كشف آلية نقل وتوزيع الأموال
البكري لراية: حملة دعم منكوبي الزلزال جمعت 7 ملايين شيكل
تحدّث وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري عبر أثير "رايــة" اليوم الأحد، عن الحملة التي أطلقتها الوزارة لإغاثة منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا؛ تحت شعار (أغيثوهم)، مؤكدا أن الاستعداد للحملة كان في جميع المناطق حيث وصل حجم التبرعات حتى يوم الخميس الماضي إلى نحو 5 ملايين شيكل.
وأعلن البكري في حديث لبرنامج "مع الناس" عبر أثير "رايـــة"، أن الحملة جمعت خلال يوم الجمعة الماضية نحو 2 مليون و200 ألف شيكل تقريبا، مشيرا إلى أن الحملة جمعت خلال الأسبوعين الماضيين ما يصل إلى 7 ملايين شيكل تقريبا، من جميع المساجد التي تُلقى فيها خطبة الجمعة بالضفة الغربية والبالغ عددها 1700 مسجد تقريبا.
وبيّن وزير الأوقاف أن الرقم الدقيق والصحيح التي ستقوم وزارة الأوقاف بالإعلان عنه خلال مؤتمر صحفي أو إعلان صحفي رسمي لهذا الأمر، لافتا إلى أن الحملة كانت شعبية وأكثر من 95% من الأموال التي تم جمعها كانت من المساجد، أي من المواطنين والمصلين.
واعتبر البكري أن الأموال التي جمعتها حملة "أغيثوهم" ليست هي المتوقعة، بل كان من المتوقع جمع أموال أقل، وذلك من خلال التجارب السابقة والحملات التي كانت تقوم عليها وزارة الأوقاف، مؤكدا أنه تفاجأ من بعض الأرقام، وعلى سبيل المثال هناك مسجد "دير دبوان" برام الله تم جمع 100 ألف شيكل منه بعد صلاة يوم الجمعة الأولى للحملة.
ولفت إلى أن مسجد آخر في "بيت لقيا" جمع 44 ألف شيكل في أول يوم للحملة، ومساجد أخرى جمعت 20 ألف أو 15 ألفا، معتبرا أن هذه الأرقام بالفعل كبيرة، والحملة حققت نتائج أكثر مما كان يتوقع لها، وتثبت هذه الأرقام أنها عندما تأتي من المواطن فهي تبعث على الأمل.
وقال: "عندما تأتي هذه النتائج والأرقام من المواطن الذي هو ذاهب لأداء صلاة الجمعة، فهي تؤكد أن الحالة المجتمعية والإغاثية والخيرية في فلسطين؛ هي حالة كبيرة وتعبّر عن حجم الواقع الفلسطيني رغم الضعف الاقتصادي والحصار والواقع السياسي الصعب".
وتابع البكري: "ما تم جمعه من أموال هي من المواطن العادي، والأرقام ليست من رجال مال وأعمال، بل من جمعت فقط من المساجد، ولم نطرق أبواب المؤسسات الاقتصادية ولم نذهب للشركات أو رجال الأعمال"، معتبرا أن ذلك دليل على وجود تفاعل شعبي مع وزارة الأوقاف.
آلية تسليم الأموال
وأوضح أن بداية جمع الأموال كانت من المساجد وانطلقت إلى المديريات، إذ يقوم كل مسجد بتسليم ما جمعه بموجب سندات قبض، وكذلك المديريات تقوم بتجميع هذه الأموال وإحالتها إلى البنك فورا بموجب سند قبض أيضا، ثم تقوم بإرسال هذا السند إلى الوزارة.
وقال الشيخ حاتم البكري في حديث لـ "رايــة"، أن هناك حساب خاص لحملة "أغيثوهم" ولا علاقة للوزارة بها، بالإضافة إلى ذلك وحرصا من الوزارة على الشفافية؛ فإن جميع المصاريف التي أُنفقت على الحملة تم إنفاقها من موازنة وزارة الأوقاف وليست من أموال الحملة، وتم إبقاء ما تبرع به المواطن للجهة التي تم التبرع لها.
آلية توزيع ونقل الأموال
وأكد وزير الأوقاف أن التوجه بأن يكون حجم الإنفاق في الواقع السوري أكثر من التركي، على اعتبار أن تركيا دولة كبيرة تمتلك إمكانيات كبيرة، ولكن لا يجوز إلا أن يكون للحملة الفلسطينية مشاركة في إغاثة المنكوبين بتركيا، مشيرا إلى أنه سيتم استشارة القيادة الفلسطينية ومجلس الوزراء لاتخاذ القرار.
وبناء على طلب السفير التركي في فلسطين؛ فإن أكثر مشكلة تواجه المنكوبين جراء الزلزال هي "الإيواء"، وطلب التبرع بـ "حقائب نوم" حيث يتم صناعتها في فلسطين وتحديدا في مدينة الخليل، وتم التوجه للمصنع وعمل اتفاقية شراء مباشر لتلك الحقائب بـ "20 ألف حقيبة نوم" بقيمة نصف مليون دولار، وفق الشيخ البكري.
وأعلن وزير الأوقاف أنه تم تحويل مبلغ 250 ألف دولار تقريبا، لسفارة فلسطين في تركيا، عبر القناة الدبلوماسية، وسيتم التبرع بهذا المبلغ للجهة التي تقوم بمتابعة الأمور في تركيا وهي مؤسسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" (AFAD).
وأكد أنه سيتم تقديم بما لا يقل عن مليون دولار إلى سوريا، من الممكن أن يكون من خلال الصليب الأحمر الدولي أو الهلال الأحمر، مشيرا إلى أنه سيتم حسم هذا الأمور خلال أيام قليلة وسيتوجه فريق من وزارة الأوقاف إلى سوريا.
الأصوات المشككة
وقال الشيخ البكري في حديثه لـ "رايــة"، أن التشكيك حاصل وهو واقع وسيبقى التشكيك في كل الحملات التي تُقاد منذ الخليقة وحتى قيام الساعة، مضيفا: "نحن نتحدث عن أرقام، وقلناها حرفيا، هذه الأرقام التي جُمعت وتلك التي قُدّمت وهذه الوصول التي تم استلامها، وبهذه المنهجية سيتم توزيع الأموال".
وكشف أن الأموال التي تم جمعها من خلال حملة "أغيثوهم" ستكون بين أيدي الجهات المختصة خلال شهر من بداية الحملة، على أبعد تقدير، معلنا أنه سيتوجه مساء اليوم إلى تركيا وسيتم التعاون والتنسيق بين المؤسسات التركية، فضلا عن التنسيق الحالي من خلال سفير فلسطين.
وشدد الشيخ البكري أن هذه الحملة أثبتت أن المواطن الفلسطيني لديه رغبة دائما أن يكون متبرعا ولو كان بالقليل، وأن هذه "الهمّة" التي ظهرت؛ تؤكد أننا نستطيع بالفعل القياد بعمل خيري كبير اذا ما تم إحسان التصرف بطريقة سليمة، وأضاف: "يجب ألا نستهين بالمطلق بالمواطن الفلسطيني الذي يقدم مبالغ صغيرة وعندما تجمع تصبح بالملايين".
وأعلن وزير الأوقاف أنه سيتم تقديم تقرير مالي إلى مجلس الوزراء ودائرة الرقابة المالية والإدارية، وليس هناك شيء لإخفائه، وما يتم الحديث عنه هو حول حملة استهدفت البعد الخيري والتقرب إلى الله، ويتم التحدث عن الأرقام بدقة متناهية.