لوحات بملايين الدولارات.. أشهر السرقات الفنيّة من المتاحف عبر التاريخ!
لطالما شكّلت سرقة اللوحات والتحف الفنّيّة مشكلة اقتصاديّة كبيرة، سواء للدول أو المتاحف العارضة لها، حيث كانت هذه المتاحف هدفًا رئيسيًّا للصوص الفنّ الّذين دائمًا ما كانوا يتطلّعون إلى الأعمال الفنّيّة ذات القيمة العالية، وتحوّلت بعض هذه العمليّات عبر التاريخ، إلى حكايات "أسطوريّة" تستمرّ في جذب خيال الجمهور.
وتعتبر سرقة الأعمال الفنّيّة مشكلة خطيرة لا تزال تعصف بالمتاحف في جميع أنحاء العالم، إذ لا تتسبّب سرقة الأعمال الفنّيّة المميّزة في خسارة ماليّة فحسب، بل تحرم الجمهور أيضًا من فرصة مشاهدة هذه التحف الفنّيّة وتقديرها. وفي الوقت الّذي تمّ استرداد بعض العناصر المسروقة على مرّ السنين، لا تزال كثير من اللوحات مفقودة حتّى اليوم، وغالبًا ما تمكّن اللصوص المسؤولون عن هذه السرقات من الإفلات من القبض عليهم.
وبعد هذه الحوادث التاريخيّة الّتي تركت أثرًا كبيرًا على المتاحف والمعارض العالميّة، شدّدت المتاحف من إجراءاتها الأمنيّة على مرّ السنين، لكنّ خطر السرقة لا يزال يمثّل تهديدًا مستمرًّا لهذه المؤسّسات والكنوز الّتي تضمّها.
نقدّم في هذا التقرير أبرز حوادث السرقات الفنّيّة من المتاحف في التاريخ الحديث:
الموناليزا (1911)
لعلّ أشهر سرقة فنّيّة في التاريخ، كانت عمليّة سرقة الموناليزا من متحف اللوفر في باريس عام 1911 والّتي صدمت العالم. وقد سرق النجّار الإيطاليّ فينتشنزو بيروجيا الّذي كان يعمل في المتحف اللوحة، حيث أخفى بيروجيا اللوحة تحت معطفه وخرج معها من المتحف. ظلّت السرقة لغزًا لمدّة عامين حتّى تمّ القبض على بيروجيا وهو يحاول بيع اللوحة لتاجر فنون في فلورنسا. أعيدت لوحة الموناليزا في النهاية إلى متحف اللوفر، ولا تزال موجودة حتّى اليوم.
الصرخة (1994)
تعدّ لوحة Scream أو الصرخة، الّتي رسمها الفنّان الهولنديّ Edvard Munch في عام 1893، أحد أشهر الأعمال الفنّيّة وأكثرها شهرة في العالم. ففي عام 1994، سرق لصان اللوحة من المعرض الوطنيّ في أوسلو بالنرويج في وضح النهار، حيث استخدم اللصوص سلّمًا للصعود إلى المتحف ثمّ حطّموا نافذة للوصول إلى اللوحة. تمّ العثور على اللوحة بعد عدّة أشهر عندما تمّ القبض على اللصوص وهم يحاولون بيعها إلى معرض في أوسلو.
متحف إيزابيلا ستيوارت جاردنر (1990)
في عام 1990، كان متحف إيزابيلا ستيوارت جاردنر في بوسطن، ماساتشوستس، موقعًا لأكبر سرقة فنّيّة في التاريخ، حيث دخل لصوص يرتدون زيّ ضبّاط الشرطة إلى المتحف وسرقوا 13 عملًا فنّيًّا، بما في ذلك لوحات رامبرانت وفيرمير وديغا. لم يتمّ استرداد اللوحات المسروقة حتّى اليوم، ولم تكشف ملابسات القضيّة.
لوحة المهد (1969)
سُرقت لوحة المهد مع القدّيس فرنسيس وسانت لورانس لكارافاجيو، من مصلّى سان لورينزو في باليرمو، إيطاليا في عام 1969، حيث تمّ قطع اللوحة من إطارها بواسطة لصوص اقتحموا الكنيسة، وأثارت سرقة اللوحة عمليّة بحث واسعة النطاق، لكن لم يتمّ العثور عليها أبدًا، ولا تزال اللوحة مفقودة حتّى يومنا هذا، ولا يزال مكانها مجهولًا.
لوحات فان جوخ (1991)
في عام 1991، سرقت لوحتان لفنسنت فان جوخ، وهما Seascape في Scheveningen و Congregation of the Reformed Church في Nuenen، من متحف فان جوخ في أمستردام، حيث اقتحم اللصوص المتحف من السقف وأخذوا اللوحات من إطاراتها. تمّ استعادة اللوحات في النهاية، لكن تضرّرت بشدّة من قبل اللصوص وتطلّبت ترميمًا واسعًا.
لوحة كونستال روتردام (2012)
في عام 2012، سُرقت سبع لوحات من متحف كونستال في روتردام بهولندا وبلغت قيمة اللوحات الّتي تضمّنت أعمال بيكاسو وماتيس ومونيه، أكثر من 100 مليون دولار، حيث دخل اللصوص المتحف من باب جانبيّ وأزالوا اللوحات من إطاراتها وخرجوا بها. حتّى اليوم، لم يتمّ استرداد اللوحات المسروقة مطلقًا، ولا تزال القضيّة دون حلّ.