واشنطن: اقتحام بن غفير للأقصى قد يؤدي إلى "إثارة العنف"
اعتبر البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، أن أي خطوة تغيّر الوضع القائم في المواقع المقدّسة في مدينة القدس المحتلة، ستكون "غير مقبولة"، وذلك في أعقاب اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى.
وقالت الناطقة الرئاسية الأميركية، كارين جان-بيار، إن "الولايات المتحدة تؤيد بحزم الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدّسة في القدس"، مضيفةً أن "أي خطوة أحادية الجانب تعرّض للخطر الوضع القائم هي غير مقبولة".
من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح للصحافيين، "نشعر بالقلق من زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إلى باحة المسجد الأقصى، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف".
وأضاف أنه "نعارض أي إجراءات أحادية الجانب تقوض الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس"، وتابع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "قال إنه يحدد سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية وسنتعامل بناء على ذلك".
من جانبه، قرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الثلاثاء، التحرك فورا في مجلس الأمن الدولي لإدانة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فيما تعقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الخميس المقبل، جلسة لتدارس "الاعتداءات الإسرائيلية" على المسجد الأقصى.
وفي حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، اقتحم بن غفير، باحات المسجد لمدة ربع ساعة صباح الثلاثاء، في خطوة أدانها الفلسطينيون وعواصم عربية وغربية، بما في ذلك باريس وواشنطن والدول العربية الموقعة على اتفاقات التطبيع مع إسرائيل المسمّاة "اتفاقيات أبراهام" (المغرب والإمارات والبحرين).
وقرر الرئيس الفلسطيني "تكليف بعثة فلسطين في نيويورك، بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى من قبل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية ومجموعات متطرفة، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني في القدس المحتلة". وأكد عباس "أهمية هذا التحرك الدولي لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية".
الأردن والإمارات يؤكدان ضرورة وقف إجراءات إسرائيل "اللاشرعية"
وأكد الأردن والإمارات، مساء الثلاثاء، ضرورة وقف إجراءات إسرائيل "اللاشرعية" والتي من شأنها تقويض مبدأ حل الدولتين، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مع نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد، بحثا خلاله كذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وفق بيان للخارجية الأردنية.
وذكر البيان أن الوزيرين أكدا "ضرورة تفعيل الجهود المستهدفة تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل". وشدد الوزيران على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية "اللاشرعية" التي تقوض مبدأ حل الدولتين.
كما أدانا اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وشددا على أنه "خرقا للقانون الدولي وتصعيدا خطيرا". ودعا الوزيران إلى وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك الذي يشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونما، مكان عبادة خالص للمسلمين، بحسب البيان.
كما طالبا إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومسؤولياتها بصفتها "القوة القائمة بالاحتلال".