سبب وفاة عبد الحميد بن باديس من هو الإمام الجزائري باختصار ؟
تصدر سبب وفاة الإمام عبد الحميد بن باديس، مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر وذلك مع اقتراب ذكرى وفاته، حيث توفى مساء الثلاثاء 9 ربيع الأول 1359، الموافق 16 أبريل/نيسان 1940 بمسقط رأسه قسنطينة.
وبحسب موقع الدرر السنية وهو مرجع علمي موثق على منهج أهل السنة والجماعة، توفِّي ابن باديس في 8 ربيع الأول، وكان سببُ وفاته التعب والإرهاق، وذلك أنه كان يلقي يوميًّا 15 درسًا، وفي عطلة نهاية الأسبوع كان يسافر إلى العاصمة، ثم يتنقِلُ من محطة القطار إلى الجامع الأخضر.
ووفق الموقع ذاته، كان آخر درس ألقاه على النساء 3 أيام قبل وفاتِه في نفس الجامع، وكان كثير التنقُّل في الفترة الممتدَّة بين الصبح والظهر من البيت الذي يحضِّرُ فيه الدروس إلى مكان الإلقاء.
وأشار الموقع إلى أنه قد وافته المنيةُ في حدود الساعة الثانية بعد الظهر بحضور الدكتور ابن جلول ودكتور فرنسي وشقيقه الأكبر زبير، ولم يتمَّ تسميمُه ولم يُصَب بسرطان ولا بمَرَض أمعاءٍ، كما أشيعَ بعد موتِه.
تشييع عبد الحميد بن باديس
وحمل طلبة الجامع الأخضر جثمانه عصر اليوم التالي، وشيعوه في جنازة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص الذين توافدوا من كافة مناطق الجزائر.
وتوفي الإمام عَبد الحَميد بن بَاديس في الـ16 من نيسان/أبريل للعام 1940، في مدينة قسنطينة مسقط رأسه، ودفن فيها في مدافن "آل باديس". وحمل طلبة الجامع الأخضر جثمانه عصر اليوم التالي، وشيعوه في جنازة شارك فيها عشرات الآلاف، من جميع أنحاء الجزائر.
وكان من بينهم الشخصيات التي شاركت في التشييع، الشيخ العربي التبسي، الذي ألقى خطاباً تأبينياً، قال فيه: "لقد كان الشّيخ عبد الحميد بن باديس في جهاده وأعماله، هو الجزائر كلها.. فلتجتهد الجزائر بعد وفاته، أن تكون هي الشّيخ عَبد الحميد بن بَاديس". من رواد الحركة الإصلاحية والعلمية بالجزائر، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لقب بألقاب عديدة منها المصلح الثوري، والشاعر الصحفي، والعالم المفسر، والمعلم المربي، والكاتب السياسي، وقد ارتبط اسمه لدى الجزائريين بالعلم، لذلك يحتفلون في 16 أبريل/نيسان من كل عام بيوم العلم تخليدا لذكراه.
من هو عبد الحميد بن باديس السيرة الذاتية
ولد عبد الحميد بن محمد بن المكي بن باديس يوم 11 ربيع الثاني 1307 الموافق 4 ديسمبر/كانون الأول 1889 بمدينة قسنطينة بالجزائر.
وقد نشأ في أسرة عريقة ومتدينة وذات مكانة وجاه، فأبوه محمد المصطفى بن باديس كان حافظا للقرآن ومن أعيان المدينة، واشتغل قاضيا وعضوا في المجلس الجزائري الأعلى، ومن رجال أسرته المشهورين المعز بن باديس، الذي أعلن انفصال الدولة الصنهاجية عن الدولة الفاطمية، وأعلن فيها مذهب أهل السنة والجماعة.
الدراسة والتكوين
تلقى بن باديس تعليمه الأول في علوم الدين واللغة بداية من 1903 بمسقط رأسه في جامع "سيدي محمد النجار"، على يد الشيخ حمدان الونيسي أحد علماء الجزائر آنذاك. حفظ القرآن الكريم في 13 من عمره، على يد الشيخ محمد بن المداسي أشهر مقرئ بقسنطينة، وفي عام 1910 انتقل إلى تونس والتحق بجامع الزيتونة، وهناك أكمل تعليمه على يد صفوة من العلماء مثل محمد النخلي القيرواني، ومحمد الطاهر بن عاشور، ومحمد الخضر بن حسين وغيرهم.
