سبب وقف عرض مسلسل الزيني بركات ضمن مسلسلات رمضان 2023 المصرية
لم يكد عشاق الدراما المصرية يهنأون بنبأ عرض "الزيني بركات" على قنوات التلفزيون المصري خلال رمضان، حتى دهمهم النبأ العاجل، الأربعاء، بإلغاء عرض المسلسل التاريخي ذي الإسقاط السياسي على الحاضر، واستبداله بآخر اجتماعي هو "المكتوب على الجبين".
سرعان ما سادت سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا التغيير الطارئ المفاجئ، وأرجع المعلقون سببه إلى رمزية المسلسل الذي يتناول سيرة أشهر محتسب في تاريخ مصر، مع حكايات عن البصاصين ودورهم في تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، حين حكم المماليك.
لا تخفى الرمزية الرابطة بين العصرين، برأي متابعين ومغردين، فمؤلف الرواية المنشورة عام 1974، المأخوذ منها المسلسل وتحمل الاسم نفسه، الكاتب الراحل جمال الغيطاني، أشار في حوارات صحافية سابقة، إلى مغزاها، وهو نقد سلطة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي اعتمدت على تقارير الأجهزة الأمنية عن الشعب بشكل رئيس، والمنقولة عن وشايات بين المواطنين وبعضهم البعض، حد أنها تسببت في انعدام الثقة بين الأخ وشقيقه.
يتداول عاملون في "ماسبيرو" (التلفزيون والإذاعة) كواليس التجهيزات بأنها حصلت كالتالي: مسؤول وضع الخريطة الدرامية لرمضان بتشكيلة من المسلسلات المنوعة، اعتماداً على عدد من المعايير، أولها جاذبيتها الجماهيرية، الممتدة منذ تاريخ عرضها الأول، علاوة على ندرة عرضها مقارنة بمسلسلات أخرى كثيفة العرض، وثالثها قيمتها الفنية. وهكذا اعتمد "الزيني بركات" لرمضان الحالي، بعدما عُرض لأول مرة في رمضان عام 1995.
أما التفسير الرسمي المعلن على لسان رئيس قطاع القنوات المتخصصة، أسامة البهنسي، فهو أن المسلسل "تأجل" إلى ما بعد رمضان، "لأسباب فنية تتعلق بالتنسيق بين القنوات المتخصصة، واختيارات الأعمال الأنسب للعرض على الخريطة الرمضانية".
وشهد العرض الأول لمسلسل "الزيني بركات" عام 1995 متابعة كثيفة من المشاهدين الذين كانوا يترقبون بشغف تطورات أحداثه، لاسيما صراعات أبطاله مع بعضهم البعض. وبرع المخرج يحيى العلمي في إبراز جوانب هذا الصراع الذي صاغه السيناريست محمد السيد عيد، وجسد جناحيه الممثلان أحمد بدير ونبيل الحلفاوي.