"بنيت مسجدا ومدرسة"
والد بيلا وجيجي حديد يعتز بأصوله الفلسطينية "نحن مثل الزهرة النادرة"
كشف المطور العقاري الفلسطيني محمد أنور حديد والد عارضتا الأزياء جيجي وبيلا حديد، جانبًا خاصًا وقصصاً عن حياته كما تحدّث عن جذوره، ورحلته المهنية منذ وظيفته الأولى، ودوره كأب، وأفكاره حول الأبوة وأكثر من ذلك.
وتحدّث حديد في مقابلة لبرنامج ABtalks، مع الإعلامي أنس بوخش، عن تفاصيل حياته منذ ولادته في مدينة الناصرة الفلسطينية، مرورا بمراحل اللجوء التي انتقل إليها وصولا إلى الولايات المتحدة، حيث أعرب حديد عن اعتزازه بأصوله الفلسطينية، قائلا "إنه وعائلته محظوظون بكونهم فلسطينيي الأصل".
وأضاف: "نحن الفلسطينيون مثل الزهرة التي تتفتح، وهي زهرة نادرة ولكنها تأبى أن تستسلم وتستمر إلى أن تُزهر مجددا، لذا دائما ما أفكر بأن كوني فلسطيني هو أمر مميز للغاية، ونمتلك شيئا خاصا نستميت لإظهاره باستمرار، وأشعر بأننا فصيلة نادرة لا تريد الموت".
وتابع حديد: "هناك شيء أرغب برؤيته في حياتي وهي الحرية والمزيد من التعاطف نحو شعبي في فلسطين، وأعتقد أن هذا الشيء الوحيد الملتصق بي، وأتمنى لو كان بإمكاني إصلاحه، لا نريد القتال، أنا لا أحب تدمير الآخرين، ولكن الحرص على أن نسترد حقوقنا، والعيش بسلام وكرامة".
وقال: "أنا لا أحاضر أولادي ولا أجلس وأملي عليهم كيف يجب أن يعيشون حياتهم، أدعهم يعيشون حياتهم الخاصة، ويصنعون أشياء خاصة بهم، انا فقط أعلمهم أشياء مثل ألا يعتمدوا على أي شخص حتى عليّ، اذهبوا واصنعوا أنفسكم كأني لست موجود".
ولفت محمد حديد: "بنيت مسجدا ومدرسة لكي يستطيع أبنائي جيجي وبيلا وأنور تعلم اللغة العربية، ولقد كان ذلك أنانيا لأنني أردتهم تعلم اللغة العربية فقط وربما القليل عن الدين الإسلامي إن رغبوا بذلك".
كما بين أنه دائما يشعر بالخوف من أن يسبب خيبة أمل لأولاده، لأنه يرى الكثير من الخبث في العالم، معلقا: "لقد تمت مهاجمتي وهذا يؤذي أولادي في بعض الأحيان، بناتي بيلا وجيجي تتأثران بسبب أي شيء يحدث لي".
وتابع حديد: "يؤلمني قلبي كلما تذكرت والدي لأنه مات في وقت مبكر وبشكل غير متوقع، والمضحك قمت ببناء مسجد في فيرجينيا وفي اليوم الذي أنهيته توفي والدي وقمنا بغسل جسده هناك وأشعر بأني لا أرغب في الذهاب لذلك المسجد لأنني لا أريد أن أرى شيئا قد حدث وأتذكره بأنه كان يتعين علينا غسل جسد والدي في ذلك المسجد عام 1990".
وأوضح بأنه لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى، واصفا الأمر بأنه "أسطورة"، والمطلوب معرفة الشخص لكي تستطيع أن تحبه بشكل كبير، معلقا: "تزوجت مرتين في حياتي وما زالتا أعز صديقاتي".
ولفت حديد: "بنيت مسجدا ومدرسة لكي يستطيع أبنائي تعلم اللغة العربية وربما القليل عن الدين الإسلامي إن رغبوا بذلك“، تحول المسجد فيما بعد لدار هجرة وأصبح يستقبل كل محتاج دون النظر للونه أو ديانته، وقد تم تطويره، ويطعم القائمون عليه عشرات الآلاف من الأشخاص في رمضان 50، 60، 70 ألف شخص، وأنا سعيد للغاية بما قدمته، لقد كان من حسن الحظ أنه وقع بين أشخاص عرفوا كيف يديرونه".
كما بين: "جيجي كانت ترغب بأن تصبح طبيبة نفسية شرعية أو طبيبة نفسية جنائية، وبيلا أرادت التخصص في التصميم ولكنهما أصبحتا من أقوى عارضتا الأزياء في العالم وهما مواطنتان مثاليتان، ابنتاي فصيحتان وتقدران قيمة كل فرد فهما تعاملان مدير فوغ مثلما تعاملان الشخص الذي يقوم بوضع مساحيق التجميل على وجهيهما وترسلان لهم الأزهار مع بطاقة شكر، كما تعرفان بأن كل شخص له قيمة مساوية للآخر".
ووصف محمد حديد ابنته الأولى مارييل بأنها "قلب من ذهب"، وآلانا "غنية بالألوان"، وجيجي "عبقرية"، وبيلا "أميرة" والناس تلقبها بـ "أميرة الناصرة" لأنها تنحدر من عائلة ملكية حيث كان جدهن الأكبر أميرا للناصرة، وأنور بأنه ”ملك“ وهو فنان وموسيقي ومتواضع جدا وليس متعلقا بالأشياء المادية.