وفي عام 1911 نال شهادة "التطويع العالمية" وكان ترتيبه الأول، وظل يتابع دراسته بتونس لمدة عام ليعود بعد ذلك للجزائر، وبمسقط رأسه قسنطينة باشر في الجامع الكبير إلقاء سلسلة من الدروس حول كتاب "الشفا" للقاضي عياض، وبقرار من الإدارة الفرنسية تم منعه من مواصلة الدروس.
أدى فريضة الحج عام 1913 وخلال إقامته بالمدينة المنورة التي دامت ثلاثة أشهر تعرف على الشيخ البشير الإبراهيمي، أحد أبرز العلماء الجزائريين آنذاك، ومعه أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفيها التقى بشيخه حمدان الونيسي وبمجموعة من كبار العلماء، وفي حضرتهم ألقى درسا بالحرم النبوي.
خلال إقامته بالمدينة عرض عليه شيخه الونيسي الإقامة الدائمة بالمدنية المنورة، لكنه أخذ بنصيحة الشيخ حسين أحمد الهندي بضرورة العودة للجزائر خدمة للدين وللغة العربية. ولدى عودته للجزائر عرج على مصر وفيها التقى بمفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي، الذي كتب له بخط يده إجازة في دفتر إجازاته.
المسار الإصلاحي
أولى بن باديس التربية والتعليم اهتماما بالغا في نشاطه الإصلاحي، وتوج ذلك بتأسيس مكتب للتعليم الابتدائي العربي عام 1926 انبثقت عنه في عام 1930 مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية، وهي الجمعية التي أصبح لها نحو 170 فرعا في مختلف مناطق الجزائر.
استعمل الصحافة لنشر فكره الإصلاحي من خلال إصدار جريدة المنتقد عام 1925، التي تولى رئاسة تحريرها، ثم جريدة الشهاب في نفس السنة.
أنشأ رفقة 72 عالما من شتى الاتجاهات الدينية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1931) وانتخب رئيسا لها، وجعل شعارها "الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا".
أسهم بمواقفه وآرائه في إثراء الفكر السياسي بالحديث عن قضايا الأمة، ففي عام 1936 دعا لعقد مؤتمر إسلامي بالجزائر لإفشال فكرة اندماج الجزائر مع فرنسا، كما شارك ضمن وفد المؤتمر الإسلامي المنعقد بباريس في يوليو/تموز 1936.
حاور لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في أبريل/نيسان 1937، ودعا النواب لمقاطعة المجالس النيابية في شهر أغسطس/آب سنة 1937، كما دعا لمقاطعة احتفالات فرنسية بمناسبة مرور قرن على استعمار الجزائر في 1937.
المؤلفات
في حياته لم يترك أية مؤلفات منشورة، ويقال إنه ألف الرجال ولم يؤلف الكتب. غير أنه ترك آثارا كثيرة جمعها تلامذته في أعمال منشورة أهمها:
تفسير ابن باديس طبعه أحمد بوشمال عام 1948، ثم طبعته وزارة الشؤون الدينية بالجزائر تحت عنوان "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير" عام 1982، وطبعته مرة أخرى وزارة الشؤون الدينية بالجزائر تحت عنوان مجالس التذكير من حديث البشير النذير عام 1983.
كما ترك "كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية"، الذي طبعه تلميذه محمد الصالح رمضان سنة 1963، ثم على يد الشيخ محمد الحسن فضلاء في 1984.
كما طبع كل من توفيق شاهين ومحمد الصالح رمضان كتاب "رجال السلف ونساؤه" عام 1966.
ثم كتاب "مبادئ الأصول" الذي حققه ونشره الدكتور عمار طالبي سنة 1988.
وخلف عبد الحميد بن باديس آثارا عديدة نشرت على شكل مقالات وخطب ومحاضرات وقصائد شعر في صحف بينها المنتقد، والشهاب، والنجاح، والشريعة المطهرة، والسنة المحمدية، والبصائر. وفق ما نشر عبر موقع الجزيرة نت حيث كان آخر تحديث بتاريخ "6/11/2022".