في حفل اختتام استثنائي لفعاليات الدورة 7 لملتقى حروف
دار الشعر بمراكش تحتفي ب"شعراء المستقبل"
احتضنت قاعة "لوكا" بفضاء أحد الفنادق المصنفة في مراكش، فعاليات الدورة السابعة لملتقى حروف ضمن اختتام الموسم السادس لورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب). الملتقى الذي يشكل مشتلا للاحتفاء ب"شعراء المستقبل"، أطفالا وشبابا، ومنتدى قرائي للأطفال ضمن الاحتفاء باليوم الوطني للطفل، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف. وشهدت الدورة السابعة لملتقى حروف قراءات شعرية ل"شعراء قادمين الى المستقبل"، ينتمون للمؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، الى جانب عروض فنية مسرحية وتنشيطية وموسيقية، سهر على تقديمها كل من الفنان "البهلوان فلفل" وفرقته، والفنان الموسيقي عزيز آبلا.
كما أشرفت دار الشعر بمراكش، وضمن استراتيجيتها للتحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات الإبداع لدى الفئات الصغرى، على تنظيم منتدى حواري عرف مشاركة ضيف الملتقى الرسام والكاتب عبدالله درقاوي، ومن خلاله مجلة "اقرأ" والتي تصدرها وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمتخصصة في أدب الطفل، الى جانب أطر الورشات في دورتها السادسة، الشاعر والناقد الدكتور عبداللطيف السخيري والباحثة الناقدة الأستاذة فاطمة الزهراء وراح والشاعر والإعلامي مصطفى غلمان.
وقدم الأطفال والشباب قراءات شعرية ضمن قالب فني، حيث تقاطع الإلقاء مع المسرح، كما عرف الملتقى تقديم الشريط الشعري المصور "فلاسفة في ضيافة الشعر"، وهو من إنتاج دار الشعر بمراكش، عن نص للشاعرة نعيمة فنو ومن دراماتورجيا وإخراج السعيد أبو خالد وعبدالمجيد شحلان، فيما أبهر أطفال المؤسسات التعليمية ونقط القراءة العمومية الحضور بلوحاتهم الشعرية الفنية. قصائد مختارة اختارتها اللجنة المؤطرة للورشات، من بين الكثير من الإنتاجات الشعرية، وتم تقديمها ضمن قالب فني. وافتتحت فعاليات ملتقى حروف، في دورته السابعة، بمعرض لمنشورات دائرة الثقافة بالشارقة ضم الكثير من عناوين المجلات الثقافية (القوافي، الشارقة الثقافية، الرافد، المسرح..).
الدورة السابعة ل"ملتقى حروف"، والذي يحتفي بأطفال وشباب ورشات الكتابة الشعرية والتي أنهت موسمها السادس (2022/2023) الشهر الماضي، شهدت مشاركة أطفال المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، والذين استفادوا طيلة هذه السنة من ورشات الكتابة الشعرية، الى جانب أطفال يمثلون نقط القراءة العمومية والتي انفتحت من خلالها الدار، في موسمها السادس، على نقط بعيدة عن محور مراكش. كما كان الشعراء، شباب ورشة الكتابة الشعرية وتقنيات الصوت والإلقاء، ضيوفا على هذا الملتقى السادس، والذي تحول لتقليد سنوي يسعى لتنمية المهارات الإبداعية لدى الفئات العمرية الصغرى ومشتلا خصبا للاحتفاء بالقراءة وبالشعر وبأصوات شعرية وإبداعية قادمة الى المستقبل.
تخلل اللقاء نقاش مفتوح حول موضوع "شعر الأطفال في المغرب"، ضمن محور المنتدى القرائي للطفل. وأكد الرسام والكاتب عبدالله درقاوي، عضو هيئة التحرير مجلة اقرأ والتي تصدرها وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمتوج بجائزة المغرب للكتاب برسم دورة 2020 عن قصة "وتستمر الحياة" الكتاب الموجه للطفل والشباب، عن "سعادته أن يكون ضيفا على هذا المشتل الكبير الذي يحتفي بإبداعات الطفل والشباب.."، معربا عن "اندهاشه وإعجابه بالمستوى الإبداعي الراقي للنصوص الشعرية المقدمة". في ظل هذا الخصاص الذي يشهده المشهد الثقافي المغربي، خصوصا الأدب الموجه للطفل، تظل هذه المبادرة محكًا حقيقيا لتنمية قدرات ومهارات الأطفال والشباب وتحفيزهم على الفعل القرائي والأهم تنمية مهاراتهم في الكتابة الإبداعية: شعرا ونثرا.
عبدالله درقاوي، الرسام الكاريكاتير (مواليد 1970 بلقصيري) له إسهامات عديدة في مجال ثقافة الطفل، وقد وضع رسومات أول معجم مغربي للطفل، كما توج بالعديد من الجوائز الفنية العالمية، (جائزة مسابقة ناجى العلي للكاريكاتير بلندن/1993، الجائزة الاولى لمسابقة الكاريكاتير حول موضوع العولمة والمعلوميات بالصالون الفرنسي للمعلوماتية، جائزة تقديرية من نادي الصحافة الكندي، وجائزة جلال الرفاعي للكاريكاتير لملتقى الاعلاميين الشباب بالأردن..)ـ
قدم الشعراء: آمل الغريب وعلال بن الخياط، زينة بوحيا وحسان بن العطار، يوسف صافي وسمية آيت زهرا، يسرى قشبو وأسليمة آيت سليمان وفاطمة الجلاوي، احماد ليبوركي وأميمة المحمدي، وآيت لحسن أعلي.. ضمن ثنائيات قدمت بعضا من تمثلهم للمسوغات النظرية، ضمن سياق الورشات التي استفادوا منها في تقنيات الكتابة الشعرية. أما أطفال مؤسسات (تيديلي مسفيوة، نهى، المعالي، دنيا العرفان، اكسيل،..) فاختاروا قراءة قصائد مشتركة، ضمن مقاربة اشتغال جماعي وبمحور موجه، فيما سهر كل من عبداللطيف السخيري وفاطمة الزهراء وراح ومصطفى غلمان على تأطير قراءاتهم بتقييم برنامج الموسم السادس للورشات. جزء مهم من القسم التطبيقي، لترجمة مسوغات جذاذات الاشتغال، هي بعض ما قدم ضمن فعاليات ملتقى حروف. في سعي حثيث، من دار الشعر بمراكش، أن يتقاسم المرتفقون والمرتفقات مع جمهور الدار، بعضا من إنتاجاتهم الإبداعية وهي لحظة أساسية لتمثل بعضا من رؤاهم.
ملتقى حروف تقليد سنوي، ومشتل إبداعي لتنمية المهارات الإبداعية والتحسيس بالفعل القرائي لدى الأطفال والشباب، في مواصلة للرهان الكبير على مستقبل الشعر المغربي وأفقه، إبداعا ونقدا، وضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش، لربط المنجز الإبداعي في الشعر المغربي بالخطاب النقدي. ومنذ تأسيسها في 16 شتنبر 2017، بموجب برتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة، اختصت دار الشعر بمراكش في تنظيم ورشات الكتابة الشعرية عبر تفيئ خاص للفئات العمرية المستهدفة، ورشات موجهة للأطفال واليافعين وأخرى للشباب والمهتمين، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات والتحسيس بالكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل الأوساط التعليمية أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة.