأعلى للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية، واتحاد كرة القدم، وجمعية الكشافة والمرشدات، حيث تمتد هذه الأنشطة في عموم الوطن والشتات.
وقال الرجوب إن الشعب الفلسطيني على مدار 75 عاما من عمر النكبة قدم عشرات آلاف الشهداء، ومئات آلاف الجرحى والأسرى، وملايين اللاجئين حول العالم، غير أنه سيظل يحافظ على هويته الوطنية، التي تشكل فيها القدس ركنا أساسيا.
وتابع: "نأمل أن يتم إنصاف الفلسطينيين من قبل المجتمع الدولي من خلال إنهاء المظلمة الواقعة عليهم، ولن يكون ذلك دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتعويضهم".
وأشاد الرجوب بالزحف الذي شهدته مدينة القدس في شهر رمضان المنصرم، والذي يدلل على عمق الانتماء للمدينة المقدسة، لما تشكله من أهمية عند كل الفلسطينيين.
وطالب بضرورة أن يكون الخامس عشر من الشهر الجاري يوم زحف في كل عواصم دول العالم، من أجل رفع الصوت الفلسطيني، ومن أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والانتهاكات التي تمارس ضده بشكل يومي في كل أرجاء الأراضي الفلسطينية.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية غارقة في مستنقع الإرهاب، وفي ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وإن مواجهتها تكون بوحدة الصف الفلسطيني.
من جانبه، قال إيهان إن القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين وحدهم، إنما هي قضية كل الأحرار في العالم، كما أن المنتدى يرفع صوته متضامنا مع الفلسطينيين والشباب الفلسطيني.
وأضاف: "ندعم في المنتدى نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، ونضاله ضد العنصرية"، مشددا على ضرورة إنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ضرورة تعزيز دور الشباب الفلسطيني من خلال برامج تدريبية وغيرها، ورفع الوعي حول النكبة، وصولا لتحقيق السلام للفلسطينيين.
من ناحيته، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين إن "القدس تستحق الكثير منا، ونحن في شهر النكبة، وقلت سابقا إن النكبة التي حلت بفلسطين عام 1948 هي النكبة الأولى، والنكبة الثانية هي التي ضاعت فيها القدس وأصبحت محتلة عام 1967، وأن ضياع القدس هو أكبر نكبة في تاريخ العرب والمسلمين، والنكبة الثالثة هي الانقسام، النقطة السوداء في مسيرة النضال الفلسطيني، الذي يجب إنهاؤه لنتعامل مع النكبة الأولى والثانية لتعود القدس لمهد حضارتها وقدسيتها".
وأكد أن "أي بوصلة لا تتجه إلى القدس هي بوصلة مشبوهة، وهي بوصلة تآمر وتواطؤ وهذا مرفوض دينيا ووطنيا وشرعيا".
ودعا إلى ضرورة توحيد كل الجهود من أجل التصدي لكل محاولات سلطات الاحتلال لتهويد القدس، وتدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
من جانبه، قال النائب البطريركي العام في القدس المطران وليم شوملي "إن المسيحي والمسلم يقفان جنبا إلى جنب من أجل القدس التي توحدهم، فهي قضيتهم الواحدة، يدافعون عنها كتفا بكتف".
وأضاف أن موقف الفاتيكان حول مدينة القدس ينطبق مع قرارات الشرعية الدولية، والتي اعتبرت بأن إعلان إسرائيل القدس عاصمة لها مخالفا للقانون الدولي، ويعتبر باطلا ولا يعترف به.
وتابع أن "مساعي سلطات الاحتلال من أجل التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى المبارك لن تفلح في ظل المرابطين والمرابطات، فالمسجد الأقصى ملك للمسلمين ولا يجوز مشاركتهم زمانياً ولا مكانياً، كما نستنكر كل القيود التي يفرضها الاحتلال في وصول المصلين المسيحيين والمسلمين لمقدساتهم".
وتخلل المؤتمر إلقاء قصائد شعرية ونثرية خاصة بمدينة القدس، وبذكرى النكبة.