الاحتلال لم يمنع الهجوم
تحريض مسبق واتهامات.. كشف تفاصيل ارهاب المستوطنين في حوارة
أكدت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الثلاثاء، أن إرهاب المستوطنين في حوارة أول من أمس، الأحد، كان معروفا وواضحا لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي – الجيش والشاباك – لم تحرك ساكنا من أجل منعه.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن "الحقيقة هي أن جهاز الأمن فشل" في الوقت الذي كان واضحا فيه أن المستوطنين يُعدّون لاعتداءات واسعة في حوارة. فقد كانت الشبكات الاجتماعية مليئة بالتحريض والتهديدات ضد الفلسطينيين والتي تدعو إلى تنفيذ اعتداءات إثر مقتل مستوطنين اثنين في عملية إطلاق نار. وكتب نائب رئيس المجلس الاستيطاني "السامرة"، دافيد بن تسيون، في تويتر إنه "يجب محو قرية حوارة اليوم"، وأبدى الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إعجابهما بهذه التغريدة.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإنه جرى تبادل اتهامات داخل جهاز الأمن الإسرائيلي، تم خلالها توجيه انتقادات إلى قائد المنطقة الوسطى للجيش، يهودا فوكس، وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية، آفي بلوط، وقائد القوات في منطقة نابلس، شمعون سيسو، وكذلك لقائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة، عوزي ليفي، لأنهم لم يغلقوا الشوارع التي وصل منها المستوطنين إلى حوارة.
من الجهة الأخرى، وجه الجيش انتقادات للشاباك، بأن الدائرة اليهودية فيه لم تحذر الجيش من إمكانية أن يصل مئات المستوطنين إلى حوارة لإحراق عشرات البيوت ومئات السيارات في البلدة.
وأضافت الصحيفة أن قوات الجيش في الضفة بدأت بالعمل "فقط بعد أن بدأ المستوطنون بإحراق مبان وسيارات في حوارة. وتم نقل سريتي حرس حدود إلى المكان، لكن إلى حين وصول أفرادهما كان المستوطنون قد انتشروا داخل البلدة، وواجهوا في حرس الحدود صعوبة بالسيطرة على الوضع. كما أن كتيبة من قوات الاحتياط التي نُقلت إلى حوارة لم تنجح بالسيطرة على الوضع. وكتيبة أخرى من لواء المظليين التي نُقلت من تدريبات في شمال البلاد إلى حوارة وصلت في مرحلة متأخرة جدا".
واللافت في أعقاب اعتداءات المستوطنين الإرهابية في حوارة، مثلما هو الحال في أعقاب جميع اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم وسرقة أراضيهم ومزروعاتهم في السنوات الماضية، لم تنفذ أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقالات في صفوفهم. وكان رد الجيش على هذه الاعتداءات بتعزيز قواته في الضفة ضد الفلسطينيين حصرا وليس من أجل لجم المستوطنين.
وأشارت "يسرائيل هيوم" إلى أنه "لا ينبغي أن يكون المرء ضابط مخابرات كي يدرك أنه بالرغم من استنفار قوات كثيرة، إلا أن السفر في شوارع الضفة سيكون أقل أمانا في الفترة القريبة المقبلة. والدليل على ذلك عملية إطلاق النار قرب أريحا، أمس" والتي أسفرت عن مقتل إسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن "عنف المشاغبين اليهود أول من أمس من شأنه أن يدفع الجمهور الفلسطيني، الذي بغالبيته الساحقة لم يشارك في الإرهاب خلال السنة الأخيرة، إلى الخروج إلى الشوارع وتنفيذ عمليات".
ووفقا لـ"هآرتس"، فإنه "بعد تحقيق سيطرة على الأحداث، وبالرغم من أنه في الجيش والشاباك والشرطة علموا أن المشاغبين يسكنون في مستوطنات وبؤر استيطانية عشوائية مجاورة، إلا أن قوات الأمن لم ينتظروهم في المستوطنات كي يعتقلونهم".