نصف ساعة من صراخ الأسرى
نادي الأسير يكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة للشهيد الأسير أبو علي
كشف نادي الأسير الفلسطينيّ، تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة لشهيد الحركة الأسيرة أحمد ابو علي الذي ارتقى صباح يوم أمس، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ.
وأكّد نادي الأسير، أنّ الشهيد ابو علي وبعد أن تناول وجبة العشاء، توجه نحو (برشه- أي السّرير) حيث يقبع في قسم (10)، وهو أحد أقسام الخيام في سجن (النقب)، وطلب لاحقًا من أحد الأسرى مساعدته، بعد أن شعر بالتعب، وعندما توجه الأسرى نحوه، كان فاقدًا للوعي، وحاولوا مساعدته كي يستعيد وعيه إلا أنّه بقي فاقدًا للوعي.
ولاحقًا بدأ الأسرى بالتكبير والصراخ، إلى أنّ أحضرت الإدارة ممرضًا، وكان قد مر نصف ساعة ما بين فقدانه للوعي، ومطالبات الأسرى، وحضور الممرض، إلى أنّ جرى نقله لاحقًا عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى (سوروكا) التي أعلن فيها عن استشهاده صباح أمس.
وخلال فترة نقله إلى المستشفى أحضرت إدارة السّجون وحدات خاصة ما تعرف بوحدات (كيتر)، استعدادًا لأي مواجهة مع الأسرى.
وعلى مدار يوم أمس بقيت أقسام الأسرى في سجن (النقب) مغلقة، وتوقفت كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية التي تفرضها واقع الحياة الاعتقالية في السّجن.
وقال نادي الأسير، إنّ عمليات المماطلة المتعمدة التي تُنفذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى المرضى، تشكّل الأداة الأبرز في تنفيذ عملية (قتل بطيء) بحقّهم، خاصّة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أسير مريض للمماطلة، بل تكرر ذلك مئات المرات مع أسرى مرضى، وأسرى ارتقوا في السّجون، ولعل قضية الأسير سامي العمور الذي ارتقى عام 2021، كانت شاهدًا على هذه الجريمة، حيث انتظر مدة 14 ساعة فيما يسمى (المعبار) قبل نقله إلى المستشفى في حينه، ولاحقًا استشهد في مستشفى (سوروكا).
وبيّن نادي الأسير أنّ إدارة السّجون ورغم أن سجن (النقب) من السّجون المركزية، حيث يقبع فيه نحو 1300 أسير، وهناك العشرات من المرضى الذين يقبعون فيه، بما فيهم أسرى يعانون أمراضًا مزمنة، إلا أنّها لا توفر أي طبيب مختص، هذا وعدا عن جملة الأدوات الممنهجة التي تستخدمها إدارة السّجون (لقتل الأسرى)، وهناك مئات الشهادات لأسرى مرضى، تعكس ممارسة الإدارة لهذه الجريمة المستمرة.
يذكر أنّ الشهيد ابو علي، عانى على مدار سنوات اعتقاله، من مشاكل حادة في القلب، وعدم انتظام في دقات القلب، إضافة إلى مشاكل صحية أخرى، منها السمنة، والسكري والضغط، وتراكم مياه على الرئة مؤخرا، وواجه جريمة الإهمال الطبيّ على مدار سنوات اعتقاله الممتدة منذ عام 2012، عدا عن الظروف الاعتقالية القاسية التي عانى منها، وهو واحد من أكثر من 600 يعانون أمراضًا مختلفة، وهم ممن شُخصت حالاتهم الصحيّة فقط.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية فإن غالبية من ارتقوا شهداء في السّجون ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وكذلك نتيجة للتعذيب، إلا أنّ جريمة الإهمال الطبيّ شكّلت السبب المركزي، فمن بين 235 شهيدا ارتقوا منذ عام 1967، هناك (75) أسيرًا ارتقوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ.
وباستشهاد الأسير أحمد ابو علي واستمرار احتجاز جثمانه حتى اللحظة، فإن عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم يبلغ (13) وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم اُستشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال العام 2020، والأسير سامي العمور الذي اُستشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي اُستشهد العام 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى خلال عام 2022 في مستشفيات الاحتلال، إضافة إلى الأسير ناصر أبو حميد، الذي استشهد في كانون الأول 2022، والمعتقل وديع أبو رموز والذي ارتقى في كانون الثاني 2023، إضافة إلى الشهيد أحمد ابو علي الذي ارتقى يوم أمس.
ويؤكد نادي الأسير مجددًا على أنّ قضية الأسرى المرضى وجريمة الإهمال الطبي الممنهج (القتل البطيء)، تشكّل أبرز القضايا الراهنّة التي فرضت نفسها على مدار السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع مرور سنوات طويلة على اعتقال المئات من الأسرى، وهناك المئات ممن أمضوا أكثر من 20 عامًا، وبعضهم من كبار السنّ، ومنهم من أمضى ما مجموعه أكثر من (40) عامًا، فغالبية القدامى اليوم يعانون أمراضًا مزمنة، وهم بحاجة إلى أن يكونوا بين ذويهم، وعائلاتهم لمتابعة أوضاعهم الصحيّة.
ويبلغ عدد الأسرى اليوم نحو 4780 أسيرًا، من بينهم 29 أسيرة، و160 طفلًا، و914 معتقلا إداريًا.