"خطوة استثنائية للغاية"
الشاباك يحذّر بن غفير: سلوكك قد يؤدي لمواجهة واسعة مع الفلسطينيين
حذّر رئيس (الشاباك) رونين بار، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من أن تصرفاته قد تقود إلى تصعيد ميداني في القدس والضفة الغربية، وطالبه بالتخفيف من حدة أنشطته في القدس، مشددا على أن سلوك بن غفير قد يؤدي إلى إشعال فتيل مواجهة أمنية واسعة.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، في تقرير أوردته مساء الأربعاء. وقالت إن رئيس الشاباك توجه إلى بن غفير في الأيام الأخيرة، بعد الحصول على إذن من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في خطوة وصفتها بـ"الاستثنائية للغاية"، مشيرة إلى أن "رئيس الشاباك لا يتوجه عادة للوزراء".
وذكر التقرير أن رئيس الشاباك طلب من بن غفير تقليل حدة أنشطته في القدس ومحاولة "الاعتدال" في التصرفات والتصريحات التي تصدر عنه، لأن سلوك بن غفير قد يؤدي إلى "تأجيج مشاعر الكراهية" وبالتالي قد تتسبب بـ"اشتعال واسع" للوضع الميداني.
ووفقا للتقرير، فإن بن غفير علّق على توجه رئيس الشاباك بالقول: "لقد جربنا أسلوبك، ولم يجلب لنا الأمن"، فيما شدد بار على أن تصرفات بن غفير تخلق شعورا عاما بـ"الإساءة والتعرض بشكل جمعي" للفلسطينيين في القدس، فيما يسعى بن غفير إلى تشديد القيود المفروضة على المقدسيين وتوسيع دائرة إخضاعهم لعقاب جماعي عبر تعزيز الإجراءات الأمنية للرد على العمليات الأخيرة.
وقال رئيس الشاباك لبن غفير إن تصرفاته تحريضية وقد "تتسبب في توترات على نطاق واسع في هذا التوقيت الحساس"، فيما أشار التقرير إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتبر أن التصعيد الأمني بات حتميا في القدس والضفة، والأسئلة المطروحة هي حول التوقيت المحتمل لهذا التصعيد المتوقع.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، دخل بن غفير في مواجهة مع كل من رئيس الحكومة، نتنياهو، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، إثر رفضهما مطالبته بهدم مبان وتشديد الإجراءات في مواجهة الفلسطينيين في القدس المحتلة.
وطالب بن غفير في نهاية اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، الأحد الماضي، بهدم بناية مؤلفة من 14 طابقا في بلدة السواحرة كردٍ انتقامي على عملية الدهس في مستوطنة "راموت".
وخلال اجتماع الكابينيت، دار سجال بين بن غفير ونتنياهو بعدما طالب الأخير بأن يكون رد الفعل على عملية الدهس "اعتياديا"، فيما طالب بن غفير برد فعل أشد.
وجاء في بيان في ختام الاجتماع أنه اتخذت قرارات بشأن تعزيز قوات الشرطة و"حرس الحدود" في القدس.
وصرّح نتنياهو في بداية اجتماع حكومته، صباح اليوم نفسه، بأن "الكابينيت" سيبحث في عملية عسكرية واسعة، بعد أقوال بن غفير بأنه أوعز بتنفيذ "السور الواقي 2". إلا أن نتنياهو طالب بن غفير في نهاية اجتماع الكابينيت بأن تنفذ الشرطة خطوات محدودة، وفقا لـ"واينت".
والثلاثاء، قررت الحكومة الإسرائيلية نشر المزيد من قوات الشرطة في القدس، بعد مطالبات بن غفير بهدم منازل فلسطينية في المدينة، وتقرر "نشر 3 سرايا من قوات الاحتياط التابعة لشرطة ‘حرس الحدود‘ في القدس".
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد زادت في الأسابيع الأخيرة من نشر وتعزيز عناصرها في القدس.
وأشارت التقارير إلى أن شبتاي عارض طلب بن غفير تسريع هدم منازل فلسطينية بالقدس الشرقية لعدم وجود ما يكفي من عناصر الشرطة لحماية وتأمين عمليات الهدم.
وفي النهاية، امتثل شبتاي لطلب بن غفير بإرسال المزيد من قوات "حرس الحدود" الشرطية إلى القدس، وفيما يتخوف نتنياهو من أن تثير إجراءات بن غفير انتقادات دولية، يقول الأخير إنه "سئم من سياسة الاحتواء".