الهباش يرد على كاتب قطري دعا الرئيس عباس للتنحي عن منصبه
رد قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، على مقال للكاتب القطري محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القطر، دعا فيه الرئيس محمود عباس إلى "التنحي عن منصبه".
واستنكر الهباس في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الأربعاء 12 نيسان/ابريل، ما جاء في مقال الكاتب المسفر، الذي نشرته صحيفة الشرق القطرية، واصفا ما كتبه بأنه "قلب أدب وكذب".
فيما يلي نص ما كتبه قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش:
السلام فقط على من اتبع الهدى
السلام على الصادقين المخلِصين المخلَصين
ولا سلام على الضالين الموغلين في الفتنة والبذاءة
أعرف بدايةً أن "الجماعة إياهم" سوف يهاجمونني بسبب ما سوف أقوله هنا، لأنه لن يوافق أهواءهم ولن يسير على خطو الذين يُضلونهم بغير علم، وأعرف أنهم سوف يفتحون "الكُنُف" المسماة مجازًا أفواههم، وسوف يطلقون "نُباحهم" الذين يدّعونه كلامًا، وعلى منهج الذين قالوا من قبلهم: "لا تسمعوا لهذا القرآن والْغَوا فيه لعلكم تَغلبون"، ومع ذلك فلن يمنعني نباحهم ولا نَتَنُ أفواه "الكُنُف" التي يحملونها، من أن أقول كلمة أرى أنها حق في وجه كل سلاطين الجَور على اختلاف ميادين سلطانهم، وتباين وجوه جَورهم، فأقول والله حسبي:
طالعت بكثير من التقزز ما قيل إنها مقالة كتبها المدعو محمد المسفر في إحدى الصحف القطرية، موجهًا حديثه فيها إلى الرئيس محمود عباس بالقول: "أناشدك سيادة الرئيس أن تتنحى من منصبك فورًا"، فضلًا عما تنضح به من تفاهات لا تستحق المناقشة، لكنها تعبر عن رغبات مكبوتة لديه ولدى مشغليه القابعين في أقصى غرب القارات، والذين لا يروق لهم إلا أن ينشغل العرب والمسلمون بأنفسهم عن مواجهة ما يريده ويخطط له أولئك "الأسياد" الذين يعمل المدعو المسفر "صبيًا" لديهم، والذين صنعوا مؤامرة الربيع العربي بدءًا بانقلاب حماس في غزة عام ٢٠٠٧، ومرورا بكل محطات التخريب التي لا تزال فصولها تتفاعل في كثير من مواقع الفعل العربي والإسلامي.
هذا الشيء المدعو "المسفر"، لو قرأتم ما تقيأه، فسوف تلاحظون منه قلة أدب يمكنها أن تزكم أنوف البشرية لقرون قادمة، قبل أن تبدأ نتانتها في التلاشي، وسوف تجدون كذبًا لو وزع على أهل الأرض جميعًا، لكان كافيًا باستمطار لعنات السماوات والأرض عليهم، إلا من رحم الله، وسوف تكتشفون بغير كبير عناء حقيقة المرامي الخفية التي تحرك هذا الدعي وأشباهه ممن لا خلاق لهم.
لن أتحدث هل هنا عن الرئيس محمود عباس، فهو ليس في حاجة إلى ذلك، وهو وكل قيادتنا وشعبنا المرابط أكبر من ذلك، لكنني أردت فقط أن أطلق تحذيرًا من هذه الدعوات والأقلام المشبوهة، ذات الأجندات الاستعمارية، وأن أنبه إلى وجوب إخراسها وغلق فتحات "كُنُفها" التي تسمم الأجواء، ولعلي لا أتجاوز حين أتمنى على أشقائنا في قطر أن يكون لهم موقف في مواجهة هذا الدعي وأشباهه.
لن يفلح الكنيف المفتوح في وجه هذا الشيء في التشويش على مسيرتنا الوطنية، فنحن نعرف بالضبط ماذا علينا أن نفعل، كما لن يفلح أيضًا في محاولات التشويش على علاقاتنا مع أشقائنا في دولة قطر، رغم كل النتن الذي طفح به هو وأشباهه
وأخيرًا .. في انتظار "الجماعة إياهم"، هيا مارسوا نباحكم الذي لن يمنعنا من مواصلة مسيرتنا