من القدس إلى الرباط
تلاميذ مقدسيون يستعدون للمشاركة في "محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس"
"سأحدثهم عن أعرق الشعراء الفلسطينيين الذين تغنوا بجمال القدس من خلال قصائدهم.. وسأنقل لهم ظروف الحياة المعقدة للأطفال في القدس، وأيضا مزايا أن نعيش في مدينة مقدسة يؤمها حجاج من أتباع الديانات السماوية ومن كل بقاع العالم".
بهذه الكلمات استهل الطفل المقدسي أحمد عطون حديثه عن زيارته المرتقبة للرباط للمشاركة في "محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس" في دورتها الثالثة التي تعقد هذا العام تحت شعار: "سلامة القدس من سلامة أطفالها".
وقبيل أيام من تحليقه نحو العاصمة المغربية، التي سيزورها للمرة الثانية، يطمح هذا الطفل أن يُعرف الأطفال المشاركين في القمة عن القدس أكثر كي يتعلقوا بها ويتشجعوا لزيارتها ويستمتعوا بجمالها وعراقتها وبالأجواء الروحانية في مقدساتها.
وينتظر عطون بلهفة حلول موعد السفر لما لاقاه أطفال القدس من استقبال استثنائي لهم عندما حلّوا ضيوفا على الرباط الصيف الماضي للمشاركة في فعاليات "المخيم الصيفي" لأطفال القدس هناك.
وعن تلك الرحلة قال: "استقبلنا المغاربة بحفاوة في المطار حتى شعرت أن هذا البلد هو وطني الثاني، ولم تكن الحفاوة أقل في كل الأماكن الأخرى التي زرناها إذ طلب الكثيرون التقاط الصور معنا بمجرد معرفتهم أننا قادمون من القدس".
لم تكن الطفلة رضا الرحمن أبو كف أقل حماسا من أحمد واستهلت حديثها من حيث اختتم قائلة: "لفتتني الطبيعة الخلابة في المغرب والحضارة القديمة وفرحة أهلها باستقبالنا".
لم تشعر هذه الطفلة طيلة ثلاثة أسابيع قضتها في الرباط أنها تريد العودة إلى منزلها لأن "الحرية" التي لطالما حلمت أن تنعم بها لم تتحقق سوى هناك.
"تمكنتُ من رفع العلم الفلسطيني وإنشاد النشيد الوطني، وهذا ما لا يمكنني فعله على أرض وطني..".
لكن تصر رضا الرحمن، رغم كل القيود، على رفع صوت مدينتها عاليا في القمة الدولية للطفولة وقالت: "سأحدث الأطفال هناك عن جمال القدس وطيبة أهلها وعراقة فلسطين وتاريخها وحضارتها، وسأفصح هناك عن أمنيتي الوحيدة بأن يتحقق السلام والأمن لوطننا".
وستعقد وكالة بيت مال القدس الشريف تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، الدورة الثالثة لمحاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس، في الرباط، يومي 14 و15 فبراير/شباط الجاري.
وتأتي القمة في سياق متحرك تطبعه تحولات مقلقة تزيد من صعوبة الحياة في المدينة المقدسة وباقي الأراضي الفلسطينية، وتجعل الحاجة ملحة إلى ضمان سلامة الأطفال وحقوقهم الأساسية التي كفلتها جميع الشرائع والقوانين الدولية.
ويشارك في هذه القمة تلاميذ من مدرسة "جبران خليل جبران الدولية" في الرباط، من مختلف الجنسيات، وتلاميذ من مدارس القدس التابعة لمديرية التربية والتعليم في القدس، إضافة إلى تلاميذ مقدسيين من مدارس أخرى. وتتزامن قمة هذا العام باحتفالات وكالة بيت مال القدس الشريف بيوبيلها الفضي.
وترى الوكالة أن انخراط التلاميذ من جنسيات مختلفة في أنشطة "نادي أطفال من أجل القدس"-التي تعد القمة أحدها-يعزز المدركات الجماعية لجيل من قادة المستقبل عن قضايا تهم حياة الناس، وترهن فرص عيشهم على هذه الأرض في أمن وأمان وانسجام.
وتهدف "محاكاة القمة الدولية للطفولة من أجل القدس" إلى المساهمة في استثمار إتقان التلاميذ للغات الدولية، وتعزيز وعيهم بالقضايا الإنسانية التي تستأثر باهتمامهم، بالإضافة لبسط أفكار التلاميذ التي تعبر عن قناعاتهم بشأن وضعية أقرانهم الفلسطينيين في القدس، والإنصات لمقترحاتهم بشأن تطوير مشاريع وبرامج وكالة بيت مال القدس الشريف الموجهة لأطفال القدس.
يذكر أن 10 تلاميذ مقدسيين يستعدون للمشاركة في القمة التي ستعقد بعد أيام من بينهم طفلة مقدسية أوكلت إليها مهمة ترؤس الدورة الثالثة للقمة.